أعلنت جمعيّة الثّقافة العربية هذا الأسبوع عن حصولها على الترخيص اللازم للبدء بمشروع ترميم عمارة المركز الثقافي العربي (في شارع شبتاي ليفي في مدينة حيفا) بعد جهود طويلة استمرت سنوات. وجاء هذا الإعلان خلال كلمة مديرة الجمعية رلى خوري في افتتاح معرض كتاب جمعية الثقافة العربية يوم الخميس 13 حزيران الذي يستمر حتى يوم الإثنين 17 حزيران.
وأكّدت خوري أن الحصول على الترخيص يعني إخراج المشروع إلى حيّز التنفيذ في ظرف فترة زمنية قصيرة وتحويل المركز إلى بؤرة إشعاع ثقافية للجمعيّة ولمجتمعنا وشعبنا كافة.
وأضافت خوري في كلمتها "لا بُدّ بمناسبة هذه البشرى الخاصة من استذكار إنسانة بذلت عطاءها كله في هذا المشروع وفي نشر رسالة جمعيّة الثقافة العربيّة، وهي الدكتورة روضة بشارة- عطا الله، إحدى مؤسسات الجمعيّة، التي رحلت باكرًا عنّا وتبقى ذكراها خالدة في قلوبنا إلى الأبد. كما أوجّه التحية إلى المدير السابق إياد برغوثي والهيئة الإدارية السابقة للجمعيّة التي رافقت المشروع وعملت الكثير من أجل دفعه إلى الأمام. كما أحيي أعضاء الهيئة الإداريّة الحاليّة وأعضاء الهيئة العامة ولكم أنتم أيها الجمهور الكريم، جمهور الجمعيّة، جمهور الثقافة العربيّة، الذين بكم ومعكم نحقّق ما نصبو إليه".
بدوره، تحدث رئيس الهيئة الإدارية لجمعيّة الثقافة العربيّة أنطوان شلحت في حفل الافتتاح قائلًا "عندما تُذكر جمعيّة الثقافة العربيّة تّذكر الدكتورة روضة بشارة عطا الله، التي لها أيادٍ بيضاء على جمعيّة الثقافة العربيّة ولجمعية الثقافة العربيّة أيادٍ بيضاء على هذا البلد. البشرى التي أعلناها في حصولنا على أخذ التراخيص اللازمة يمكن له أن يمد نشاط الجمعيّة إلى مسافات أبعد من المسافات التي وصلتها الجمعية إلى الآن".
وأضاف شلحت "فكرة معرض الكتاب الذي يُنظّم هذا الأسبوع هي فكرة ريادية مثل ما أن فكرة جمعيّة الثقافة العربيّة رياديّة. النشاطات التي قامت بها الجمعيّة منذ تأسيسها من ناحية نوعيّة وكميّة كفيلة على أن تشهد على هذه الريادة. تبقى الفكرة الواقفة وراء الجمعيّة أمر يستحق التأكيد عليه مرارًا وتكرارًا؛ وهذه الفكرة بكل بساطة هس أن الثقافة هوية. وليست هوية قومية فقط بل اجتماعيّة وكونيّة وإنسانيّة. نحن سعيدون أن هذه الفكرة تجد لها العديد من النشاطات منها هذا النشاط غير المسبوق الذي يضم خمسة مراكز أبحاث عربيّة وفلسطينيّة".
ويشمل معرض الكتاب عدة فعاليّات ثقافية من توقيع كتب وندوات وعروض أفلام وموسيقى وبازارات ورم جرافيتي ومقهى، وهو منعقد في عمارة المركز القافي العربي.
جاءت فكرة إنشاء مركز ثقافيّ عربيّ متعدّد المجالات تلبية لحاجة المجتمع الفلسطينيّ في الداخل وحركته الثّقافيّة إلى مساحة مهنيّة مستقلّة، متعدّدة المجالات وعربيّة الهويّة، لاحتضان وتنمية الطاقات الإبداعيّة الكامنة، ولتبادل المعرفة والخبرات، وبناء القدرات الفنيّة والأدبيّة والنقديّة وتطويرها، وتوفير جوّ ملهم ومشجّع على الإنتاج والنشر الثقافيّ والمبادرة الفنيّة، وتنظيم التواصل مع المؤسّسات والأطر والمبادرات الثقافيّة والفنيّة في العالم العربيّ والعالم أجمع.
اختارت جمعيّة الثّقافة العربيّة مدينة حيفا لتقيم فيها هذا المركز لأن هذه المدينة العريقة تحوّلت من جديد إلى مركَز مجتمعيّ مدينيّ وثقافيّ للمجتمع الفِلَسطينيّ في الداخل، وتفتقر، في ذات الوقت، إلى البنية التحتيّة الكافية لاستمرار وتطوّر الحراك والإنتاج الثقافيّ العربيّ فيها بمجالاته المختلفة.
سيقام المركز الثقافيّ العربيّ المتعدّد المجالات في عمارتين متلاصقتين قرب حيّ وادي النسناس العريق في المركز التاريخيّ لمدينة حيفا، وستبدأ في ترميمهما الأشهر القادمة بناءً على مخطّط يشمل، بالإضافة إلى مكاتب جمعيّة الثّقافة العربيّة، مساحات عرض وتدريب وإنتاج مجهّزة وعصريّة:
· قاعة عروض متعدّدة الاستخدامات.
· مكتبة فنيّة وأرشيف ثقافيّ.
· صالة عرض-جاليري.
· مراكز تدريب ومحترفات.
· مقهى ثقافيّ.
· متجر للمنتجات الفنيّة.
· أستوديوهات.
· مرافق ثقافيّة وفنيّة أخرى عديدة.
تسعى جمعيّة الثّقافة العربيّة لأن يعود المركز بمرافقه المتعدّدة ورؤيته الجماعيّة بالفائدة على المجتمع العربيّ الفلسطينيّ في الداخل على مختلف أطيافه وانتماءاته.
[email protected]
أضف تعليق