من خلال تجواله بين الحواجز والحدود ومع محبته وشغفه في السفر للتعرف على بلدات وحضارات مختلفة، أصدر المحامي يعقوب إبراهيم، ابن قرية أبو غوش، ومؤسس جمعية "سلامتكم" التي تعنى بمساعدة المرضى الفلسطينيين في المشافي الإسرائيلية، كتاباً جديدا بعنوان "للصبّر حدود" – يوميات حواجز. يشمل الكتاب 15 قصة قصيرة واقعية مع رسائل وتحديات كبيرة تواجهها الأقلية الفلسطينية في الداخل في الحواجز والمطارات وخصوصاً في موضوع الهوية.
وكان لنا مع الكاتب هذا الحوار.

وقال حول فكرة الكتاب لـبكرا:" كنت وما زلت أكتب الخواطر لأمور واحداث اعيشها يومياً. أمور وقصصاً كثيرة تحدث معي وتجعلني افكر في التناقضات التي نعيشها كأقلية فلسطينية في هذا البلاد. قصصاً محزنة او مضحكة، وببساطتها نستطيع ان نفهم التعقيدات الكبيرة التي نعيشها في موضوع الهوية والقومية. واعتقدت ان الأمور البسيطة تدخل القلب أسرع وتساعدنا على فهم الصعب. ومن هنا خطر ببالي او اجمع القصص في الكتاب والذي يعود ريعه لنشاطات جمعية سلامتكم".

وتابع حول الرسالة من وراء طرحه:" الرسالة بسيطة للغاية وتكمن في أن يتعرف القراء على الحياة التي ملؤها التناقض التي يعيشها المواطن الفلسطيني صاحب الجنسية وجواز السفر الإسرائيلي. كذلك محاولة نشر معاناة المرضى الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة والمتعالجين في مستشفيات الداخل ومستشفيات القدس".

وحول إصدار كتب مستقبليّة، قال:" دائماً أحببت الكتابة. والتعقيبات الرائعة التي تصلني يومياً من القرّاء، تثلّج الصدر ولربما سأكرر التجربة. الله وحده أعلم.
لقد استخدمت أسلوب "السهل الممتنع" في الكتابة واستعملت كلمات بسيطة لاعتقادي بان هذه الطريقة تدخل أسرع الى القلب وتوصل الرسالة بشكل أوضح. وأعتقد ان ردود الفعل تثبت لي يومياً بأنني كنت على صواب".

واختتم حديثه حول "للصبر حدود" قائلا:" لطالما كانت الحدود بأشكالها وأنواعها عائقاً أمامنا في التقدم وتحقيق أحلامنا، ولطالما كانت "الصبّار" النبتة التي تواجدت رمزاً للحدود بين بيوت الفلسطينيين والتي ما زالت أثارها في قرانا المهجرة حتى اليوم.في زيارتي لقرية عين كارم المهجرة مع صديقي محمد درويش، لاعب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم وبطلاً لإحدى قصص الكتاب، قال لي "انظر الى المسجد المهجر والى نبتة الصبار. بالفعل انما للصبر حدود". في هذه اللحظة أدركت ان اسم الكتاب سيكون "للصبّر حدود".


يذكر انّ بأجواء من عالم المطارات والسفر والحواجز أقيمت في المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، أُمسية لإشهار وتوقيع الكتاب وبمشاركة الحضور بفكرة الكتاب من خلال محاضرة أخذتهم الى دول وحضارات مختلفة، مؤكداُ الكاتب ان ركضنا بين محطات حياتنا بين الحدود بأشكالها وأنواعها قد نكتشف هويتنا وتتبلور شخصيتنا، ونجد الإجابات لأصعب الأسئلة أو ربما تبقى هذه الإجابات مفتوحةوقد أتحفت الفنانة العكيّة، منى ميعاري، الحضور بوصلة رائعة لأغاني مقدسّية وفلسطينية بصوتها الملائكي. وأنهت وصلتها بمقطع من اغنية "للصبر حدود".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]