تعمّ الجماهير العربيّة في الداخل، حالة من الاستياء وذلك بسبب عدم اتمام وانجاز القائمة المشتركة لخوض انتخابات الكنيست الـ22.

وأعرب ناشطون ومواطنون عن استهجانهم لتكرار تراشق الاتهامات بين الأحزاب (في إشارة لعدم الاستفادة من درس الانتخابات الماضية).

مفاوضات عبثيّة


وقال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا: أحزاب المشتركة تدير مفاوضات عبثية، ويبيّتون نوايا سيئة لبعضهم البعض. الجماهير سئمت هذا التلاعب الذي أفقدهم الثقة، وادى الى تبخر الاعتقاد بأن أهداف الأحزاب هي تمثيل مصالح الشعب.

وأضاف: أصبحنا جزء من تمثيلية "بايخة"، لا نصدق أحداثها وفيها سيناريو مليء بالأكاذيب والمساومات، والقذف والتشهير فيما بينهم. "عار المحاصصة" لصق بهم، ولن يستطيعوا غسل هذا العار بسهولة. هذه المفاوضات العبثية تقطع الشك باليقين، ان كل اهدافهم تُختَزَل بمصالح ضيقة، تشمل مقاعد وأموال. وكأن التمثيل السياسي المطلوب لجماهيرنا ولمصالح جماهيرنا، يُختَصَر بمصالح الاحزاب.

عار المحاصصة

وزاد: لا نسمع طروحات ومواقف عن القضايا التي تعني الجمهور. لا نسمع عن اهتمام وطروحات تعنى بقضايا التعليم، ولا قضايا البناء والمسكن، ولا قضايا التشغيل، ولا العنف ولا الحاجة لأمن المواطنين. كل هذه القضايا لا تعنيهم. اختزلونا بعار المحاصصة.

وأكدّ دراوشة على أنّ: هكذا تخسر احزاب المشتركة ثقة الجمهور، وتضع نفسها في خانة الخطر، خطر عزوف أكبر وأقسى عن التصويت. هم يتقاتلون على المكان الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر، في حين لا أتوقع لهم الآن اكثر من ٧-٨ أعضاء واذا أرادوا لأنفسهم البقاء وحفظ ماء الوجه، فيجب ان يوقفوا المفاوضات فوراً، والإكتفاء بحجمهم الطبيعي لا اكثر. عشرة مقاعد، ولجنة الوفاق توكّل بعرض قائمة مجتمعية غير حزبية، من الحادي عشر فصاعداً، لتخلق مظلة شاملة لكل اطياف المجتمع لتصبح قائمة مشتركة حقيقية. لا تستحق الاحزاب احتكار وطلب والحصول على اي شيء فوق العشرة مقاعد، فشعبنا حجّمهم قبل شهرين فقط، ولا مكان للتكهن بأن وزنهم ازداد في هذه الفترة.

وعن فشل الأحزاب في تركيب المشتركة، قال: فشلهم في الأيام الاخيرة في ترتيب أوراقهم خلق مساحة لنضوج فكرة إقامة اطر سياسية منافسة لا بد أن ترفع راسها لتأخذ دورها في المجتمع، وخاصةً تمثيل القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعني المواطن. هذا مطلب ملح، والا فسيهرب المصوتين للتصويت للأحزاب الصهيونية المعادية لمجتمعنا وشعبنا.

وأنهى حديثه: يؤسفني أنّ قيادات وأحزاب دعمناها على مدار عشرات السنوات أصبحت لا ترى ابعد من انفها، أصيبت بمرض الأنانية، والطمع، والنهم، والشبع الزائد، وتريد إغلاق الأبواب أمام ٦٥٪؜ من المجتمع. لن نسمح لذلك بأن يحدث.

صراع كراسي

بدوره، قال أمين عام الحزب الديمقراطي العربي - زيدان بدران لـبكرا: انّ الأحزاب في تخبطها وصراعها قد انكشفت امام الجمهور فالقضيّة ليست إرادة شعب ولا مصلحة شعب ولا خوفاً على قضايا هذا الشعب إنما صراعاً على الكرسي وصراعاً على تقسيم الغنيمة
فالأحزاب الى هذا الوقت لم تخرج في أجندة تطرحها للشعب ولا يوجد هناك برنامج محدد.

استخفاف


وتابع: ان دلّ هذا الأمر على شيء فهذا يثبت إنه نوع من الإستخفاف في عقول هذا الشعب والتعامل معه في المُسلمات كأنهم هم الخلاص الوحيد لقضايانا فقد فشلوا في التعامل مع قانون القوميّة والتعامل مع هدم البيوت والتعامل مع قانون كمينتس وقضايا العنف في مجتمعنا وغيرها.

استحكار واحتقار


وزاد: يعتبرون المشتركة كنادي مغلق لأربع احزاب وعدم توسيع الدائرة هذا يدل على استحكار واحتقار لباقي الأحزاب والمؤسسات المدنيّة الفاعلة في الساحة وفي مجتمعنا وأوجه لهم رسالة كفاكم فالناخب العربي ليس في وضيع فكرياً وليس في الجاهل عقلياً سيحاسبكم ولو كلف الأمر في مقاطعة الإنتخابات وفي تعنتكم ستفتحون المجال لظهور حركات وأحزاب منافسة واللعبة التي يقومون بها هي لعبة وضيعة ستُؤثر عليهم وستؤثر على التمثيل في الكنيست.

واختتم كلامه: وما يقومون به هو تمثيل في خوفهم على مصالح الأقليّة الفلسطينيّة في الداخل فذلك مثل الثرى والثُريّة فالإنتخابات الماضية أثبتت قوة كل حزب من الأحزاب فلذلك يجب أن تكون المشتركة ممثلة في جميع الأحزاب والحركات الفاعلة في مجتمعنا وبين شعبنا ومسؤوليتهم تحدّدتت فقط في الصراع على الكراسي والتمثيل ومن لا يتحلّى بالمسؤوليّة لا يمكنك أن تطلب منه أن يكون مسؤولاً.

ضرب المصداقية

من ناحيته، قال المحاضر الجامعي د. ثابت أبو راس لـبكرا: الرسالة التي اوجها لأحزابنا الأربعة هذا الصباح ان ما يحدث من عدم اتفاق على الخروج للشارع موحدين في المشتركة يضرب مصداقية الاحزاب نفسها وفي التالي يؤدي الى عزوف الناس عن التصويت.

وزاد: الأجدر في الاحزاب هو أن تجتمع حالا وتترك موضوع التمثيل في القائمة وتركيبتها وأن تضع هدف لرفع نسبة التصويت الى ٧٠% ، وترسم خطة لكيفية الوصول الى هذا الهدف الممكن. هذا الأمر من الممكن أن يضمن ١٦ عضو كنيست وعندها لن يكون اختلاف على الأماكن ١٢ و١٣.

وحول تراشق الاتهامات، قال: النقاش الدائر بين الأحزاب يوحي بان الاحزاب نفسها غير مقتنعة بدعم الناس لها او انهى ستتخطى الـ١٢ مقعد.

حلول

وخلُص حديثه بالقول الى انّ: على الجميع التحلّي بالمسؤولية وخاصة الأخوة في التجمع والعربية للتغيير. هناك حلول كثيرة للازمة والتي تعرفها الأحزاب. وانا على ثقة أنّ عمل وحدوي مشترك مع حملة اعلامية قوية وخطاب مجدد وغير مكرر وعدم تهميش فئات مهمة في مجتمعنا كفيلة باقناع الناس للخروج للتصويت وإيصال اكبر عدد من اعضاء الكنيست العرب.

مسخرة

أمّا بروفيسور رياض اغباريّة قال: عندما اصبحت الحصحصة والكراسي هدفا اسمى لدى الاحزاب، بدأت نكبتنا الجديدة!!! وأن الاوان للتغيير واختيار قيادة جديدة لتبدل هذه المسخرة.

يذكر أنّ الأحزاب أعلنت سابقاً أنّ موضوع المقاعد والكراسي لن يكون عقبة أو عثرة أمام تشكيل المشتركة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]