لن تحتاج الى دخول سوق الناصرة والتعمق في أزقته مسافة طويلة حتى تكتشف انه يتلفظ أنفاسه الأخيرة وقد اصبح شبه فارغ من السياح والزبائن على الرغم من كل المحاولات السابقة والمستمرة لمحاولة احياءه وانعاشه مجددا، فما ان تطأ قدمك في اوله من أي جهة تستطيع ان تلمس شحوبا وهما على وجوه أصحاب المحلات التجارية والبسطات القليلة المتبقية في السوق، وعلى الأطراف الممتدة من شارع توفيق زياد وصولا الى كنيسة البشارة حيث تعتبر المقصد الاول للسياح الأجانب الذين يساهم ولو بالقليل من عملية انعاش أخيرة لأرث وتاريخ وحضارة كانت عامرة في الماضي. مع الاخذ بعين الاعتبار بعض المحاولات التي تجريها بلدية الناصرة لإحياء السوق من جديد من خلال فعاليات ونشاطات وعروض موسمية تتزامن مع الأعياد الميلادية ورمضان وغيرها من مناسبات. ليطرح السؤال من المسؤول عن انهاء مكان له مقامه التاريخي ويشهد على حضارة غابرة ما زالت ملامحها موجودة حتى اليوم؟

لا يوجد انتعاش في سوق الناصرة على الاطلاق، السوق حزين جدا!

الشيخ أبو الانس أبو رحال امام المسجد الأبيض في سوق الناصرة وصاحب محل تجاري تحدث عن وضع السوق قائلا: لا يوجد انتعاش في سوق الناصرة على الاطلاق، السوق حزين جدا، يشكو الى الله ظلم الظالمين، عدة عوامل أدت الى ان يصل السوق الى هذا الوضع معظم المحلات في السوق مغلقة وأسعار المحلات التجارية انخفض الى النصف، يجب ان تتعاون جميع الأطراف لإحياء السوق من جديد الدولة السياحة البلدية التجار والسكان، انا احب السوق كثيرا ويؤلمني ما يحصل لسوق الناصرة، كان هناك محاولات او عمليات فردية لشراء عقارات وبيوت من سوق الناصرة ولكنني لم الحظ ان هناك عمليات منظمة لشراء بعض العقارات او الأوقاف انما هي عمليات فردية، هناك ظاهرة وجود الفنادق الصغيرة وتنجح بطريقة ما الا انها تحتاج الى جهد ونفس طويل وتعاون الجميع من اجل احياء وانعاش السوق.
وحدثنا أبو الانس عن العوامل والأسباب التي أوصلت السوق الى هذه المرحلة حيث قال: بدأ مشروع الناصرة 2000 في 1998 اثره تم اغلاق معظم المحلات وخروج التجار من السوق حيث فتحوا محلاتهم في أماكن أخرى بعيدة عن سوق الناصرة، كما ان القرى المحيطة بالناصرة انتعشت فيها التجارة بسبب حملات التخفيض والمراكز التجارية الكبيرة، الى جانب عدم وجود موقف سيارات للسوق، الازقة ضيقة جدا، لم الحظ ان هناك امر ممنهج لإماتة وانهاء السوق، انا ازور سوق البلدة القديمة في القدس هو مليء بالزوار والمحلات التجارية، سوق عكا أيضا على الرغم من وضعه الاقتصادي المتزعزع بعض الشيء الا انه افضل من سوق الناصرة ولا زال يشهد بعض الحركة بينما الحوانيت في سوق الناصرة مغلقة، طالبت من البلدية ووزارة السياحة ان يسمحوا لأصحاب المحلات ان يفتحوا محلاتهم في السوق بدون الزامات ضريبية وان تكون اسعارهم منخفضة. هناك امل بإرجاع السوق، اليهود يحبون ان يزوروا السوق وهناك إمكانية لإعادة احياءه من جديد.

90% من المحلات التجارية مغلقة وكل ذلك بسبب مشروع الناصرة 2000

محمد ابو رحال - رئيس لجنه التجار والحرفيين في سوق الناصرة قال: عموما الحركة التجارية في الناصرة سيئة جدا سوق الناصرة بالتحديد يكاد ان يكون ميتا، 90% من المحلات التجارية مغلقة وكل ذلك بسبب مشروع الناصرة 2000 الذي سبب اغلاق محلات عديدة وبسبب الاعمال التي جرت على خلفية مشروع الناصرة 2000 عدد من أصحاب المصالح اغلقوا محلاتهم، بالإضافة الى فتح المجمعات التجارية الضخمة ما سبب بعزوف الناس عن الدخول الى السوق.

وأضاف: هناك اشاعات عديدة تدور حول بيع بيوت وعقارات في السوق، ممكن ان يتم الامر من خلال عمليات شراء منفردة وبعدها يطلب الزبون اليهودي من البائع ان يبقى في المنزل لفترة مدتها سنتين او ثلاث وبعد الاستيلاء على عدة مباني يدخلون الى السوق ويحاولون استيطانه، قبل فترة سمعنا بحالات شراء ولكننا لم نتأكد من الامر.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]