(الجزء الأول):
"انصح المرضى باتباع نهج حياة صحي وسليم وتغيير نظامهم الغذائي وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام خصوصا في رمضان"
*"يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والتوابل، الابتعاد عن عصائر الحمضيات والمشروبات الغازية، التقليل من شرب القهوة والشاي، الابتعاد عن الوجبات السريعة، الاقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة وغيرها"
يعاني الكثير من الاشخاص من الحرقة، ومع حلول شهر رمضان المبارك، قد تزداد المعاناة نظرا لتوفر العديد من الأطعمة المختلفة على مائدة الإفطار والتي قد تسبب الحرقة. للحديث عن الحرقة، أسبابها، علاجها، وتأثيرها، التقينا الدكتور عزمي شحبري، اختصاصي الجهاز الهضمي والكبد وكان معه هذا الحوار.
ما هي الحرقة وكيف تحدث؟*
حرقة المعدة هي عبارة عن ألم على شكل نار في القفص الصدري، والحرقة هي واحدة من أعراض مرض في الجهاز الهضمي العلوي، ارتداد المريء او الارتداء المعدي المريئي، وتوجد اعراض وعلامات اخرى ترافق الحرقة بسبب المرض أهمها السعال المزمن، بحة الصوت، حالات الربو، التهابات في الحلق، التهابات في اللثة، التهابات في الجيوب الانفية وخروج البلغم وكذلك آلام في الصدر سببه ليس القلب. %30 من الاشخاص الذين يقومون باجراء عمليات القسطرة، يكون فحص القسطرة لديهم سليما، وقسم كبير منهم يعانون بسبب ارتداد المريء المعدي.
تحدث الحرقة بسبب ارتداد لمحتويات المعدة، حيث تتكون بالأساس من حامض يسمى هيدروكلوريد، كما تحتوي المعدة على انزيمات كثيرة ومواد كيميائية كثيرة مثل املاح المرارة وعصارة البنكرياس، وهذه المواد كاوية لكنها لا تقوم بضرر في المعدة لان جدار المعدة قوي حيث تحتوي على غشاء مخاطي يحمي المعدة من هذه المواد، والبيئة بالمعدة هي بيئة حامضية، وعندما تصعد الى المريء فان بطانة المريء خفيفة والبيئة قاعدية، وعندما ترتد هذه المواد من المعدة الى المريء يحدث التهاب في بطانة المريء وتكوي المريء الامر الذي يسبب الألم الشديد الذي يعاني منه معظم الاشخاص".
*حدثنا عن شيوع مرض الارتداد المعدي المريئي بشكل عام وفي مجتمعنا بشكل خاص؟
مرض الارتداد المريئي شائع وفي العالم تتراوح النسبة بين 20 - 25 بالمئة، بينما في بلادنا يعاني ثلث السكان من الحرقة، واغلب الاسباب تتعلق بنمط الحياة والاغذية والدواء الذي نتناوله، وهذا المرض بحاجة للعلاج بشكل مستمر مما يشكل عبئًا كبيرًا على صناديق المرضى والدولة وكذلك على سلة الصحة الخاصة بالمريض نفسه".
*ما هي النصائح العلاجية المتبعة للحرقة - الارتداد المريئي والتي تنصح بها انت شخصيا؟
انصح دائما المرضى باتباع نهج حياة صحي وسليم، وتغيير نظام الغذاء، وشرب كميات كبيرة من الماء، لتحييد الحوامض، ويجب مضغ الطعام جيدا في الفم، تجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام، خصوصا قبل النوم وانصح بعدم تناول الطعام قبل النوم، تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والتوابل، الابتعاد عن تناول عصائر الحمضيات والمشروبات الغازية، التقليل من شرب القهوة والشاي والكولا، التقليل من تناول الشوكولاطة والحلويات وكعك العيد، الابتعاد عن الوجبات السريعة، الاقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة، الابتعاد عن تناول كميات كبيرة من الطعام خصوصا في رمضان، تجنب ارتداء ملابس ضيقة جدا، الابتعاد عن التوتر والضغط والاجهاد الشديد، تجنب اخذ العقاقير المسببة لالتهابات المريء.
اما بالنسبة للعلاج بالادوية فهنا يدور الحديث عن ادوية مضادة للحموضة، توجد ادوية مع وصفات طبية واخرى بدون وصفات طبية، والادوية كثيرة جدا، ومن بين الادوية التي لا تحتاج الى وصفة طبيب، رينيه، تامس، كابسيمول وكذلك مالوكس ومالوكس بلوس، وهذه الادوية شبيهة من حيث التخفيف من شدة الحرقة، لكن الاختلاف بينها يكمن بالاعراض الجانبية لها، مثل الاسهال، الامساك في المعدة وتغيير في نسبة الكالسيوم في الجسم، ودواء مالوكس هو مع اعراض جانبية أقل، ويحتوي على مغنيزيوم والمنيوم ولا يوجد له اثار جانبية، وهو آمن اكثر وبالامكان استعماله باطمئنان عند الحاجة، وبامكان النساء الحوامل تناوله بعد انتهاء فصل الحمل الاول (بعد 3 اشهر من الحمل)، مالوكس موجود على شكل اقراص للمضغ وسائل، لكن من يأخذ ادوية اخرى مثل ادوية القلب وغيرها يجب ان يأخذ الدواء بفارق ساعتين، وان تناول المريض مضادات حيوية فيجب ان يكون الفارق الزمني 4 ساعات، وبامكاننا تناوله بعد نحو 20 دقيقة من تناول الطعام حتى ساعة ، ويخفف من الحموضة وهو معد للحالات الطفيفة ويساعد كثيرا الشخص على النوم مثلا، اما مالوكس بلوس فيتميز بامتصاص الغازات والتخفيف من اوجاع البطن، وموجود أيضا بشكل سائل وأقراص للمضغ.
للتخفيف من الحرقة بامكاننا أيضا تناول الخيار الاخضر ، البقدونس الاخضر، الملفوف الابيض بدون الحامض والزيت والتوابل، اللوز قبل تحميصه، ماء جوز الهند، بذور عباد الشمس، الاناناس، البابايا وعصير البطاطا، المارشميلو يساعد أيضا، عصير الزنجبيل المخفف، شرب الحليب البارد يخفف كذلك من الحرقة".
بمناسبة شهر رمضان، ماذا تقول للقراء؟
"اتقدم بالتهاني والتبريكات للجميع بحلول شهر رمضان المبارك، واتمنى للجميع شهر خير وبركات. انصح الجميع باتباع النصائح التي ذكرتها وكذلك الاعتدال في الطعام، ومن المهم ممارسة الرياضة الخفيفة بعد الافطار، وصلاة التراويح مفيدة جدا بعد الافطار وتسهل على المريض، وان اتبع الشخص اسلوب حياة صحي وسليم فان ذلك يساعده كثيرا، وكذلك بامكانه الاستعانة بالدواء ليخفف عن نفسه لكن لا يجب ان يتحول هذا الامر الى نهج حياة بالنسبة له، وبامكانه الاستعانة بالادوية التي لا تحتاج الى وصفة طبية مثل رينيه او مالوكس الناجع ومع اعراض جانبية أقل. لكن اشدد مرة اخرى انه لا يجب استخدام الدواء كنهج حياة انما نستعين فيه في رمضان مثلا فقط من اجل التخفيف عن نفسنا عند الحاجة فقط وحتى انتهاء الشهر الفضيل وايام العيد".
(يتبع)
[email protected]
أضف تعليق