يتساءل الجميع عن عدم تعامل المواطنين العرب في التظاهر ضد حوادث القتل ضد المواطنين العرب من قبل الشرطة، ويكون لهم رد فعل مشابه للمواطنين الإثيوبيين حين يتعرض أحدهم للقتل من قبل أفراد الشرطة، حيث يقوموا بالاحتجاجات واغلاق الشوارع وينتفضون ضدّ هذه الجريمة.

وأغلق الإثيوبيون الشوارع منذ مقتل شاب يبلغ من العمر 18 عاماً على يد شرطي اسرائيلي قرب حيفا. وأصيب خلال احتجاجاتهم 84 شخصًا بينهم نحو 50 شرطيًا.

وللحديث حول هذا الموضوع، كان لنا حوار مع القيادي الإسلامي الشيخ كامل ريّان وهو مدير مركز أمان لمجتمع أمن الذي قال فيه: أولّ أمس قتل شخصان على يد الشرطة الاسرائيليّة أحدهما عربي فلسطيني من العيسويّة من القدس ويكون بذلك الضحيّة رقم 63 من ضحايا الشرطة العرب منذ عام الفين والثاني يهودي أثيوبي وهو الضحيّة رقم 4 من اليهود الاثيوبيين منذ عام الفين في الوقت ان جميع الضحايا اليهود الذين قتلوا على يد الشرطة هم خمس ضحايا وهذا يعطينا مؤشرا واضح جدّاً أنّ يد الشرطة خفيفة على الزناد حينما يكون في المواجهة عربي او يهودي من أصول افريقيّة عندئذ يكشف الوجه الحقيقي لهذه الشرطة الا وهي العنصريّة البغيضة تجاه ما هو عربي أو ما هو من أصول افريقيّة في الوقت أنّ هذه الشرطة نفسها هي الملزمة بالمحافظة على حياة جميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم العرقي او الديني او لونهم أو جنسهم.

شرطة عنصريّة

وتابع: واكبنا منذ الأمس ردة الفعل للشرطة ونفس المؤسسّة على الاحتجاجات سواءا في القدس او في حيفا وواكبنا كيف تعاملت الشرطة مع اهل الضحيتين وكيف تعاملت مع جثتي الضحيتين فأمام المشهد الاحتجاجي في العيسويّة وجدنا شرطة أكثر عنصريّة وأكثر همجية وبطشاً وعداوة ومتنكرة لمشاعر الأم الفلسطينيّة ومتنكرة لحقّ الأهل بالإحتجاج ورفع الصوت عاليا على تلك الجريمة ورأينا من الجهة الأخرى وامام مشهد الاحتجاج في حيفا والذي اغلقت من خلاله وبحق الشوارع والممرات وأشعلت الإطارات ووجدنا شرطة متسامحة نادمة على ما حصل، تبحث عن تبرير لعملتها ضعيفة مشلولة متفهمة لغضب الأم الاثيوبيّة ولغضب الشارع الذي تضامن ضد عملية القتل التي حصلت.

الضعف واللامبالاة

واستطرد كلامه: ومع كلّ أسف ما زلنا أمام موقف الهوان والضعف واللامبالاة للجمهور العربي عامّة امام الضحايا من ابنائه وبناته سواءا كانت الضحايا نتيجة بطش شرطة حاقدة او نتيجة اقتتال واحتراب داخلي يقتل من خلاله الجار جاره ويقتل الأخ أخيه ونقتل بَعضُنَا بعضا كما نلمس ذلك من مواكبة إعداد الضحايا المرعب في مجتمعنا حيث أنّ القاتل منا والمقتول منّا، الأمر الذي يزيد أحزاننا حزنا ويضاعف ألامنا الما ويجعلنا في موضع الضعف والهوان بما لا يدفعنا أن نحتجّ على مقتل ضحايانا كما فعل الاثيوبيون لأنّنا حقيقة نخجل من أنفسنا خصوصاً أنّ الذين يقومون بالقتل هم ارهابيون من ابناء جلدتنا والضحايا هم مظلومون من ابناء جلدتنا.

بين المطرقة والسندان

واختتم حديثه: فالعربي الفلسطيني في هذه البلاد موجود على الدوام بين مطرقة عنصرية الدولة المتنكرة لحقوقه وسنديان جهل ابنائه الملطخة ايديهم بدماء اخوانهم وأهاليهم، الأمر الذي يزيدهم ضعفا على ضعفهم وهروبا من واقعهم وانتقاماً من أنفسهم وخذلانا أمام عدوّهم وللاسف نحن الذين جعلنا من دمائنا رخيصة بسبب الكم الهائل من الضحايا ومن الدماء التي تسكب يوميا من صنيع انفسنا قبل أن تكون من صنيع عنصرية الشرطة الفاشيّة، الأمر الذي يدفع المؤسسة أن تسترخص دماء ابنائنا وتضاعف في البطش بِنَا ولا ترقب فينا إلّاً ولا ذمةً.


يذكر أنّ شرطي اسرائيلي أطلق النار صوب شاب في كريات حاييم بذريعة الدفاع عن النفس وأرداه قتيلاً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]