علم موقع "بكرا" على أنّ الشرطة اعتقلت قبل قليل شابين على خلفية التحقيقات بحادث طعن شاب قاصر بسبب ميوله الجنسية في تل ابيب.
ويشار إلى أن الشاب يبلغ من العمر 16 عامًا كان قد أصيب بصورة خطرة بعد أن تعرض للطعن في تل ابيب.
وعلم على أنّ الشاب من طمرة ويتواجد في نزل خاص منذ فترة.
ونجح المُصاب في اخبار افراد الشرطة والمسعفين أنّ عملية الطعن جاءت على خلفية ميوله الجنسية، وأنّ المشتبه قريب له، من العائلة.
وادانت مجتمعات المجتمع المدني الحادث في بيان خاص، حيث تقرر تنظيم مظاهرة يوم الخميس القادم الساعة الـ 18:30 في حيفا، كما ونشرت كل من "القوس" و- "أصوات" ارقام لخطوط مساعدة للمثليين والمتحولين من ابناء مجتمعنا، للتعبير عن مشاعرهم ازاء الحادث وتحقيق الآمان لهم. (رقم القوس: 0722220202)
بيان الجمعيات
وجاء في بيان الجمعيات العربية: نستنكر، نحن الجمعيّات والمؤسسات الفلسطينية الموقِّعة أدناه، وندين بشدّة طعن الفتى الطمراويّ (16 عامًا) بجانب ملجأ للشباب المثليين/ات في مدينة تل-أبيب يوم الجمعة 26.7.2019 على خلفية هويّته الجنسية والجندرية، على يد أخيه.
أمام مشهد الاعتداء البشع لابدّ أولاً أن نعبّر عن تضامننا مع الفتى المعتدى عليه، راجين له أن يتعافى ويجتاز هذه الفترة الحرجة.
إنّ العنف الموجّه تجاه الأفراد الذين يعيشون تجارب جنسية وجندرية مختلفة من مثليات/ين و متحولات/ين- ليس بجديد، إلا أنه -للمرّة الأولى- يأخذ هذا المنحى الخطير، ويُنسب بشكل واضح إلى العنف الموجّه ضدّ أشخاص، فقط لكونهم مثليّين او متحوّلين. من خلال عملنا كمؤسسات في الميدان نتلقى ونعالج قضايا لا تحصى ولا تُعَدّ من العنف العابر إلى العنف المستمر، ومن العنف الكلامي والنفسي إلى الجسدي الذي يشمل أيضا الاعتداءات الجنسية، نادرًا ما تتمّ تغطية هذه الأحداث إعلاميًّا أو تداولها بشكل مباشر وواضح، ذلك لأسباب عديدة، على رأسها طريقة تعامل المعتدى عليهم وعائلاتهم مع تلك الأحداث والتكتّم عليها، مما يصعّب تحديدها والتحقّق منها والتدخّل لمنعها. إلا أنّ حادثة طعن الفتى الأخيرة ألقت ضوءًا آخر على هذه الظاهرة، وكشفت حجمها الحقيقي وتماهي مجتمعنا مع هذا العنف.
تؤكد هذه الحادثة أنّ لا مفرّ من أن يأخذ مجتمعنا الدور في التصدي للظاهرة والحماية، إذ لا يخفى على أحد بأنّنا لا يمكننا أن نعوّل على السلطات الإسرائيلية التي عادة ما تعرقل المبادرات والجهود المجتمعية الفلسطينية التي تعمل على الحدّ من هذه الظواهر، إضافةً إلى أنّ الملاجئ والأطر الأخرى في تل ابيب وغيرها ليس بوسعها أن توفر الحماية التامّة لجميع المهدَّدين وهي رغم أهميتها تعالج جانبا واحدا من عدة جوانب ومستويات للقضية. العنف المجتمعي الجندري كباقي أنواع العنف الأخرى، يستوجب معالجة مجتمعية شاملة وجذرية كالتي تدعو اليها وتقوم بها مؤسسات نسوية عديدة في مجتمعنا الفلسطيني.
أمام هذا الاعتداء أصبح لزامًا على الفاعلين في المجتمع المدني الفلسطيني أن يأخذوا دورًا في التعامل مع ظاهرة العنف، وأن نبذل جهودًا حثيثة في نشر قيم احترام الاختلاف والتعددية الجنسية والجندرية، والالتزام لفتح حوار مجتمعي واسع حول الحريات الجنسية والجندرية وتقاطعاتها مع باقي أنواع العنف والقمع المجتمعي والسياسي.
من مسؤوليتنا جميعا: أفراد وعائلات، مؤسسات وقيادات سياسية، أخصائيين نفسيين وإعلاميين أن نتصدى لجميع أشكال العنف والقمع، خاصّة ذلك الموجّه ضد المثليات والمثليين والمتحولين والمتحولات وجميع من يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة ورفضه علنًا وبشكل جلي وقاطع.
نلاحظ أن موضوع التعددية الجنسية - والمثلية على وجه الخصوص- عادة ما يُغيّب، وإذا ما طُرِحَ فإنه فعادةً يُطرح من باب الاستهجان، أو يوضع في إطار خطاب طبّيٍّ وأخلاقي ضيّق غير مسؤول ولا يفي الموضوع حّقه، إلى درجةِ تناوله في الغالبِ بشكلٍ يؤجج الكراهية والعنف.
لذا، من الأهميّة أن نؤكّد هنا على أنّ ثمّة ضرورة ملّحة بطرح الموضوع بشكل مستمرّ، ووضعه على أجندة المجتمع كما باقي المواضيع لتتسع دائرة المعرفة المتعلقة به. كما يجب تطويره بشكل شامل لا ينفصل أو يتجزّأ عن أشكال النضال الأخرى ضد كافة أشكال القمع في مجتمعنا، من أجل العمل على بناء مجتمع مدني فلسطيني منفتح على أسس وقيم إنسانية نؤمن بها ونسعى -بالشراكة بيننا- إلى تذويتها ومُمارستها، وعلى رأسها قيَم الحرية والانفتاح والعدالة واحترام الحقوق والاختلاف بشكل يتيح للأفراد العيش على نحو منفتح و متساو، بغض النظر عن الجنسانيّة، الميول والهوية الجنسية والجندرية أو أي "اختلاف" آخر عمّا هو سائد.
بناءً على ما سبق، نتوجه إلى جميع فئات شعبنا وقياداته ومؤسساته التربوية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وندعوكم/ن لتكونوا شركاء في صياغة و بناء نقاش مسؤول حول دورنا في التصدي للعنف المجتمعي على خلفية جنسية وجندرية، والعمل الجادّ على تعزيز قنوات الحوار المجتمعي والشعبي، من أجل ضمان أمان وسلامة كل أفراد شعبنا.
وأخيرًا، نؤكّد على تضامننا مع الفتى ونرجو السلامة له، وندعو الأشخاص الذين يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة وعائلاتهم وأصدقائهم بالتوجه إلينا والاستعانة في خدمات المؤسسات المهنية المختصّة في قضايا التعددية الجنسية والجندرية للمشاركة والتعامل مع آثار العنف والقمع.
لابدّ من الإشارة إلى أنّ ما يعزّينا ويبثّ أملًا محفّزًا في عملنا هو ردود فعل إيجابية لاحظناها في اليوميْن الأخيرين في مواقع التواصل الاجتماعيّ وفي مساحات أخرى تدعو المجتمع إلى أخذ دور يحقّق مراده. مؤكّدين على ثقتنا بأن مجتمعنا قادر على الحوار وأخذ دور هامّ لمعالجة القضية.
كما وندعوكم/ن للمشاركة والحشد في وقفة احتجاجيّة ستُنظَّمُ في مدينة حيفا (ساحة الأسير) يوم الخميس 1.8 الساعة 18:30 ، لنرفع صوتنا ضد هذه الجريمة وجرائم العنف في مجتمعنا.
رابط الايفينت: https://www.facebook.com/events/478739926235684/
[email protected]
أضف تعليق