لا تزال قضية الشابة اسراء غريب تسيطر على الاعلام الفلسطيني والعربي، وانتقد عدد من النشطاء الرواية التي قدمتها عائلة اسراء غريب في بيت لحم لظروف مقتلها والتي بثت في أحد التلفزيونيات المحلية الفلسطينية، مساء أمس الأحد، وقالوا إنها رواية لا يمكن قبولها، وأكدوا أن الجهل في هذه الرواية يؤكد أن قتل الشابة كان متعمدا.

ويتساءل عدد من الناشطين أيضًا عن عدم تحرك الشرطة في هذه القضية وعدم اعتقال مشتبهين والكشف عن الجريمة.

الجهل قتل إسراء

وقالت الناشطة عبير الخطيب، إذا صحت رواية اهل اسراء، فالحب هو من قتل اسراء، والجهل هو اداة القاتل لتمسك أهلها بخيط الجن واللمس ولعلهم معذورين بذلك لاعتياد الغريق تمسكه بقشة.

وأضافت الخطيب: " زوج اختها راوي محترف ومخيف في ذات الوقت مرتبك متناقض شعرت للحظات انه الوحيد المسؤول من ضمن العائلة الكبيرة عنها، وانت تسمع رواية الراوي الكثير الكثير من الأسئلة التي تخطر برأسك.

وأوضحت: "لماذا تم تصويرها بعد اقدامها للقفز ايعقل فتاه تعاني الكسور والدماء تملأ وجهها يتم اعادتها على سريرها ويتم تصويرها فيديو، كيف هذا؟!، حبيبها او خطيبها ورفضه لمؤازرة اسراء كيف ولماذا وما هي الأسباب لذلك اذ كانت أصل الحكاية قصة حب ستكتمل بخطوبة؟".

من جانبه، قال المحامي فريد الأطرش إن العمل مع قضايا النساء اللواتي يتعرضن للعنف عمل صعب ويحتاج إلى خبرة وهنالك صعوبات كبيرة وتحديات نظرا لعقلية المجتمع والثقافة السائدة.

وأضاف كلنا نتحدث ولكن عندما تقع المصيبة مع المعظم نذهب لنتصرف وفق الثقافة السائدة، لأن الدين والقانون لا يحكم طبيعة السلوك وإنما العادات والتقاليد وثقافة المجتمع وتحريض المجتمع ونظرة المجتمع وكلام الناس.

منصور: ماذا ننتظر؟

وتسأل الدكتور باسل منصور قائلا: على هامش قضية المرحومة اسراء ومثلها من القضايا التي تثير جدل الراي العام وكردة فعل على مثل هذه الاحداث التي تتكرر وستتكرر ما دمنا لم نتجرأ للتقدم خطوة للأمام، اطرح هذا السؤال الكبير والمخيف علينا جميعا، فأسراء رحلت وليس لنا سوى ان ندعو لها بالرحمة , لكن ماذا عمن ينتظرهن الموت ولا زلن على قيد الحياة ؟؟

وأضاف "اليس الاحرى بالمهتمين والمتعاطفين والمدافعين والمتأثرين والثرثارين تقديم الحلول وحماية امننا المجتمعي بدلا عن السب والشتم والولولة واظهار التعاطف حتى لو كان حقيقيا!!! لقد ماتت اسراء ووحده الله يعلم السبب حتى الان .. لكن كلنا يعلم ان اسراء لن تكون الاخيرة كما انها لم تكن الاولى , اذن فهل يقتصر الواجب بان نعد انفسنا ونشحنها من جديد لإظهار التعاطف مرة اخرى مع الضحية المقبلة !!!

وقال: من يتجرا منا على الاجابة على هذا السؤال , حتى ننشر ثقافة المصارحة الاستباقية والوقائية على الاقل, والتي يمكن ان تشكل درعا حاميا لضحايا المستقبل , حين نرى اجابات جريئة لا يقوى عليها اهل الضحية ربما وقت الحدث مما يدفعهم الى ارتكاب الجريمة, لماذا نحن المتعاطفون لا نعد اجابات مسبقة يستأنس بها اصحاب المصيبة قبل وقوعها , وخاصة ممن ترعبهم شماتة المجتمع (شماتتنا) والذين لا يقوون على المواجهة ؟

وتابع: اطرح هذا السؤال المشقلب في زمن الشقلبة، حيث لا جدوى من الاسئلة المعتدلة والمعدلة , واعلم انه ربما يكون من اخطر الاسئلة على الاطلاق ؟ اتمنى ان يسال هذا السؤال (100000) شخص على صفحات التواصل الاجتماعي , وان يجيب (1000000) شخص على هذا السؤال , وان يتتبع محللون ودارسون وباحثون الاجابات ثم الخروج بالتوصيات والنتائج للجمهور, حينها فقط اعتقد اننا سنعرف كيف نحمي الضحية ، ومرة اخرى اعلم تمام ان من يخوض في عمق السؤال لن يجرؤ على الاجابة , الا اذا كان فدائيا وليس اي فدائي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]