"هاجر. أ"، مُضيفة طيران مغربية تعمل لدى الخطوط الجوية السعودية، هي الناجية الوحيدة من التفجير الإرهابي الذي استهدف مطعم فندق في كولومبو ضمن التفجيرات التي شهدتها سريلانكا خلال احتفال الأقلية المسيحية بعيد الفصح.

وشاءت الأقدار أن تكون هاجر، البالغة من العمر 38 عاماً، الناجية الوحيدة من التفجير الإرهابي الذي هز المطعم في وقت كان فيه نزلاء الفندق يتناولون وجبة الفطور، ضمنهم زملاء لها بشركة "الخطوط الجوية السعودية".

أشلاء وبقايا جثث

وتروي هاجر، في حديث حصري لجريدة هسبريس الإلكترونية، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل أن تشاهد بأم عينها أشلاء جثث تتطاير من حولها وهي تصرخ تحت وقع الصدمة: "أين صديقاي هاني وأحمد".

وتقول هاجر: "استيقظت باكراً قبل زملائي في العمل، بالضبط في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي بسريلانكا، تناولت فطوري قبلهم وخرجت لأجلس بالقرب من مسبح الفندق المحاذي للمطعم، ثم نزل أصدقائي ودعوني لتناول الفطور معهم فأخبرتهم بأنني سبقتهم إلى ذلك، لكن يمكن أن أذهب معهم لأجلب القهوة".

وتُضيف السيدة المغربية وهي تبكي بحرقة ولا تكاد تصدق أن القدر كتب لها عمرا جديدا: "مباشرة بعد تجاوزي لمطعم الفندق بخطوات قليلة وأنا أحمل فنجان القهوة، وجدت نفسي ملقاة بالمسبح من شدة قوة التفجير الذي هز المكان، ولم أشعر بما وقع حتى أخرجني العامل المكلف بصيانة ونظافة المسبح".

"بعدما خرجت من المسبح وأنا مصابة على مستوى الكتف والظهر، توجهت إلى المطعم حيث تركت هاني وأحمد وأصدقاء آخرين يتناولون فطورهم، لكنني لم أجد سوى أشلاء جثث في كل مكان ودماء وخراب مدمر حوّل الفضاء إلى ساحة حرب".

وما تزال هاجر تُعاني من حالة صدمة قوية وجروح تقول إن الطبيب بالمستشفى الذي تتواجد فيه لم يقدر على إجراء عملية لها نظرا للإمكانيات البسيطة في هذه المؤسسة الصحية العمومية، وتطالب بنقلها إلى مصحة صحية متطورة.

تدخل مصالح المغرب

بعد نشر هسبريس لخبر إصابة مغربية ضمن تفجيرات سريلانكا التي أودت بحياة 290 قتيلاً، تحركت سفارة المملكة المغربية بنيودلهي وأرسلت ممثلا لها إلى سيرلانكا من أجل زيارة الضحية وتقديم الدعم اللازم لها. كما اتصل سفير المغرب بالسعودية، مصطفى المنصوري، بعائلة السيدة المصابة ومسؤولي الخطوط السعودية لبحث إمكانية نقلها إلى السعودية في أقرب الآجال لأنها تقيم في السعودية مع زوجها الفلسطيني وطفليها.

وعبر المنصوري لمسؤولي الخطوط السعودية عن قلق السفارة في الرياض للوضعية الصحية للمواطنة المغربية بسريلانكا، وأبلغهم رغبتها أن تنقل في أقرب وقت إلى السعودية حيث يوجد بيتها، وفق ما علمت به هسبريس.

وقالت سفارة المغرب بنيودلهي: "على إثر الهجمات الإرهابية في سريلانكا، قامت سفارة المغرب في الهند، المعتمدة أيضا لدى سريلانكا، بالتواصل مع السلطات السريلانكية لاتخاذ التدابير اللازمة وتقديم المساعدة للمواطنة المغربية".

وأضاف المصدر ذاته أنه بالرغم من فرض حظر التجول الذي أعلن عنه في سريلانكا بعد الهجمات، تمكنت السفارة من إرسال ممثل لها رفقة طبيب من أجل زيارة الضحية المغربية بهدف تقييم حالتها الصحية والإشراف على ضمان حصولها على الدعم اللازم.

وأشارت السفارة إلى أنه بناء على التقرير الطبي، تبين أن حالة الضحية، التي تعاني من جروح غير خطيرة ومن حالة صدمة، لا تدعو للقلق.

وبناء على طلب من السفارة، سيتم نقل الضحية المغربية من المستشفى العمومي نحو عيادة متخصصة من أجل تمكينها من الاستفادة من العلاجات الضرورية في ظروف أمثل. كما تواصلت السفارة مع عائلة الضحية لطمأنتهم على حالتها الصحية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]