تعمل لجنة المتابعة، مع الأحزاب العربية، في الأيام الأخيرة، على موضوع مكافحة العنف والجريمة، وآخر النشاطات كان الاجتماع الذي جرى في بلدية باقة الغربية لبحث آليات في طريقة التصدي لهذه الآفة وبشكل جدي وجذري قلعها من جذورها، الا ان الملفت في اجتماع باقة الواسع والكبير جدا هو عدم وجود النساء او مشاركتهم بالرأي وبالحضور وبوجهات النظر، اجتماع جرى بدون عضوات كنيست او ناشطات على الرغم من تواجدهن في جميع النشاطات التي جرت مؤخرا في الشارع العربي.
هذا المشهد اثار سخط واستياء نساء وناشطات عديدات رأين ان تهميش مشاركة المرأة في اجتماع هام مماثل لحل قضية شائكة تمس بكل فئات المجتمع خصوصا وان المرأة مستهدفة أيضا في ظل تصاعد حالات قتل النساء، وقد اعتبره البعض استمرارًا لنهج العنف ضد النساء، وبأنه يظهر وكأن القيادات لا تثق بأحقية واهلية واهمية مواقف المرأة واراءها في حل قضية أصبحت تؤرق بال مجتمع بأسره .
وجود اجتماعات بدون نساء هي نموذج لاستمرار عمليات العنف
الناشطة السياسية والاجتماعية والنسوية سندس صالح والتي اثارت الموضوع عبر صفحتها في الفيسبوك قالت: بشكل عام ان أي اجتماع او مبادرة لمعالجة او طرح قضايا تتعلق بالعنف بدون وجود نساء هي عنف بحد ذاته، لان خلفيات العنف تبدأ من عدم تقبل الاخر وعدم تقبل النسيج المختلف والفسيفساء المختلف المكون لمجتمعنا العربي لذلك فان وجود اجتماعات بدون نساء هي نموذج لاستمرار عمليات العنف ولا يمكن ان نحل مشاكل العنف والجريمة دون ان يكون هناك تمثيل لجميع الأطراف وخاصة المرأة التي هي شريكة في صنع القرار وهي اكثر من الرجل في هذا الجانب بنظري بما يتعلق بتأثيرها على مجريات الأمور على الرغم من كونها اقل المستفيدين.
التلم اعوج وعلينا البحث عمن يقود المحراث الكبير
الناشطة النشوية ومؤسسة جمعية "نعم" سماح سلايمة قالت: شاهدت الصور والخبر حول الاجتماع الطارئ في باقة الغربية لمناقشة موضوع العنف المستشري في المجتمع العربي. واستمعت لبعض المداخلات، التي تعودنا عليها من نبذ وشذب ولوم الشرطة وغيرها. ومع انني أشارك عادة باجتماعات أراها مهمة في هذا المجال تحديداً، ومساندة مني لأي جهد جماعي وطني داخلي يعلن نواياه بمكافحة العنف بشكل قطري وجذري، لم أشارك اليوم في اجتماع باقة، بسبب قناعتي وتجربتي ان أي اجتماع طارئ لا ولن يفرز خطة عمل، بل يتحول لمنصة مداخلات وتفريغ مشاعر وغضب من الصعب ان يتجمع ليترجم لبرنامج عمل. من المهم جدا الاستمرار في الحوار والحديث والتداول بصوره جماعية ولكني لا ارى استمرارية واستراتيجية مدروسة.
وأوضحت: هناك محاولات وجهود مؤخرا من قبل المتابعة وكانت هناك مشاركة جيدة من قبل الجمعيات النسوية وناشطات في مجالات مختلفة. وواضح من نهج "الطوارئ " ان النساء يتركن خارج الصورة في الاجتماعات المتلفزة والموثقة ويتم دعوتهن لاحقاً. سابقا صورة اجتماع خالي من اي امرأة ويتداول موضوعا حارقا ومحزنا لكل النساء كموضوع العنف، كانت تثير سخطي واستفزازي ولكني اليوم اشعر بالحزن والأسف، اننا وبعد كل المؤتمرات والمقالات والمقابلات لم نستطيع حتى إقناع قيادات المجتمع السياسية والمحلية والدينية بضرورة العمل المشترك بين الرجال والنساء، والتعاضد على جميع الأصعدة لكي نغير شيئاً ولو بقليل. فكيف سنقنع الجمهور والعامة بضرورة المشاركة الحقيقية في معركتنا الأساسية من اجل الحياة والعيش الكريم.
واختتمت: أمثال جداتنا الفلاحات أسعفتنا في مثل هذا الموقف، فإذا حرثنا الارض لنزرعها وكان التلم اعوج فعلينا البحث عمن يقود المحراث الكبير.
لن نقبل بتهميش صوت ودور النساء بالطرح والتعامل مع كافة القضايا المجتمعية الوطنية السياسية الاقتصادية
مديرة جمعية "نساء ضد العنف" نائلة عواد عقبت بدورها على هذا المشهد المستفز قائلة: بالطبع لم ولن نقبل بتهميش صوت ودور النساء بالطرح والتعامل مع كافة القضايا المجتمعية الوطنية السياسية الاقتصادية وخاصة عند الحديث عن محاربة العنف والجريمة، صوت النساء قوة ومشاركتهن وإشراكهن مسؤولية القيادات الحزبية والهيئات التمثيلية عليها بداية توجيه التساؤلات لذاتها لماذا، حيث تساءلت: وهل تمت توجيه الدعوة للنساء الناشطات والمندوبات في لجنة المتابعة لهذا الاجتماع؟؟
وتابعت: بالأمس النساء كن حاضرات امام شرطة شفاعمرو وفي مقدمة النضال وعبرن عن غضبهن وطالبن الشرطة بتوفير الامن الأمان وبجمع السلاح الذي يهدد امننا وكياننا وطبعا نحن مستمرات بنضالنا من اجل رفع صوتنا وأخذ دورنا النضالي المدافع عن حقنا في العيش الكريم واحقاق العدالة ومكافحة العنف والاجرام.
عقد الاجتماع في ساعات العمل يعتبر اشكالية تمنع العديد من النساء والرجال من المشاركة
الناشطة النسوية والاجتماعية نبيلة اسبنيولي بدورها اشارت قائلة: عزيزتي اجتماع باقة مهم جدا ولكن عقده في ساعات العمل يعتبر اشكالية تمنع العديد من النساء والرجال من المشاركة ولكن المهم هي الخطوات التصعيدية التي مهم تبنيها والقيام بها لوقف الجرائم المتكررة بحق الأبرياء، النساء بشكل عام سباقات للعمل والنشاط لمكافحة افة العنف والجريمة وتشهد على هذا ميادين النضال الشعبي فمظاهرة الغضب بالأمس امام شرطة شفاعمرو كان حضور النساء بها مهيب وصوتهن ممثلا بكلمة هيام دياب صارخ وحازم وكما شاهدت كان دورهن رائع
وتابعت: طبعا مهم المشاركة في جميع الميادين وكلي ثقة بان نساء شعبنا سباقات في مكافحة العنف والجريمة هكذا كنا وهكذا سنبقى ومن المهم الاشارة باننا كمؤسسات نسوية اول من دعا لمكافحة العنف في المجتمع خاص الذي كان موجه في الاساس ضد النساء فدعونا في حينه اي في بداية التسعينات التعامل مع العنف ضد النساء كطاهرة مجتمعية مرفوضة ولم نلقى في حينه التفاعل الا من قلك من القيادات السياسية فأصابنا ما اصابنا وتوسعت الظاهرة للتفشي كالنار في الهشيم وصابنا ما اصاب الثور الاسود عندما ادرك انه قتل يوم قتل البقرة البيضاء، فلنضع ايادينا بأيادي بعضنا البعض ولنقف بوجه العنف والجريمة وقفة شعب واحد.
[email protected]
أضف تعليق