"الى اين وصلنا، اين التعاطف مع العمال عشية الاعياد، اين كرامة الانسان ؟" هذا ما قاله رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد خلال جلسة طارئة عقدها قبل قليل في مكتبه في بناية الهستدروت في اعقاب الازمة في سوق الاتصالات بمشاركة رئيس نقابة موظفي الخليوي الانترنت والهايتك ياكي حالوتسي ورؤساء النقابات العمالية للعاملين في فرع الاتصالات بعد ما نشر صباح اليوم حول نية ادارة شركة سلكوم اقالة مئات العمال بعد الاعياد اليهودية.

وانتقد بار دافيد بشدة اداء وزير الاتصالات وشدد على انعدام الاستثمار في البنى التحتية وقال:" الدمج بين الرقابة والقوانين وانعدام التدخل من قبل وزارة الاتصالات من شأنها ان تؤدي الى انهيار شركات الاتصالات الخليوية وهذا ما نشهده الآن من خلال الازمة الحالية في مجال البنى التحتية. يجب على الجهات المختصة التدخل من أجل ضمان ازدهار سوق الاتصالات. اذا ما استمرت هذه الازمة لن يكون بإمكاننا الانتقال الى حقبة جديدة من الاتصالات المتطورة والذكية".

وأضاف رئيس الهستدروت: "نحن نفهم أن العالم قد تغير وأن هناك اصلاحات كبيرة ربما جعلت من الامور فير مربحة، لكن انعدام الربح يجب ان لا يُطبق على الموظفين. هناك دولة في مركز هذه الازمة ، هناك وزارة الاتصالات ووزارة الاتصالات لا تعمل. أنا أحثكم على تحمل مسؤولية الأزمة والبدء في معالجتها. أطلب من وزارة الاتصالات التوقف عن تقديم المشورة وبدء العمل ".

إلى جانب الدعوة الموجهة إلى وزارة الاتصالات ، خاطب لار دافيد الشركات الخلوية: "يجب أن يجلس ممثلو الشركات الخليوية معنا ، مع اللجان ، وأن يتصرفوا بطريقة مقبولة ومحترمة. من المهم محاولة تهدئة الموقف والتوصل إلى تفاهمات قبل العطلة. لتوضيح أن الاستغناء عن العمال لن يحل إخفاقات السوق ، ولن يؤدي إلا إلى تفاقمها.
وأكد بار دافيد أن الهستدروت ستستخدم كل الوسائل المتاحة لها، قائلاً: "أنا خلال فترة رئاستي للهستدروت لن اسمح بالمس بمكانة العمال وحتما لن اسمح بهذا عشية الاعياد. سنعمل كل ما بوسعنا من أجل معالجة هذه الأزمة وسنعمل على ان نكون سندا للجان العمال والموظفين. نتوقع فترة غير مسبوقة في مجال الاتصالات والخليوي، وآمل أن نتمكن معاً من توفير الحماية للموظفين ، من خلال اتفاقيات جديدة ، وسنستعين بوزارة الاتصالات لحل الأزمة في سوق الخليوي والاتصالات ككل ".

وانضم رئيس نقابة عمال الخليوي الإنترنت والهايتك ، ياكي حالوتسي ، إلى اقوال رئيس الهستدروت ، قائلاً: "إن تسريح الموظفين ليس هو الحل بل جزء من المشكلة. نحن نعارض تسريح العمال وفصلهم ، لنفس السبب الذي نعارضه لنقص الاستثمار في الخدمات ونقص الاستثمار في البنية التحتية".

وشدد حالوتسي: "نحن نؤيد المنافسة ونشجعها. نريد أن نعود بالفائدة على المواطنين ويمكن القيام بذلك فقط إذا كانت المنافسة عادلة. لا يمكن ان تضع وزارة الاتصالات قوانين وانظمة وان لا تطبقها على ارض الواقع او ان تقوم بتطبيق انتقائي ضد شركات معينة. يجب على جميع الشركات أن تطلب استثمارات في البنية التحتية. البنى التحتية الخلوية والاتصالات هي بنى تحتية وطنية وتشكل جزءًا مهمًا من حياتنا اليومية. من غير المعقول ان يتجول مواطنو إسرائيل بأجهزة كلفتهم آلاف الشواقل دون ان تعمل بسبب انعدام الاستثمار بالبنى التحتية. جزء من حل الأزمة هو تشجيع الاستثمار في البنية التحتية وخلق منافسة عادلة ونأمل أن يتحقق ذلك ".


رئيسة لجنة عمال سيلكوم"، مايا يانيف تطرقت للواقع الحالي في الشركة وقالت: "نحن في يوم تحدي في سيلكوم، البارحة قرأنا في الصحيفة تماما كما عمالنا بأن المدير العام للشركة سرب معلومات من جلسة مجلس الادارة – تسريب شديد للغاية، ودقيقتين قبل العيد، عن اقالة المئات من العمال كجزء من خطة الاشفاء وهي ادارة لمحتكرين. من يحتكر الامر في النهاية لا يعرف الادارة، من يريد ان يدير شركة عليه ان يكون خلاقا ويخلق الحلول. ما تفعله ادارة الشركة كما ايضا ادارة باقي الشركات هي التخلص من الحمولة الزائدة ورميها على العمال، ذلك الثقل والذي يمثل قوتنا وطعامنا للغد.
كما اضافت يانيف: " سوق الاتصالات لا يستطيع الوصول لتوازن، والسبب هو فشل ذريع للسوق بسبب تدخل الحكومة الانتقائي والعدائي. الحل يجب ان يكون بواسطة التنظيم وليس بإقالة العمال، هذا النضال نضالنا جميعا وليس فقط لعمال سيلكوم او بيليفون- هذا نضال جميع مواطني الدولة.
في النهاية المواطنون هم من سيدفعون الثمن اذا وجدوا انفسهم مع بنى تحتية ملائمة لدول العالم الثالث، ولن يستطيعوا استعمال الامور الاكثر بساطة في الانترنت او شراء الآيفون الجديد لانه لن يدعم الشبكة. فالبنى التحتية هو أمر مهم وحاسم ونضالنا هو مصلحة عامة".
يحيئيل شيمن؛ رئيس لجنة عمال شركة بيليفون قال: "الوضع لدينا في بيلفون مختلف قليلا، فرغم ان فشل السوق محسوس من خلال الارباح وهذا بالتالي يأتي على حساب العمال. لكن بيليفون مقارنة بباقي الشركات هي اكثر الشرك استقرارا وتوازنا من ناحية اقتصادية. ورغم ذلك اختارت الشركة وخلال مفاوضات قبيل العيد اقالة مئات العمال. هذا امر لا يمكن القيام به. لا اعلم اذا جاء توقيت الاعلان بالتزامن مع باقي الادارات ام ان فشل السوق اوصلهم لهذا الوضع، ولكن هناك شيء واحد واضح لي" هناك امور لا يمكن القيام بها، وثمن الفشل في السوق ليس على العمال دفع ثمنه. الشركات اصبحت اكثر فاعلية في السنوات الاخيرة ووصلوا لوضع الاستقرار بالقوى العاملة ومن يدفع الثمن هم عامة الشعب- البنى التحتية تتضرر. شبكة الخليوي هي بنى تحتية وطنية. تخدم ايضا قوات الامن- وهذا الامر لا يمكن الاستهزاء به.
عندما يتم التنازل عن عمال من قسم الهندسة والاقسام المسؤولة عن شبكات الخليوي- الضرر سيأتي في نهاية المطاف على الجمهور عامة ولذا فإن النضال كما قلنا سابقا هو نضالنا جميعا- وليس فقط نضال اللجان والعمال".

رئيسة لجنة عمال بارتنر، كيرين اوفيك طالبت بدعم زملائها في سيلكوم وبيليفون وتطرقت لتوقيت هذه البيانات حول الاقالات: "توقيت هذا الاعلان صادم للغاية، 3 ايام قبل العيد. قلوب عمال بارتنر معكم واعتقد انه جاء الوقت ان يقوم احدا بالتحرك في وزارة الاتصالات ويأخذ المسؤولية عن هذا السوق المتقلب والمجنون والذي يدار على مدار سنوات كالغابة. وكما قيل اكثر من مرة هذا المساء، البنى التحتية ستتضرر والجمهور ايضا جراء ذلك."

ايضا رئيس لجنة عمال هوت موبايل؛ ايلي كوهين والذي تواجد في الجلسة اعلن دعمه لعمال الشركتين وقال: " الوضع غير جيد وبغياب الاستثمار في بنى تحتية جديد، سيتضرر الجمهور اولا. الادارات لا يألمهم ذلك لأنهم يريدون القيام بهذه الخطوة الآن وبشكل جازم للتوفير بشيكل اضافي. هذا ليس الحل".




 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]