تباينت ردود الأفعال الإسرائيلية بعد خطاب الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة" حول الضباط والجنود الأسرى الإسرائيليين لدى الكتائب.
وقالت زهافا شاؤول والدة الجندي الأسير لدى القسام شاؤول أرون لإذاعة جيش الاحتلال بعد ساعات من خطاب القسام إنه من يوم "اختطاف أورون لا تفعل الحكومة الإسرائيلية شيئًا، وتواصل تضليلنا".
ونبهت إلى أنها لو كشفت عن الدلائل التي لديها "سيعرف الجميع أن أورون ابني حي"، وذلك في خلال لرواية الجيش الذي ادعى أنه قتل داخل ناقلة الجند التي وقعت في كمين للقسام شرق حي التفاح بغزة خلال حرب 2014.
ورأى بعض المعلقين الإسرائيليين على مواقع التواصل أنهم يثقون بتصريحات "أبو عبيدة" أكثر من ثقتهم بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذا الخصوص.
وجاء على لسان المدعو "شاحر" قوله إنه يثق بتصريحات حماس أكثر من تصريحات نتنياهو، لافتًا إلى أن "الأغبياء فقط هم من يصدقون نتنياهو.
وقال "حماس لا ترى نتنياهو، فقد أفرج لهم عن 1000 أسير، عندما تتحدث حماس فأنا أثق بأقوالهم ولكن لا أصدق كلمة مما يقوله نتنياهو".
أما أحد سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة ويدعى "يهوش" فقد دعا إلى حسم المسألة والتوضيح لعائلات الجنود بأن أبناءهم موتى وأنه لا يجب المساومة على الجثث، وعلى حماس أن تفهم بأنها تمتلك أي ورقة مساومة فالجثث ليست ورقة للمساومة، على حد تعبيره.
بدورها، علقت إحدى عائلات قتلى الجيش الإسرائيلي في الحرب الأخيرة صيف 2014 على التصريحات قائلة إن "تنظيم حماس يلعب بأعصاب الإسرائيليين وسيواصل ذلك حتى النهاية وأنه لا يتوجب على الحكومة الخضوع لإبتزازات حماس لقاء جثث".
ورأى عدد كبير من المعلقين بأنه لا يتوجب الوقوع مجددًا في الفخ الذي حصل بالإفراج عن مئات الأسرى لقاء الجندي جلعاد شاليط وأن هكذا ثمن لا يجب أن يتكرر وبخاصة إذا كان المقابل جثث.
والليلة الماضية، قالت كتائب القسام إن هناك فرصةً حقيقية لإنجاز وحل قضية الأسرى والمفقودين في قطاع غزة إذا كانت قيادة الاحتلال الإسرائيلي جادةً في فتح وتحريك هذا الملف ودفع الثمن الطبيعي عبر المسار الواضح الذي أفضى سابقًا إلى حلّ قضايا مشابهة.
وهددت الكتائب على لسان المتحدث باسمها "أبو عبيدة" في خطاب متلفز وصفته ب"المهم" بأن "هذا الملف قد يكون عرضة للنسيان والإغلاق نهائيًا لعواملَ تعلمها قيادة العدو جيدًا".
وأضاف "نقول لكل المعنيين أن لكم في قضية رون أراد عبرةٌ؛ إذ إننا لا نضمن أن يبقى هذا الملف على طاولة البحث مجددا في حال أضاعت قيادة الاحتلال هذه الفرص".
وشدد "أبو عبيدة" على أن حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو تتهرب من إنجاز صفقة تبادل أسرى مع المقاومة، وأنهم يكذبون ويدلسون على أهالي جنودهم الذين أرسلوهم لميدان المعركة.
وأكد أن قيادة الاحتلال تعلم بأن الثمن الذي سيدفعونه أمام جثث قتلى هو ثمن متواضع مقارنة بالأحياء، لكن الواضح الذي لا لبس فيه هو أنها تتهرب من مواجهة الحقيقة، ومن دفع الثمن.
وأشار القسام إلى أن قيادة الاحتلال تضحي بمعاناة جمهورها وعائلات جنودها وتستمر في تخديرهم، وتمارس التسويف الدائم ومحاولة تدويل قضيتهم كما تفعل الحكومات الفاشلة.
وقال إن "قيادة العدو تتعلل وتبرر تجاهلها لقضية جنودها الأسرى والمفقودين بأنهم جثث ورفات، فإذا كانت هذه الفرضية صحيحة فلماذا لم يبادروا إلى تحقيق حلم عائلاتهم بإعادتهم؟".
ونبه "أبو عبيدة" إلى أن تحاول قيادة العدو لم تحاول السؤال عن الجندي الأسير في غزة أبراهام منغستو أهو من الأحياء أم الأموات.. فهذه الحكومة تقسّم جمهورها على أساس عرقي وطائفي، وتمارس التمييز العنصري بكل وضوح وبلا خجل، حتى في القضايا ذات البعد الإنساني".
وجدد التأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي لم يطرح قضية منغستو مطلقًا أمام الوسطاء الذين تدخلوا منذ سنوات في قضية الأسرى والمفقودين.
وبين أن ذلك هو أكبر دليل على مماطلة وكذب حكومة العدو والرموزِ السياسية هو قضية المفقود في غزة منغستو اليهودي من أصول أثيوبية.
ووجه "أبو عبيدة" رسالة إلى أهالي الجنود الإسرائيليين قائلًا: "عليكم أولاً أن تفكروا ملياً وأن تسألوا نتنياهو ويعلون وغانتس أين تركوا أبناءكم وكيف تجاهلوهم، وعليكم أن تسألوا (رافي بيرتس) الحاخام الرئيسي للجيش في حينه كيف ضللكم وخدّركم بمعلوماتٍ معينة خدمة لأهداف سياسية رخيصة".
واستطرد: "عليكم أن تسألوا كوكبة من وزراء نتنياهو إبان حرب 2014 - الذين يتنافسون اليوم ويدّعون الأخلاقية - كيف قبلوا بتجاهل قضية أبنائكم وتركهم للمجهول، إنهم يضربون بآلامكم عرض الحائط ويحاولون الهروب من دفع استحقاق عائلات جنودٍ أرسلوهم لساحة المعركة".
وتابع "أبو عبيدة": "اليوم نقول لعائلات أسرى العدو ومفقوديه بأن الطبقة السياسية والعسكرية التي أضاعت أبناءكم وتركتهم خلفها في غزة عام 2014 هي ذاتها اليوم التي تخوض الانتخابات تلو الانتخابات، وتحاول ايهامكم بأن لديها عصا موسى لحل معضلة غزة، وهي ذات الطبقة التي وعدتكم بأن تزهر شقائق النعمان في غلاف غزة قبل أن تتحول الحياة فيه إلى جحيم بفعل غباء هذه الحكومة وهذه الرموز المتناحرة في حلبة الانتخابات".
وشدد على أن المقاومة وكتائب القسام هي من وضعت الحقيقةَ أمام كل العالم في خضم المعركة عام 2014م وأعلنت عن عمليات الأسر في حينه في الوقت الذي كانت حكومة العدو برئاسة نتنياهو ووزير حربه ورئيس الأركان في ذلك الوقت يخططون للكذب وطي الملفات والهروب من واقع الصدمة التي شكلتها عمليات قتل وأسر الجنود على أطراف غزة.
وذكر "أبو عبيدة" أنه "تبين أن بياناتنا واعلاناتنا هي اليقين والصدق بفضل الله تعالى، ونصحنا عائلات الجنود وجمهورَ العدو منذ ذلك الوقت أن يستمعوا للحقيقة منا لا من حكومتهم الكاذبة".
ومطلع أبريل / نيسان 2015، أعلنت القسام للمرة الأولى عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها"، دون أن تكشف بشكل رسمي إن كانوا أحياء أم أمواتا.
كما لم تكشف عن أسماء الإسرائيليين الأسرى لديها باستثناء الجندي " أرون"، الذي أعلن أسره المتحدث باسم الكتائب "أبو عبيدة"، في 20 يوليو / تموز 2014، خلال تصدي مقاتلي "القسام" لتوغل بري للجيش الإسرائيلي في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.
وترفض حركة "حماس" بشكل متواصل تقديم أي معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لدى ذراعها المسلح.
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال 7000 أسيرا وأسيرة، إضافة إلى 800 أسير ضمن الحكم الإداري بدون محاكمة، وعشرات الأسرى المرضى وكبار السن.
[email protected]
أضف تعليق