في إطار سياسة الأمر الواقع التي تعتمدها إسرائيل دوما، تسعى مؤخرا لإقامة ما يسمى ب "توربينات" او طواحين هوائية لإنتاج طاقة كهربائية يمكنها سد الحاجة بحسب ادعائها لألاف الأشخاص ما يشكل دعما اقتصاديا، يبلغ ارتفاع الطاحونة بين 180 م وحتى 200 م تقريبا وعرضها بين 70-60 متر بينما تشكل هذه المراوح ضررا اقتصاديا وصحيا كبيرين على أهالي الجولان، ما دعا اكثر من 300 شيخ ومواطن من الجولان مؤخرا التوجه الى النيابة العامة في القدس والتعبير عن رفضهم انشاء هذه المروحيات الهوائية حول ذلك يقول الشيخ قاسم الصفدي قيادي بارز من الجولان لـ "بكرا": نحن فلاحون نعتمد على الزراعة وبعد ان فشل المحتل بتهويد هذه الأرض يحاولون بهذه الطريقة اجبارنا على ترك ارضنا والرحيل عن هذه البلاد، قلنا للمحققين ان هذه المراوح لن تقام الا على دم أبناء هذا الشعب ومهما كلف الثمن من شهداء
بناء 30 ألف وحدة استيطانية في مستوطنة "كتسرين"، و250 الف يهودي بحلول العام 2048 في الجولان
صفعة جديدة تلقاها المجتمع الدولي ابان إعلان ترامب السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة في اذار\ مارس الماضي، فمنذ ان قرر من لا يملك إعطاء من لا يستحق تتسارع الخطى نحو تهويد الجولان، غير ان ملامح التهويد ليست حديثة العهد فقد بدأت مع قانون الجولان الذي أقره الكنيست الإسرائيلي في 14 ديسمبر\ كانون الأول1981، وجاء اعلان ترامب ليضفي شرعية على التهجير القسري علما ان التهجير القسري مرفوض دولياً، بحسب المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي حظرت النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص أو نفيهم من مناطق سكنهم إلى أراضٍ اخرى. وطمس هوية الجولان ومكانته التاريخية خصوصا في ظل الحديث عن ترحيل أكثر من 70 ألف سوري الى مزارع شبعا والعرقوب تنفيذا لما يسمى مخطط "ينون" الإسرائيلي والذي بموجبه تم سابقا ترحيل الفلسطينيين من أراضيهم.
مخطط التهويد الذي تعده وزارة الإسكان مع جهات أخرى، كشف النقاب عنه مؤخرا، يهدف بالأساس الى تشجيع الاستيطان في الجولان السوري المحتل من خلال بناء 30 ألف وحدة استيطانية في مستوطنة "كتسرين"، وإنشاء مستوطنتين جديدتين في الجولان لاستيعاب 250 الف يهودي بحلول العام 2048، مخطط التهويد يتضمن أيضا استحداثات وظائفية للمستوطنين وتطوير قطاعات عمل متقدمة وشبكات المواصلات العامة بما في ذلك القطارات والباصات، تنمية المشاريع السياحية وتشجيع السياحة، والعمل على إخلاء 80 ألف دونم من حقول الألغام، وتجهيزها لمشاريع التطوير والبناء السياحي والتجاري والإسكاني. حسن زهر الدين مواطن من الجولان أكد ل "بكرا": انه حتى اللحظة لا يوجد أي نشاط استيطاني جديد في الجولان غير مستوطنة قديمة كان يستوطنها عشرة عائلات وبعد اعلان ترامب قاموا بتوسيعها وبناء ابنية جديدة لتستوعب مئة عائلة وأطلقوا عليها "نفي ترامب" تكريما له.
أهالي الجولان السوري يرفضون الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية
في غضون ذلك فان أهالي الجولان السوري يرفضون الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية متشبثين بهويتهم السورية ووطنهم الام سوريا، الجولان يقبع تحت الاحتلال منذ 58 عاما وحتى الان عدد سكان السوريين العرب أصحاب الأرض اكثر من عدد المستوطنين، ونسبة 95 حتى 96 بالمئة من اهالي الجولان ينتمون الى سوريا شعبا وجيشا وقيادة ويرفضون اي بديل عن هويتهم العربية السورية مهما قدمت لهم "إسرائيل" من اغراءات، يقول الشيخ قاسم ل "بكرا" ان: الاحتلال يستطيع ان يسيطر على الأرض لكنه لن يسيطر على قلوب السوريين العرب لأننا نحن أبناء الشعب العربي السوري والامهات ترضع أبنائها الوطنية والانتماء العربي للوطن الام سوريا.
فيما اعتبر باحثون دوليون أن إعلان ترامب لا يقدم ولا يؤخر خصوصا ان القوانين والأعراف الدولية والسيادية تعتبر الأرض سوريّة وكل ما يطرأ إلى أن تعود لأصحابها غير ملزمة للدولة السورية، يعبر الشيخ قاسم عن ذلك بقوله "لا ترامب ولا غيره يقدرون ان يغيروا التاريخ، التاريخ لا يمحى بجرة قلم ولا بكلمة من على منبر، أصحاب الأرض هم من يقرروا لمن الأرض، الأراضي السورية جميعها من شرقها الى غربها ومن قبلها الى شمالها رويت بدم اجدادنا ابان الحكم العثماني الذي دام اكثر من 400 عام ورويت بدم اباءنا بان الحكم الفرنسي وزال، والاحتلال الصهيوني زائل عاجلا ام آجلا سلما ام حربا، مهما دام الاحتلال فهو الى زوال وصاحب الأرض هو صاحب الحق وهو المتصرف بها مهما طال زمن الاحتلال".
خطة التهويد الإسرائيلية لمرتفعات الجولان في طريقها للتنفيذ ولن يردع إسرائيل من الاستمرار بانتهاك المواثيق الدولية فهي لم تنصع يوما للشرعية الدولية، وترامب لا يملك الحق بإهداء الجولان لإسرائيل، امر انعكس في 164 دولة من الجمعية العمومية صوتوا ضد قرار ضم الجولان. إسرائيل ارادت تهويد الجولان منذ عام 1967 ولم تفلح بذلك بسبب رفض الأهالي وتصديهم لما سموه "بالتطبيع الصهيوني" وقد عملت الحكومة الاسرائيلية بعد مضي 52 عام على احتلالها للجولان نحو إخضاع أهالي الجولان الرافضين لمنح الشرعية للمجالس المحلية التي تم إنشاؤها في قرار "قانون الجولان" وتثبيت وجودها في الجولان السوري وحدوده. الا ان اهل الجولان رفضوا الخضوع لقانون كان بمثابة اعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليهم ونسبة أصحاب حق الاقتراع لم تتجاوز 1% ما يثبت فشل مخططات التهويد.
منح ترخيص لشركات أمريكية بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في الجولان
يعي أهالي الجولان تماما ما ينسج خلف الأبواب الموصدة من مخططات صهيو- امريكية ترمي الى انهاء القضية الفلسطينية من خلال "صفقة القرن " مؤامرة تحيك خيوطها واشنطن تعتبر الأكبر والأكثر غبنا على أصحاب الأراضي الحقيقيين، ضحيتها العرب وأداتها التهجير القسري وإلغاء حق العودة للفلسطينيين ولنصف مليون مهجر من الجولان يقبعون في مخيم بجانب دمشق ولهم الحق بالعودة الى ارض الجولان ، ومعها تستنزف تل أبيب المزيد من الأراضي، الشيخ قاسم ناشد الشعب الفلسطيني بكافة فصائله في الداخل والشتات محذرا من مخططات التهويد والترحيل والتهجير راجيا منهم الوحدة والاتفاق وقال: علينا ان نكون يدا واحدة في وجه الاحتلال الصهيوني لان عدم الاتفاق فيه ضرر لكل الشعب الفلسطيني، فقط بالوحدة والانتماء نحمي بعضنا البعض، الشعب السوري تربينا منذ بداية حياتنا على ان القضية المركزية هي القضية الفلسطينية والبوصلة دائما نحو فلسطين، وكل انسان لم تكن بوصلته نحو فلسطين بدون شك هو خائن لان القضية المركزية العربية والسورية هي القضية الفلسطينية ، نحن شعب واحد والمنا واحد وعدونا واحد ونحن في خندق واحد.
وأخيرا، تسعى إسرائيل الى السيطرة على مرتفعات الجولان السوري المحتل لادعائها بانه يشكل منطقة استراتيجية وحيوية على مستويات عدة استراتيجية واقتصادية، فمن الناحية العسكرية الاستراتيجية بسبب تكوين التضاريس والمرتفعات المطلة واقتصاديا فان مرتفعات الجولان وروافد نهر الأردن تعتبر مصدرا كبيرا للمياه حيث تستهلك إسرائيل سنويا 600 مليون متر مكعب من المياه تمثل نحو 30% من حاجتها، كما بدأ مؤخرا مشروع التنقيب عن البترول في وسط وجنوب الجولان ومنح ترخيص لشركات أمريكية بالتنقيب عن الغاز الطبيعي في الجولان ما يعزز المصلحة الاقتصادية لديها، جميعها العوامل تثبت وبجدارة ان إسرائيل لن تتراجع او تتناول بقيد انملة عن تهويد الجولان واستيطانه بالكامل.
[email protected]
أضف تعليق