انقسمت اراء المحللون السياسيون العرب بما يتعلق بانسحاب حزب "زهوت" اليميني برئاسة موشيه فيغلين لصالح الليكود وتأثير هذا الانسحاب على نتائج الانتخابات القادمة. حيث أقنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، زعيم حزب “زيهوت” (هوية) اليميني، موشيه فيغلين بالانسحاب من الانتخابات العامة، مقابل منحه منصبا وزاريا في الحكومة المقبلة إذا كلف بتشكيلها، حسبما أعلن الاثنان في مؤتمر صحفي الخميس. وأظهرت معظم استطلاعات الرأي أن هذا الحزب إلى جانب حزب “قوة يهودية” لن يجتازا نسبة الحسم، لكنهما قد يؤديان إلى خسارة الليكود مقعدا أو مقعدين، بسبب تشتيت أصواتهم.

شرعنه عودة عنصري بحجم فيجلين الى الساحة السياسية هي اخبار سيئة لنا كعرب

محمد دراوشة القيادي البارز ومدير مركز جفعات حفيفة قال في هذا السياق: نتنياهو ينجح بترتيب أوراق اليمين الى ادق التفاصيل لكي يمنع ضياع اي صوت يتبع لهذه الكتلة هباءً. استعداده لدفع اي ثمنٍ كان للبقاء في الحكم هو امر غير مسبوق، حيث انه يبيع كل ما يملك سياسياً لضمان تواجده في مقعد رئيس الوزراء والنجاة من السجن من مثل هذه الصفقات التي ستضمن له حصانه من المحاكمة ما دام رئيساً للحكومة. هذا طبعاً يشكل فساداً سياسياً وانتهازية لأبعد الحدود.

وتابع: وللأسف فان منافسيه لا يرتقون حتى الآن بحملةٍ انتخابية قوية بما فيه الكفاية لتغيير النتائج الانتخابية. حملاتهم الانتخابية والدعائية هزيلة جداً، منا لا يغير النتائج المتوقعة في هذه المرحلة.

ونوه دراوشة قائلا: شرعنة عودة عنصري بحجم فيجلين الى الساحة السياسية هي اخبار سيئة لنا كعرب، لان الساحة اصبحت مكتظة بأمثاله، الذين يتربون في حضن نتنياهو ويعتاشون من أياديه، وفي النهاية يصبحوا له عبيداً مطيعين. يجب علينا التخلص من هذه الزمرة المحتالة.

يجب كنس الاحزاب الصهيونية وعدم السماح لها باقتحام قرانا

غسان عبدالله قيادي في الحركة العربية للتغيير بدوره رأى ان وضع نتنياهو في تقهقر وهو في حالة ارتباك وتخبط، وشرح قائلا: تارة يفتتح حملته الانتخابية بشعار بيبي او طيبي بمحاولة منه استنفار الشارع اليهودي والتحريض، وتارة بمطالبته انسحاب فيجلن وهذه مؤشرات على ان احتمالات فوزه في الانتخابات باتت قاب قوسين او ادنى وخاصة ان القائمة المشتركة في حالة صعود ونهوض وهذه فرصه تاريخيه ومفصليه لجماهيرنا العربية للالتفاف حول المشتركة فالعمل البرلماني اداة قويه ومؤثره للتصدي للمؤسسة الحاكمة، الواجب الوطني يملي علينا ان نعزز من قوة المشتركة. ويجب كنس الاحزاب الصهيونية وعدم السماح لها باقتحام قرانا وحاراتنا. نحن لسنا ارقاما ولا مخزون انتخابي، مشتركة اقوى يمين أضعف.

تصريحات ايمن عودة الأخيرة وفق الاستطلاعات زادت قوة المشتركة

الناشط السياسي والمحلل إيهاب جبارين قال بدوره عن انسحاب فيجلين: انسحاب فيغلين والاتفاق المبرم بينه وبين نتنياهو، هو رد فعل لأخر التطورات في الساحة. فيغلين لغاية ما قبل اربعة ايام كان مصرا، أيما إصرار، على عدم انسحابه بأي شكل كان، فيغلين أدرك حجم قوته كما باقي مع معسكره، عندما كان أحد أسباب عدم دخول حزب بنت وشاكيد في الانتخابات السابقة.

وتابع: حتى اللحظة، الصورة الانتخابية، شبيهة جدا بنتائج انتخابات أبريل، الأمر الغير مرغوب لأي كان، ومن ضمنهم معسكر نتنياهو، ولذلك زادت حدة وتيرة معاكسات نتنياهو لفيغلين، وقبل شروط فيغلين الشبه ابتزازية مقابل انسحابه، مقعد وزاري اجتماعي اقتصادي، وشرعنة الكنابس الطبي وشروط أخرى اجتماعية اقتصادية بمجملها، وهي المرة الأولى التي يتبنى فيها نتنياهو أجندة اجتماعية اقتصادية لحزبه، لذلك في المجمل الحديث عن فوز للطرفين، فيغلين ينسحب وقوته الانتخابية تنضم وتزيد قوة الليكود كرستين - وجب التنويه ان هذه الأصوات لن تذهب لأحزاب اليمين بل مباشرة لليكود مما يعني في التالي ايضا قوة مباشرة لحزب الليكود.

وأضاف: كل مقعد ممكن ان يغير المعادلة، تصريحات ايمن عودة الأخيرة وفق الاستطلاعات زادت قوة المشتركة ومعسكر اليسار بين كرسي لأثنين، الأن هذه التصريحات زادت قوة معسكر اليمين ثلاث كراسي تقريبا وطبعا على حساب اليسار ومن ضمنهم المشتركة بالتالي. كل تصريح وكل فعل لديه قوته التي تغير المعادلة الانتخابية، هذه الاسابيع سنقابل الكثير من التصريحات وبعضها الجريء، تماما كما يجري في اليومين الأخيرين.

هناك مسؤولية كبيرة تحتاج الى رفع منسوب الوعي الجمعي والترفع عن النقاشات الكثيرة

الاقتصادي والسياسي ومدير حزب "متساوون" د. وائل كريم قال بدوره: ان استماتة اليمين وعلى رأسهم نتنياهو في هذه المرحلة المبنية على الرعب الذي يدب فيهم وخوفهم من خسارة سدة الحكم، يؤدي الى فعل كل شيء حتى وان كان كارثيا من اجل ابقاء نتنياهو في الحكم. فيغلين حصل في الانتخابات الأخيرة على ما يقارب ٣ أعضاء ولم يعبر نسبة الحسم، مما يجعل نتنياهو يحاول إنقاذ كل صوت يمكن ان يساعد اليمين، حيث ان انسحابه يهدف الى تحرير هذه الأصوات كي تصب في مستنقع اليمين وتساعده على الفوز.

ونوه: حتى ان نتنياهو تخطى كل قوانين الديموقراطية ووعد فيغلين بتعيينه وزيرا بالمقابل، وكذلك تعديل قانوني يسمح بتشريع المخدرات، وهذا بمثابة وعد انتخابي ممنوع حسب كل الأعراف والقوانين الديموقراطية والإنسانية. ان تحول المعسكر اليساري الى قبول مبدئي للتحالف مع العرب والغزل القائم بينه وبين العرب يشكل ضغط كبير على اليمين الاسرائيلي ويضعه تحت ضغط كبير، يجعله يفعل كل ما هو ممكن للدفاع عن كينونته التي تبدو بخطر كبير.

وأردف قائلا: من هنا فان على العرب ان يفهموا ان الطاقة الانتخابية العربية هي التي يمكن ان تغير موازين القوى وتدفع باتجاه الانقلاب المنشود لإنهاء الاستبداد اليميني في الحكم الإسرائيلي. علينا جميعا ان نضع جانبا كل الخلافات مع اليسار الاسرائيلي حتى وان كانت محقة، وكذلك الخلافات الداخلية مع القائمة المشتركة حتى وان كانت محقه، والدفع بكل قوتنا من اجل رفع نسبة التصويت واحداث الانقلاب المنشود.

وختاما تحدث عن المسؤولية الكبيرة التي تحتاج الى رفع منسوب الوعي الجمعي والترفع عن النقاشات الكثيرة التي وان كانت محقه ولكنها لا تؤدي حتما الى تغيير واقعنا بل تكرس حكم اليمين الجائر الذي وصلت به الحال الى اخراج كل من هو غير يهودي من دائرة المواطنة والزج بكل من هو يساري ويتعامل مع العرب في خانة الخائن او طابور خامس يسعى الى نسف الدولة اليهودية حسب نظريتهم.

حبذا لو تتعلم احزابنا الصغيرة والكبيرة من هذا الامر

بدوره د. ثابت أبو راس مدير صندوق إبراهيم رأى بان انسحاب فيغلين جاء لصالح اليمين وقال: خطوة فيغلين بالانسحاب من معركة الانتخابات جاءت بسبب رؤيته لأهمية المعركة الحالية وثانية على ان التنافس هذه المرة هو تنافس بين كتلتين لهما خلفية واداء سياسي مختلف. وثالثا لأنه "على الحفة" اي ان نجاحه غير مضمون. فيغلين من غلاة اليمين يريد ان يرى استمرار حكم كتلة اليمين بزعامة نتانياهو الذي اوعده بدوره بعده وعود وعلى راسها تعيينه وزيرا في حكومة يمينيه قادمة برئاسته. حتى لو خسر نتانياهو المعركة يبقى فيغلين هو الرابح بدوره السياسي اليميني الذي ضحى بمصالحه الشخصية لصالح الكتلة والاجندة اليمينية في البلاد. هذا التنازل او التفكير خارج الصندوق لم نره حتى الان في مجتمعنا. حبذا لو تتعلم احزابنا الصغيرة والكبيرة من هذا الامر.

قد لا يكون لهذه الخطوة اثر على موازين القوى الحزبية في الانتخابات القادمة

الكاتب والمحلل السياسي عودة بشارات قال بدوره: ان انسحاب فيغلين يتيح لنتنياهو الامكانية للحصول على مقعد او مقعدين اضافيين، وبذلك قد يكون باستطاعته الحصول على 61 مقعدا وبالتالي، ضمان تشكيل حكومة بدون الحاجة الى مقاعد كتلة "إسرائيل بيتنا" برئاسة افيغدور ليبرمان. ولكن ومن جهة اخرى وحسب معطيات الاستطلاعات الاخيرة فان انسحاب فيغلين لم يحقق الكثير لليكود. وعليه قد لا يكون لهذه الخطوة اثر على موازين القوى الحزبية في الانتخابات القادمة، والسجال ما زال في اوجه بين حزب كحول لفان الذي يحافظ على عدد مقاعد ثابت ومساوٍ لليكود. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]