صدر مؤخراً، وباللغة العربية كتاب يحمل عنوان "درّب ولدك على النجاح" - مرشد لأهالي الأولاد الذين يعانون من العسر التعلمّي وقصور الانتباه وفرط الحركة – المعروف ADHD . الكتاب بالأصل كتب باللغة العبرية، ثم تُرّجمتة لعدة لغات للغة الانجليزية ، الليتوانية، واللاتفية ومؤخرا العربية.
هذا الكتاب من تطوير وتأليف د. مالي دانينو الذي تم العمل عليه خلال فترة مشوارها للحصول على رسالة الدكتوراة. وهو يرتكز على أسس من المبادئ النظرية وأبحاث تمت في جامعة حيفا وجامعة تل ابيب. ولا واثبتت الطريقة المطروحة في الكتاب نجاعتها بعد خوض اكثر من 500 والد/والدة هذه التجربة.
عن هذا الكتاب تحدث مراسلنا مع المعلمة مناهل فخري ناصر/ منصور: معلمة في جيل الغض، ومركزة تقييم وتخطيط، ومدربة اهالي بطريقة ECCحيث قالت :"هذا الكتاب يخدم الأشخاص المهنيين في مجال التربية والتعليم، مجال الاستشارة التربوية والاسرية، ومجال العلاجات النفسية وغيرهم . ولا شك انه يخدم أيضا الوالدين الذين يرغبون في التعلم والتطور، حتى يكونوا اباء وامهات افضل لابنائهم. الان بما ان هذا الكتاب هو يعتبر مادة أساسية لتعلم الطريقة(ECC ) المطروحة فيه . لذا الاستفادة الفعلية منه تكون عند تعلم طريقة العمل به.
الطريقة المطروحة بالكتاب وكيف يمكن التأهيل لها:
وتابعت منصور:"تعلم الطريقة تتم في مركز نيتسان المجال مفتوح لكل شخص جامعي يريد ان يطور نفسه في مجال مهنته او حتى التفكير في مهنة جديدة، وكذلك للاهالي الجامعيين أيضا الذين يودون أن يحسنوا من جودة الحياة الاسرية مع أبنائهم، سواء كانوا مع مشاكل تعليمية، او مشاكل سلوكية او مشاكل أخرى.
فالكتاب يحمل الكثير من الامثلة الواقعية التي عاشها كثير من المتدربين على يد مدربين مهنيين، قد تعلموا العمل بهذه الطريقة. التعليم نفسه يكون بطريقة قراءة الكتاب وتجربة العمل به خلال فترة التعليم.
ماهيتها الطريقة المطروحة: الندم عادة يأتي من العجلة في ردة الفعل.
واضافت :" الكتاب هو رحلة تأمل ذاتي للمتدرب "الوالد/ة" على يد شخص مهني "المدرب" حاصل على شهادة تأهيل من مركز نيتسان. عملية التدريب تتيح للمتدرب ان يطور من قدراته ومن مقدار ثقته بذاته حتى يصبح في استطاعته تنفيذ استراتيجيات (طرق تعامل جديدة) جديدة للمواجهة وزيادة فرص تعلم ابنه خلال حياته اليومية. هنا يأتي دور المدرب والمسؤولية التي تقع عليه من تحسين مهاراته وتكوين أساليب جديدة في التعامل لمواجهة الأزمات والصراعات التي تحدث خلال التدريب لتحسين مستوى علاقات المتدرب "الوالد/ة" في مجالات الحياة المختلفة.
كيف يتم العمل بها
واوضحت مناهل منصور :" خلال عدد من اللقاءات (13 لقاء) يستعمل بها المدرب أدوات. لكل أداة لها مميزات خاصة وطريقة عمل خاصة بها مثل:
-أداة الاصغاء- أداة الاتصال – التي غالبا ما تدير حياتنا بنسبة 90% دون أن نعي لها .
موديل القوة فيه يتعرف المتدرب على نقاط القوة والضعف لديه نقاط الخوف والتهديد الموجود في حياته. والتي من شأنها ان تدير حياته بطريقة غير واعية.
أداة القيم – لما أقول نعم ولما أقول لا خلال ردود الأفعال.
ما يميز هذه الطريقة
وأسهبت منصور:" ما يميز هذه الطريقة او التجربة التي يمر بها المتدرب انها تمر بشكل سلس تعمل على تنمية داخلية بخطوات صغيرة بالتالي المتدرب يتعلم كيف يبدأ من تغيير نفسه. الوالد/ة يبدأ بمرحلة البحث للمشاعر ينتقل لمرحلة الادراك ومن ثم يصل لمرحلة التغيير "التي تسمى صالة التدريب" هذه المرحلة تعطي الفرصة للمتدرب ان يختار أن يغير سلوك معين لديه عن طريق تخطيط حدث مع ابنه يكون بطريقة ممتعة للطرفين ، ينفذه ومن ثم يقيّمه . في هذه المرحلة يستطيع المتدرب ان يستعمل كل الأدوات التي اكتسبها في مرحلة البحث ومرحلة الادراك. بالتالي يصبح المتدرب نفسه شخص اكثر اصغاء أكثر لديه نوع من التروي عند ردود افعاله يفكر بعمق لا يصدر الاحكام او النقد يصبح شخص إيجابي ، لتعزز هذه المفاهيم العلاقات الإيجابية داخل الاسرة او داخل العمل او في أي اطار اخر ليحصل المتدرب على حياة أكثر هدوء.
الهدف من الطريقة
تهدف هذه الطريقة هو احداث تغيير للوالد/ة المتدرب ونقله من الشعور المتواصل والمستمر بالعجز والفشل، الى الشعور بالنجاح هذا الشيء يزيد من ايمانه وأمله، كل هذه الأمور تعتبر ركيزة أساسية حتى يتمكن المتدرب من إنشاء حوار حقيقي مع ابنه له اثار إيجابية".
تجربتي:
وعن تجربتها قالت :" من خلال تجربتي للطريقة مع ابني في اطار تأهيلي، استطعت ان ابني أدوات اتصال جديدة كنت اعرفها ولكن لا استعملها ، التغيير الذي حدث عندي خلال التعليم والتطبيق امام ابني اعطاني الفرصة أكون شخص، بعد ان خضت هذه التجربة وتعلمت الطريقة اصبحت اكثر متروية، ومصغية، تفكيري اصبح اعمق، امتنع كثيرا عن اصدار الاحكام والنقد، ردود فعلي أصبحت ملائمة اكثر للحدث او الموقف الذي اعيشه ، بالتالي حياتي أصبحت فيها اقل مشادات الكلامية في اطار اسرتي مع أبنائي، او في اطار وظيفتي كمعلمة. اشعر اليوم انه مواقف الندم تقريبا غير موجودة في حياتي لانه الندم عادة يأتي من العجلة في ردة الفعل.
شبكات التواصل الاجتماعي تأخذ حيّز كبير لدى اولادنا
كما تحدث مراسلنا مع د. مالي دنينو وهي المديرة التنفيذية لرابطة نيتسان " مؤسسة للأطفال والبالغين الذين يعانون العسر التعلمّي وقصور الانتباه وفرط الحركة ADHD" . عملت د. دانينو في ميدان تدريب الأهالي، وتطوير برامج تدريب للأهالي المختصين وأيضا عملت في مجال بحث تأثير برامج التدريب المختلفة على أهالي الأولاد الذين يعانون العسر التعلمّي وقصور الانتباه وفرط الحركة والتي قامت بطوير وتأليف هذا الكتاب حيث قالت:" الاهالي في المجتمع المتقدم يتعاملون مع تحديات ليست صعبة، شبكات التواصل الاجتماعي تأخذ حيّز كبير لديهم، وتؤثر كثيرا على العلاقة بين الاهل والاولاد. اضف لذلك الحاجة الماسة للمساعدة في إعالة العائلة والتقدم في العمل ، لا يترك لدى الوالدين الوقت الكافي ليكونا موجودان في في حياة اطفالهم الاجتماعية .
لذلك عندما يتلّقى الوالدان تأهيل مهني لوظيفة معينة، فلا شك بان هذا يزيد لديهم المعرفة والتقدم في المجال الذي يعملون به، فالتأهيل في مجال تربية الاطفال، للوالدين، بدون ادنى شك سوف يؤدي الى تربية سليمة وناجحة للاطفال والاهالي ايضاً، وذلك من منطلق واحد ووحيد بان الوالدين يريدون دائما الافضل لاولادهم ، ولكن في بعض الاحيان هم يفتقرون للوعي اوالمعرفة الكافية في معالجة بغض الامور التي تخص اولادهم .
وكم بالحريّ عندما تكون اب او ام لولد يعاني من عسر تعليمي او اضطرابات في الاصغاء والتركيز، عندها تكون المهمة أصعب، ويكون الاب او الام امام تحدي كبير، وواقع ليس سهل على العائلة ككل .لذلك نحن في رابطة "نيتسان" نرى ضرورة كبيرة لمساعدة المجتمع العربي ، حيث نقوم بتأهيل مدرّبين من المجتمع العربي ، اضافة الى ترجمة الكتاب الى اللغة العربية من اجل المساعدة تنفيذ هذه الطريقة بشكل انجح في المجتمع العربي ، حيث لدينا دورات تأهيل اليوم في بلدات شرقي القدس.
تبديل الاجواء العصبية باجواء مريحة وهادئة
وعن كيفية تعامل الاهل مع اطفالهم قالت د. دنينو :" التعامل مع طفل لديه عسر تعلمي يكون بصورة مركبة ، وهذا يتعلق بمدى قبول الاب او الام لهذه المشكلة وكيفية التعامل معها ، هنالك من ينكر وجود مثل هذه المشكلة لدى ابنه، واخرين لا يعرفون التعامل مع هذه المشكلة ، مما يؤدي الى قلق كبير لدى الاب او الام ، مما يغضب الاهل في بعض الاحيان، ولا يحسنون التعامل مع الولد بشكل صحي ".
ولكن حسب طريقتنا في التأهيل يعبر الاب او الام عن شعوره للولد الخاص هذا ، وعندما يعترف الاب بالمشكلة التي لدى ابنه ، فتكون لديه قابلية لكسب معلومات ومهارات من اجل التعامل الجيد مع هذه المشكلة ، التعامل مع الصراعات واختيار طرق مفيدة للتواصل مع الولد من اجل تحسين العلاقات مع العائلة
لذلك نحن في نيتسان نقوم بتدريب الوالدين على معالجة هذه المشكلة الصعبة ، عن طريق رحلة ذاتية، من خلالها يمكن اكتساب ادوات ومهارات ، وقدرة على استيعاب الولد ، وهذا بالتأكيد سوف يحسن الاجواء في العائلة ، ويبدل الاجواء العصبية باجواء مريحة وهادئة
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كل الالحترام