أظهر رواد مواقع التواصل اجماعًا على التضامن مع القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية المحتلة الشيخ حسن يوسف، والذي أعلنت قناة إسرائيلية أنها ستكشف اليوم في مقابلة خاصة هروب أحد أبنائه من الضفة.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنها ستبث الثلاثاء، مقابلة مع أحد أبناء القيادي في حركة حماس حسن يوسف، يتحدث فيها عن هروبه من الضفة الغربية إلى إحدى دول جنوب شرق آسيا.

ولم تذكر القناة اسمه، واكتشفت بالإشارة إلى أنه ابن آخر لحسن يوسف غير العميل مصعب الذي كشف قبل عدة سنوات عن ارتباطه بالمخابرات الإسرائيلية.

وكتب الناشط ساري عرابي على حسابه في فيسبوك: "والدنا وأستاذنا ومربينا ومعلمنا وقائدنا الشيخ حسن يوسف، ما قيل لأحد من الفسطينيين #كلنا_ولادك كما قيل لك".

وأضاف: "ما استُهدف أحد في أعزّ ما لديه كما استهدفت، وهذا كافٍ لنعرف منزلتك وثباتك ومضاءك على ما يغيظهم. أعلم أن البلاء عظيم، ولكنّك رجل عظيم".

وقال الصحفي رامي الشرافي أيضًا: "نحنُ أبناءُكَ وسياجُكَ وَحزنُكَ وَغَضَبُكَ، هي معركة إرادات يريدونكَ فيها مكسورًا مُحَطّمًا لِيُحَطّموا شباب فلسطين ولكن خَسِؤوا".

وعلق الشاب حمزة أكرم بالقول: إن صح ما يشاع –عن الشيخ حسن- فهي معركة قذرة يشنها الاحتلال لكسر إرادة المقاومة من خلال ضرب الثقة بقياداتها.

وأضاف: الشيخ حسن ليس أعز عند الله من النبي نوح الذي ابتلاه الله بولد كافر وعاق، فهو قيادي ضحى بنفسه ووقته من أجل دينه ووطنه، ويجب على شعبنا الالتفاف الجماهيري حول شيخنا وعائلته ودعمهم في محنتهم.

وقال ابن القيادي بفتح مروان البرغوثي، الشاب قسام البرغوثي: "أعلم أنك كنت أخًا ورفيقًا لوالدي حين كانت فتح وحماس يداً واحدة على المحتل، وفي كل مراحل السجون.. أشهد أنك وحدوي وقامة وطنية تحترم.. اقبلنا أبناءً لك يا شيخ حسن.. هكذا ربتنا فتح وهكذا رباني والدي".

وأضاف: نحن أبناء فلسطين من جميع التنظيمات والتوجهات سوف ندعم الشيخ المعتقل وكل المناضلين المستهدفين جسديا ومعنويا بوقفة دعم وإسناد له، أمام بيته اليوم في بيتونيا قرب مفرق الحتو، الساعة السادسة مساء.

يذكر أن أجهزة الاحتلال الأمنية تعمل على كسر الروح المعنوية للقادة الفلسطينيين، من خلال محاولة إسقاط أبنائهم في وحل التخابر، وزرع بذور الشك فيهم وبدورهم القيادي، وتحاول استثماره إعلاميًا لضرب روح المقاومة.

وولد الشيخ حسن يوسف داود دار خليل في الرابع عشر من نيسان / أبريل عام 1955 في قرية الجانية شمال غرب مدينة رام الله. وهو متزوج وله ثمانية أبناء منهم خمسة ذكور وثلاث إناث.

درس الابتدائية في مدرسة الجانية واتحاد الجانية والإعدادية في مدرسة ذكور كفر نعمة والثانوية في مدرسة الأقصى الشرعية الثانوية في القدس حيث حصل منها على شهادة الثانوية في الفرع الشرعي عام 1975.

حصل على شهادة الدبلوم في العلوم الشرعية من المعهد الشرعي في المسجد الأقصى عام 1977 والبكالوريوس في الشريعة من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس/ أبو ديس عام 1982.

عُيِّن من قبل الأوقاف إمامًا في مسجد العمري في مدينة رام الله عام 1982، ومسؤولًا عن دور القرآن الكريم والحديث الشريف في محافظة رام الله والبيرة في الفترة ما بين 1985-1996، ورئيسًا لقسم الزكاة في مديرية أوقاف محافظة رام الله والبيرة في الفترة ما بين 1987-2005.

كما عمل يوسف في التدريس في عدة مدارس في مدينتي رام الله والبيرة منها المدرسة الأردنية في مدينة البيرة ما بين أعوام 76 – 79 والرجاء اللوثرية في مدينة رام الله ما بين أعوام 82 – 96، وثانوية البيرة الشرعية في الفترة ما بين أعوام 84 -96.

ونشأ يوسف في بيئة متدينة، وتأثر بوالده إمام مسجد القرية. التحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1975 إبان دراسته في المعهد الشرعي في الأردن.

نَشِط طلابيًا فكان عضوًا في مجلس طلبة كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس، وأسهم إبان عمله إمامًا في مسجد بيرزيت في تأسيس الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، وقد أُوكلت له مهمة المتابعة المباشرة لها، ثمَّ كُلِّف بمتابعة النشاط التربوي للحركة الإسلامية في معهد دار المعلمين التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ثمَّ تولى مسؤولية العمل الإسلامي في محافظة رام الله والبيرة في الفترة ما بين 1984-1992. بالإضافة إلى عضويته في لجنة زكاة محافظة رام الله والبيرة وفي الهيئة التأسيسية للجمعية الخيرية الإسلامية.

تعرض يوسف للاعتقال على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أول مرة عام 1974 عقب مشاركته بمظاهرة طلابية انطلقت من ساحات المسجد الأقصى تنديدًا بسياسات الاحتلال وممارساته، وقد خضع للتحقيق في مركز المسكوبية.

كما تعرض لسلسلة من الاستدعاءات على خلفية خطبه المنددة بالاحتلال وسياساته والداعية لمواجهته. كان يوسف من الإسلاميين الشباب الذين دفعوا باتجاه انخراط الإخوان المسلمين في الفعل الوطني. اعتقل يوسف من جديد عام 1987 ثم توالت اعتقالاته حتى وصلت إلى 14 اعتقال بمجموع وصل إلى 17 سنة.

وأبعد الاحتلال يوسف إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، وبقي مبعدًا لمدة عام، وكان من اللجنة المسؤولة عن إدارة شؤون المبعدين داخل مخيمهم. أصبح ممثلًا عن حركة حماس في لجنة المؤسسات الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة منذ عام 1994.

كان يوسف من بين القيادات الفلسطينية التي تصدت لشارون عند اقتحامه للمسجد الأقصى في 28 أيلول عام 2000، حيث تواجد مع الشيخ رائد صلاح والقيادي فيصل الحسيني والشيخ محمد حسين أمام باب المغاربة.

صاغ يوسف مع القياديين صخر حبش ومروان البرغوثي البيان الأول للانتفاضة الثانية باسم القوى الوطنية والإسلامية، حيث اقترح تسميتها بـ" انتفاضة الأقصى". أصبح يوسف مطاردًا من الاحتلال حتى اعتقاله في 31 آب/ أغسطس عام 2002.

واستقال يوسف من وظيفته وتفرغ للعمل السياسي بطلب من قيادة حركة حماس عام 2005، وافتتح مكتب " النور" الإعلامي، وأسهم في التحضير للانتخابات البلدية والتشريعية التي حققت فيها الحركة فوزًا كبيرًا. فاز بمقعد في المجلس التشريعي عن كتلة الإصلاح والتغيير في انتخابات عام 2006، حاصدًا أعلى الأصوات في محافظة رام الله والبيرة بفارق كبير عن منافسيه.

يرى يوسف بأن المستقبل للقضية الفلسطينية، لكن الظروف في المدى المنظور لا تعمل لصالحنا، خصوصًا في ظل عملية التسوية والانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال وسياسات الاحتلال والانقسام الفلسطيني.

ويعتقد بأن اتفاق أوسلو كان في صالح الاحتلال ولابد أن يقوم الفلسطينيون بالإعلان عن التخلي عنه، ومن الضروري تجاوز حالة الانقسام وتحقيق الشراكة السياسية القائمة على التوافق بين الكل الفلسطيني، وإصلاح منظمة التحرير وإدخال حركتي حماس والجهاد الإسلامي فيها وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في الداخل والخارج لاختيار ممثلي الشعب الفلسطيني؟.

أما بالنسبة للمقاومة فهي مشروعة وفقًا للقوانين الدولية والشرائع السماوية، على أن يتم تحديد شكلها وفقًا للواقع والإمكانيات، مع إبقاء الخيارات مفتوحة والوسائل المختلفة متاحة أمام الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني التاريخي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]