تعمّ الحركات النسويّة في الداخل الفلسطيني، حالة من الغضب بعد عدم اشراك النساء في الاجتماع الذي عقدته لجنة الوفاق مع الأحزاب في مجلس عرعرة المحلي.

وكتبت النساء على صفحات الفيسبوك، منشورات تعبّر عن شجب تهميش النساء من أماكن اتّخاذ القرار - على حدّ تعبيرهن-.

تمثيل ضعيف


وقالت نبيلة اسبنيولي لـبكرا: أوّلاً أنا مسرورة جدّاً أنّ موضوع التمثيل النسائي يطرح على الأجندة المجتمعية كلما كان اجتماع تغيب عنه النساء فموضوع التمثيل النسائي في جميع المجالات مهم جدا ولكن التمثيل والمشاركة النسائية في مؤسساتنا واحزابنا ما زال ضعيف لذا وعندما تغيب احدى النساء المفاوضات يغيب الحضور النسائي ونجد العديد من الاجتماعات دون مشاركة نسائية لانها اصلا كانت ضعيفة فمثلا في الوفد المفاوض عن الجبهة تشترك بشكل فعال الرفيقة عايدة توما سليمان وهي شريكة كغيرها من النساء في مكتب الجبهة وفي اتخاذ القرارات كجزء من قيادة الجبهة ولكن ما زال تمثيل النساء لا يصل الى نسبتهن في المجتمع وما زال صوت النساء وقضاياهن تغيب عن اجتماعات عديدة في مجتمعنا.

إقصاء


وتابعت: فالمرأة الفلسطينية في اسرائيل تقصى عن العمل فمشاركتها في العمل وصل اخيرا الى ٣٣٪‏ بعد مجهودات عديدة وعندما تشارك في العمل تقصى عن الوظائف الادارية قمثلا في المدارس الابتدائية ٨٠٪‏ من الطاقم نساء فما هي نسبتهم بين الطواقم الادارية وهكذا. لذا فلنوجّه الغضب الى المزيد من العمل على زيادة مشاركة النساء في المجالات المختلفة فالمشاركة هي الضمان الوحيد ان يسمع صوتنا عندما نطالب بالتمثيل النسائي.

واختتمت حديثها: ونحن في المؤسسات النسوية سنتابع دق باب الخزان الى أن نصبح شريكات متساويات في صنع الحياة وصنع القرار فكما نشارك في بناء البيت نحن نشارك في بناء المجتمع ومن حقنا أن نقرر أيّ مجتمع نريد وطبعاً عندما نشارك مشاركتنا تكون متميزة لأننا نحسبها غير منخططها غير ومنعملها غير.

نواقص


بدوره، قال الناشط السياسي ايهاب جبارين لـبكرا: مؤسف أنه ومع مواكبة القرن الواحد والعشرون، ما زلنا نتداول أمور أساسية وبديهية، لجنة الوفاق لم تستثن النساء فقط، بل بالكاد نرى تمثيل شبابي، والكثير من النواقص الأخرى، ولكن مع ذلك هذا الأمر لا يقول عني وعن أي شخص غير محزب أي شيء لكنه يقول الكثير عن هذه الأحزاب الأربعة وكوادرها، وحتى التمثيل النسائي والشبابي هو موضوع شكليات ليس إلا.

واختتم حديثه: الإنتخابات الأخيرة أثبتت أن هذه الأحزاب تفتقد لقاعدة جماهيرية شعبية وعلى ما يبدو لم تتعلم من أخطاؤها، بل فوضت أمرها للجان ماختير ، وأعيد وأكرر هو شأن داخلي، لكنه يقول الكثير، ولكن على القوى الفاعلة الأخرى ومن باب المسؤولية المجتمعية وفي ظل الكثير من التصعيدات الأخيرة، طرح البديل، بديل بكل معنى الكلمة، وليس مجرد صراع أصوات وإبتزاز سياسي بمنصات أخرى.

مؤلم

بدورها، قالت سماح سلايمة لـبكرا: من المؤلم ان إقصاء كل نساء هذا المجتمع عن لجنة الوفاق وممثلي الاحزاب بالمفاوضات أيضاً ، بات موضوعاً متوقعاً وطبيعي وتحول لدخل فارغ لا يساعدنا بشيء، فكل النشطاء والقادة ورجالات السياسة اعترف بأهمية مشاركة النساء نظريا في العملية السياسية ، ولكن لا يجرؤ أحد على اتخاذ خطوة عملية لفرض اجندة اكثر ملائمة لمطلب أساسي في الحياة العامة ، وهو حق المساومة والتمثيل النسوي في اطر العمل السياسي الذي يجرأ بالادعاء انه يمثل الأقلية الفلسطينيّة في البلاد .

وزادت: ليس عندي توقعات عالية من لجنة الوفاق ولا أراها تأخذ أي موقف جريء من الموضوع . همهم الوحيد حاليا إنهاء ترتيب المقاعد بين الاحزاب ، وليس التعامل مع قضايا المرأة والتمثيل النسوي في القائمة. وما ينادي به الشارع، وأصوات الشباب والمستقلين وكل من يهمّه أمر القائمة المشتركة ، ان كل هذا النهج الذكوري بات متخلفاً ولا يلائم روح العصر. والمطالب النسويّة بالمساواة والعدل الاجتماعي وبالتزامن مع مطالبنا الوطنيّة كأقلية قوميه هنا، وليس خلفها حيث وعدونا طوال عشرات السنوات أنّ القضايا النسويّة ستحظى بإهتمام الأحزاب والقيادات في الداخل في حال تقدمنا بمواضيع المواطنة والتمكين الاقتصادي أمام مؤسسات الدولة وتعزيز طرق العمل هناك .

واختتمت حديثها: ولأنّ هذه الاستراتيجية أخفقت تماما ولَم تتبنى الاحزاب العربيّة قضايا شراكة المرأة في العمل السياسي بشكل جدي حتى الان، أدعو كل امرأة أن تحاسب وتسائل وتكتب عن الموضوع حتى تعلم لجنة الوفاق والمتابعة والأحزاب والسلطات المحليّة وكل إطار أخر انّنا لهم بالمرصاد ولن نسكن عن حقّنا أبداً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]