برزت مؤخرا مطالبات تعتبر فردية لإقامة لجنة صلح نسائية، تعتني بمختلف القضايا النسائية وتعمل على رصد حالات القتل والعنف ضد النساء، وحماية المعنفات، اللجنة عبارة عن لجنة صلح نسائية قطرية الأولى بالبلاد بتطوع نساء قياديات وقويات بهدف السعي الى تحقيق أهداف التعايش السلمي والمساهمة في تطوير اشراك النساء في كل مبادرات ومشاريع بناء السلم ومفاوضات حل النزاعات وتعزيز قدرة النساء على مواجهة العنف والانذار المبكر وتبني ثقافة اللاعنف.

وقد جاء في بيان اللجنة: هذا وقد وضحنا من قبل ان النساء المعنفات او التي تواجه مشاكل اسرية او زوجية تسعى باحثة عن شخص يسمعها ويحل مشكلتها قبل وقوعها وتأزمها، فما بالكم بوجود لجنة حل نزاعات نسائية مهنية قادرة ان تحل مئات المشاكل وبهذا تخفف الكثير من المصائب التي من الممكن ان تحدث لا قدر الله. نحن نطالب من كل لجان الصلح القطرية بتبنينا كلجنة صلح نسائية قطرية والاعتراف بنا ومشاركتنا بكل المشاكل التي تحدث والتي ممكن قدرة النساء اعلى بحل الأمور والنزاعات من قدرة الرجال.

الفكرة جديده وهي تفكير خارج الصندوق، وممكن ان يكون لها دور بتغيير الوضع القائم!

سماح جلجولي ناشطة اجتماعية قالت في هذا السياق: في السنوات الاخيرة نشهد ارتفاعا ملحوظا في نسبه العنف ضد النساء في مجتمعنا وفي السنة الاخيرة دفعت نساءنا ثمنا باهظا نتيجة للاتجاه الذكوري الذي يستضعف المرأة. والمبادرات الاخيرة التي شهدناها في مجتمعنا للتصدي للعنف المستشري تجاهلت الحاجة الى التمثيل النسائي. هذا الاقصاء لم يعد يفاجئنا فلا تمثيل لنا في لجنه وفاق ولا لجان للحد من العنف ولا في مراكز إدارية في سلطاتنا المحلية. لذلك فان مبادرات من هذا النوع هي مبادرات مباركة. والمهم منها الاستمرارية والعمل بجد لقمع العنف من جذوره حيث ان المظاهرات والإضرابات لم تعد تجدي.

الناشطة النسائية مها النقيب من اللد قالت: الفكرة جديده وهي تفكير خارج الصندوق، وممكن ان يكون لها دور بتغيير الوضع القائم، من اقتراح حلول مجحفة اتجاه النساء وحتى حلول تكون السبب في استمرار المرأة في قبول الحياة في ظل العنف او حتى القتل الحتمي. الفكرة تحتاج لدراسة عميقة لفحص من اين ستستمد قوتها، الطاقات البشرية التي ستحركها، واية حلول جديدة ممكن ان تطرح بالمشاكل العينية لنساء تعيشها اليوم، او حتى نساء في مشاكل نساء قتلن، ما هو الفارق الذي كانت ستصنعه اللجنة لتنقذ حياة الفتاة او الامرأة وتعطيها الحل الدائم.

وتابعت: انا بشكل عام ادعم فكرة وجود نساء بكل المجموعات الاجتماعية الناشطة والفاعلة وبالذات بتلك التي تبحث وتؤثر على حياة نساء اخريات، لا يمكن ان يكون البديل الوحيد هم لجان مكونة فقط من رجال دون التطرق الى الافكار لربما الذكورية التي يحملونها.

مبادرة تستنسخ منظومة ذكورية لم تثبت نجاعتها سابقاً مثل لجان الصلح!

سماح سلايمة مديرة جمعية نعم النسائية انتقدت المبادرة وقالت: ان هذه المبادرة هي تركيبة غريبة منسوخة بمقطعها الاول عن البيان الذي كتبته سابقاً باسم الجمعيات النسوية في أعقاب مقتل المغدورة نجلاء عموري في اللد في أبريل الماضي ونصفه الثاني مستحدث، نحن بالجمعيات النسوية نؤيد مبدئيا كل مبادرة ايجابيه لمناهضة قتل النساء العربيات. شرط ان تكون مبنيه على أسس نسويه وعادلة، لا تتهاون بحياة النساء ولا تستنسخ منظومة ذكورية لم تثبت نجاعتها سابقاً بل وأودت بحياة الكثيرات، مثل لجان الصلح والجاهات والمشايخ والوسطاء، فعندما تأتي امراة عربية، ولو كانت تقصد خيرا وتنسخ نص البيان النسوي وتحول نصفه الاخر لخطة لبناء لجنة صلح نسائية ، مثيلة بالرجال، جل مطلبها ان يعترف الرجال بها ويتعاملوا معها ويعطوها شرعية فهذا الاستجداء والتوسل لنيل القبول والرضا من الذكور ما هو الا نسخ واستنساخ لموازين القوى الحالية ولا يحل اَي مشكله عنف اسري او عنف جندري خاصة في ظل تقاعس الشرطة وتفشي السلاح الذي لن تمنعه اي لجنة "صلح نسائية"، أتساءل ايضا من هي المرأة التي ستحدد " النساء القويات والقياديات " وتصادق على قدراتهن وباسم من تفعل ذلك بعد ارسال الهوية والصورة للمعنيات للمصدر الوارد في الدعوة؟ وهل تمت دراسة السيرة الذاتية لكل لجان الصلح الرجولية الحالية وتصادق عليها بنفس الأسلوب الفوقي وهل خضع كل رجل يدعي بان له سيط وجاه لامتحان القبول هذا؟ ادعو الأخت ميسم للانضمام لنا في النضال النسوي المنطقي والعادل ومساعدة النساء المعنفات في مجتمعنا ضمن الاطر العلاجية والوقائية والحقوقية الحالية او إنشاء مبادرة نسوية مدروسة ومبتكرة أكثر من المزيد من اللجان.

كل مبادرة لمناهضة قتل النساء لا يمكن ان تكون نسخ لمنظومة رجال وإعطاءها صبغة نسائية!

سمر سمارة الناشطة النسائية بدورها باركت المبادرة وقالت: انا شخصياً ابارك كل مبادرة ونشاط تقوم به النساء ولكن أتساءل اذا كان بالفعل هذا ما نريده بمجتمعنا لمناهضة العنف وقتل النساء الا يكفي اقصاءنا كنساء وتقسيم المجتمع ما الى طوائف الا يكفي بان هناك من يعمل على تذويت فكرة المجتمع الذكوري المتسلط وانه هو فقط صاحب القرار، الا يكفينا بان هناك سياسة ممنهجة بداخلنا ان من يدافع وينشط بالدفاع عن النساء هن النساء وهناك من يطلق بعض العبارات المحرضة بان سبب ضياع المجتمع هن النسويات والجمعيات النسائية، مبادرة كهذه ستجعلنا طعم سهل وكأن موضوع النساء يخص النساء فقط، وان كل مبادرة لمناهضة قتل النساء لا يمكن ان تكون نسخ لمنظومة رجال وإعطاءها صبغة نسائية.

بدورها رئيسة مؤسسة "نعمت" في المثلث الجنوبي،، ميسم جلجولي قالت: انا ضد لجان الصلح عموما، بقضايا قتل النساء الحل هو الضغط على الشرطة واقسام الشؤون الاجتماعية ومؤسسات الدولة الاخرى حتى تقوم بواجبها، لجان الصلح ليست الحل هي مجرد اطفاء للحرائق.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]