تعمّ الوسط السياسي العربي في الداخل الفلسطيني، حالة من الغضب ازاء تصريحات وزير الأمن الداخلي چلعاد أردان حول تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وقال أردان في مقابلة له على اذاعة 90: يجب تغيير الوضع الرهن في المسجد الاقصى ليتسنّى لليهود الصلاة بشكل فردي أو جماعي في مكان مفتوح أو مكان مغلق (اي داخل مبنى) داخل الأقصى.
نوايا اليمين
وقال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا: أقوال وزير الأمن الداخلي چلعاد أردان تفضح نوايا حكومة اليمين العنصرية التي لا تُفوِّت فرصة لمصادرة أوقافنا الإسلامية في كافة أنحاء البلاد. فقد صادروا آلاف الممتلكات الاسلامية، إضافة الى مقابر ومساجد في كل مكان استطاعوا التمكن منه.
وتابع: وحين يتعذر عليهم الأمر، يحاولوا استعمال حيلة الزيارات السياحية كما فعلوا على مدار سنوات في الأقصى، وقبر سيدنا يوسف، ومواقع أخرى. واليوم تزداد الوقاحة لتصل الى مستويات فاضحة تسعى الى مأسسة التقسيم الزمني لممارسة طقوسهم الدينية في موقع ديني مقدس وإسلامي بحت، بُنِي بأيدي المسلمين لخدمة المسلمين لا غير.
حقارة
وزاد: هذه قمة الحقارة، وقمة الاستهتار بديننا الحنيف، وتأتي هذه التصريحات خاصةً في عيد الأضحى لكي يزيدوا من عمق الأذى، وعمق الإزدراء لهويتنا وعقيدتنا الإسلامية ولقد فعلوا هذا من قبل في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وعندما سارت الأمور هناك لمدة سنوات حسب اهوائهم، مستعملين منطق القوة ، تَفتَّحت شهيتهم أكثر فأكثر لتَطال أقصانا المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وأوضح دراوشة: هذا الوزير وحكومته ورئيس حكومته، ما هم إلا ثلة من العنصريين الحاقدين الذين يتحكموا بقوة السلاح بمصير الشعب الفلسطيني والأمة الاسلامية بدون رادع، يسعون لتأجيج الموقف لإخراج قوى اليمين من جحورها لتُعينهم يوم الانتخابات في الفوز مجدداً وليستمروا بتعميق السيطره والسرقة والنهب والاحتلال.
نقاط احتكاك
واختتم حديثه:استمرار هذه المجموعة في الحكم ستوصل العلاقات بين الشعبين الى نقاط احتكاك كارثية، ستدفع فيها الشعوب ثمناً باهظاً نتيجة عنجهية نتنياهو وأقزامه المحيطة به، أمثال أردان وسموطريتش وشاكلاتهم التافهة.
محمل الجد
بدوره، قال القيادي الإسلامي - الشيخ كامل ريّان لـبكرا: على ضوء تصريحات الوزير اليميني المتطرف جلعاد أردان بشأن السماح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى علينا جميعا اخذ الأمر بمحمل الجد والتجند جميعاً ضد هذا التوجه الخطير الذي يمس بقدس اقداسنا وبقبلتنا الاولى وبمسرى رسول الله.
مناشدة
وأضاف: وعليه أتوجّه بل أناشد واستجدي اهلي وربعي من العرب والمسلمين في هذا الوطن ان يوقفوا جميع المناكفات بينهم ويوقفوا الجدالات القائمة بينهم وان يوقفوا كل السهام الموجهة لبعضهم البعض وكل حملات التجريح والاتهام والصراع وتحويل هذا الطاقات الى غايتين هامتين فقط: الاولى :تضميد جرح مجتمعنا من خلال وقف شلال الدم والنزيف الدائم له ومحاربة كل مظاهر العنف والجريمه وإطلاق النار على بَعضُنَا البعض.
تضميد الجرح
وأردف: الغاية الثانية هي: تضميد جرح الاقصى من خلال التجند لنصرته والوقفة لحرمته والإسراع لمؤازرته والتصدي لجميع المؤامرات التي تحاك للمس بحرمته وقدسيته ووحدته والتصدي بكامل الحكمة والجرأة والقوة لمثل هذه التصريحات الرعناء التي تصدر من مثل هذا الوزير الأرعن والتي لا يدرك معانيها ولا ابعادها ولا انعكاساتها علينا وعلى كل فلسطيني او عربي او مسلم او كل من يعي معاني الانسانيه ويحمل القيم الانسانيه لحقوق الشعوب والأمم في العالم.
تصريحات مبتورة
وأنهى كلامه: وعليه أكرر ندائي وطلبي من كل فلسطيني في هذا الوطن أن نتصدى لمثل هذه النداءات والتصريحات المبتورة بدلا من التصدي لبعضنا البعض لاننا نحن أخوة جميعا وجميعنا في خندق واحد نعاني من التمييز والظلم والاحتلال والملاحقة فلنجعل من غضبنا على هذه التصريحات مدخلا لوحدتنا وتضامننا مع بَعضُنَا البعض ولا نهدر طاقاتنا وقوانا في قضايا هامشيّة في الوقت الذي ما زلنا نعاني من النزيف في كلا الجرحين جرح العنف والجريمة وجرح الاقصى الشريف.
عصابات المستوطنين
وقال النائب د. يوسف جبارين في تعقيبه على أقوال اردان:تصريحات اردان تكشف ما تحيكه الحكومة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو واليمين المتطرف من مخططات للمسّ بالحرم القدسي الشريف، فالوزير الاسرائيلي المسؤول عن شرطة الاحتلال في القدس يدعو علانية الى تقسيم المسجد الاقصى لكي تتمكن عصابات المستوطنين من السيطرة على اجزاء منه بادعاء اقامة الصلوات الدينية، ومن ثم بسط النفوذ الاسرائيلية وتغيير الوضع الراهن بهدف تثبيت الاحتلال.
وأضاف جبارين: يأتي هذا التصريح بعد تشريع قانون القومية الذي ينص على ان 'القدس الكاملة والموحدة' هي عاصمة اسرائيل ويتنكر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. كما ويأتي في ظل ما تشمله 'صفقة القرن' الأمريكية من عناصر خطيرة تسعى الى ترسيخ الاحتلال والاستيطان في القدس والاراضي الفلسطينية.
الفشل
واختتم جبارين: كل هذه المخططات سيكون مصيرها الفشل. للأقصى اصحابه وللأقصى من يحميه، وستتكسّر مخططات اليمين امام صخرة الارادة الفلسطينية الصلبة والعادل
[email protected]
أضف تعليق