كتبت "هآرتس" أن اللجنة المنظمة لمسيرة العودة في قطاع غزة دعت السكان للمشاركة في المظاهرات الجماهيرية، اليوم (الأربعاء) إحياء لذكرى يوم النكبة. ووفقًا لقرار اللجنة، سيتم الإعلان عن إضراب عام في قطاع غزة، اليوم، وابتداء من ساعات الظهر، ستتوجه الحشود إلى المخيمات على طول السياج، على غرار مظاهرات يوم الجمعة. وقال أعضاء اللجنة إن المظاهرات ستجري في إطار احتجاج شعبي غير عنيف، مضيفين أنه سيتم نشر مراقبين من قبل اللجنة في المنطقة لمنع الاقتراب الجماعي من السياج. وقال عضو اللجنة طلال أبو ظريفة في حديث مع صحيفة هآرتس: "لا نريد أن نعطي القوات العسكرية الإسرائيلية أي سبب لإلحاق الأذى بشبابنا ولا نريد زيادة التوتر في المنطقة الحدودية".

وفقًا للصحيفة، فإن القرار الفلسطيني بالإبقاء على المظاهرات معتدلة، اليوم، يرتبط بتنفيذ التفاهمات بين إسرائيل والفصائل، وعلى راسها حماس. وكجزء من التفاهمات، تم فتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة في بداية الأسبوع، وفي نهاية الأسبوع تم فتح منطقة الصيد على مسافة 12 ميلًا بحريًا. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وصل المبعوث القطري محمد العمادي ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف إلى قطاع غزة وأجريا محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وأعضاء بارزين آخرين في المنظمة.
وقال العمادي، أمس، إن مسألة دفع الرواتب لمسؤولي حماس في غزة لا تزال قيد المناقشة - وأن المنحة مخصصة حالياً للعائلات المحتاجة ولحل المشكلات الإنسانية. وفي مؤتمر صحفي عقده في غزة، أضاف العمادي، أن 60 مليون دولار (ثلث ميزانية الدعم لقطاع غزة) سيتم استثمارها في تحسين إمدادات الكهرباء في قطاع غزة، عن طريق شراء وقود الديزل لمحطة الطاقة وإضافة 100 ميغاوات من خط التغذية الإسرائيلي. وأضاف أنه بمجرد حل المشكلات الإنسانية، لن تكون هناك مشكلة في تحويل المبلغ إلى مسؤولي حماس. وقال إنه كجزء من المساعدات، سيبدأ العمل في بناء مستشفى جديد في شمال قطاع غزة على مساحته 40 دونماً، بالتعاون مع منظمة إغاثة أمريكية.
وقال العمادي إنه سيجتمع في رام الله في اليومين المقبلين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية. ووفقا له، لا تزال شروط الهدوء في غزة محترمة، وأن التصعيد الأخير في قطاع غزة تم خلافا لإرادة إسرائيل وحماس - بعد أن أدت احدى الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد في المنطقة. وقال أيضًا إن الوضع في الجولة الأخيرة من القتال كان "شديد الانفجار" وأنه ربما كان سيؤدي إلى كارثة إنسانية لو استمر لبضع ساعات فقط.
قال مصدر مطلع على الوضع الاقتصادي ومقرب من حماس في قطاع غزة، لصحيفة هآرتس، إن التفاهمات المالية لم تنفذ بالكامل. ووفقا له، تم دفع 100 دولار حتى الآن إلى 120.000 عائلة تم تعريفها على أنها أسر محتاجة، ولكن لم يتم اتخاذ قرار بعد بدفع رواتب موظفي حماس الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ شهرين. وهذا على عكس الجولتين السابقتين من القتال، حيث حصل مسؤولو حماس على جزء من رواتبهم كجزء من التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الجانبين. ويدعو سكان غزة قيادة المنظمة، من خلال الشبكات الاجتماعية، إلى دفع رواتب العمال في نهاية شهر مايو، مع اقتراب نهاية شهر رمضان.
وقال المصدر: "من يعتقد أن مائة دولار يمكنها تحسين الوضع للعائلات الفقيرة وتغيير الأجواء نحو الأفضل فإنه مخطئ بشكل كبير"، مضيفًا أن "الناس في غزة يعيشون على أمل حدوث تغيير في ضوء وعود الوفد القطري ومبعوث الأمم المتحدة، وتصريحات قادة الفصائل بأن إسرائيل يتنفذ التفاهمات وتخفف الحصار".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]