تحتفل چفعات حبيبة، هذا العام بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيسها. وتنظّم چفعات حبيبة، هذا العام، عدّة نشاطات وفعاليّات على شرف الذكرى الـ70.

في حديث له، قال مدير قسم التربية للمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - سامر عثامنة لـبكرا:" نحن نتكلّم عن موضوع التربية للمجتمع المشترك وعندما نقصد التربية للمجتمع المشترك، نتكلم عن عوامل وأسس مبنيّة على قواعد وركائز اهمّها: التربية على المساواة بين المواطنين والعدل الاجتماعي وفي السابق، چفعات حبيبة وجمعيّات مدنيّة أخرى التي عملت في هذا المجال، عملت على موضوع التعايش وبشكل عام كانت لقاءات احادية وهذه اللقاءات كانت عبارة عن لقاءات تعارف بين الطالب العربي والطالب اليهودي او بين المعلم العربي والمعلم اليهودي وبشكل عام كانت كما ذكرنا، لقاءات احادية بدون استمرارية ووجدنا في چفعات حبيبة ان هذه اللقاءات ليس بمقدورها تغيير الواقع وانجاز واحقاق المساواة التامّة بين الشعبين كمواطنين".

وتابع:" بشكل عام، كانت هذه اللقاءات تقتصر على التعارف والكثير سمّوها بـ"لقاءات الحمّص". والأبحاث أثبتت ان هذه اللقاءات اعطت اليهودي اجوبة للتعامل مع مخاوفه من العرب ولكن المجتمع العربي تغيّر واحتياجاته اختلفت ولم يصبح التعرّف على اليهود كهدفه الوحيد وانما اصبحت اهدافه من هذه اللقاءات: ان يتحسّن واقعه وأن يحصل على الامتيازات والحقوق المتساوية تماماً كالمواطن اليهودي وليس القدوم والمشاركة في هذه اللقاءات من أجل "قول التقينا وبنينا شراكة".

وأضاف:" من اهمّ انجازات چفعات حبيبة في مجال التربية وفي مجالات أخرى انه بنينا استراتيجية تربويّة جديدة وقلنا انه لا يمكن من لقاءات احادية، ان نغيّر الواقع الى واقع أفضل وانّما لكي نخلق التغيير في المدى البعيد عند الطالب اليهودي والعربي فمن أجل خلق مجتمع مشترك مبني على الشراكة في اتخاذ القرارات والمساواة في توزيع الموارد وتقبّل هويّة وقوميّة الطرف الأخر، يجب ان تكون هذه المضامين مبنية في منهاج التعليم للطالب اليهودي والعربي ابتداء من المرحلة الابتدائيّة وتنتهي بالمرحلة الثانوية وعلى الطالب أن يعمل وأن يشارك وأن يتعلّم هذه المضامين على مدار 12 عاماً، عندها عندما يتخرّج الطالب اليهودي والعربي من المدرسة ويخرج الى الحياة المدنية، حتماً ستتغير نظرته مع الواقع الذي نعيشه".

تطرّق الى محاولة المركز بتغيير الواقع قائلا:" يجب التمهيد لتغيير الواقع وتغيير الواقع لا يأتي من خلال لقاءات هنا او هناك بل يجب العمل على تغيير الواقع من مرحلة مبكّرة ويجب ان يرى الطرفان، الطرف الأخر كشريك وليس كعدوّ.

چفعات حبيبة طوّرت استراتيجية واليوم عندها 12 برنامجا تربويّا لمختلف الصفوف وطوّرت مضامين في موضوع المدنيّات الذي يعطي الطالب العربي واليهودي التعرّف على الواقع واشكالياته مثل: عدم زيادة مسطّحات القرى العربيّة وعدم المصادقة على الخرائط الهيكليّة والمجال الذي لا يتعلمه الطالب العربي واليهودي في منهاجه العادي الذي يدرّس عن طريق وزارة التربية والتعليم، مواضيع مثل الحيّز العام والمشترك، معظم الحيّز العام في دولة اسرائيل هو يهودي وعبري فنرى ان معظم الاشارات في محطّات القطار والمطار والمتنزّهات والمشافي هي باللغة العبرية وليست بالعربية وغالبية الموظفين والحراس هم من اليهود وليسوا من العرب فنحن نمرّر مضاميناً التي تقول انّ الأماكن العامة والحيّز العام يجب ان يعطي الأجوبة ويمثّل جميع الفئات والثقافات والحضارات التي تستعمل هذا الحيّز".

تطوير مضامين

وأردف عثامنة:" چفعات حبيبة طوّرت مضاميناً يتعلّمها الطالب اليهودي والعربي في مواضيع شتّى مثل: المدنيّات والجغرافيا ونحن نؤمن قبل ان نبدأ بشراكة وبناء واقع أفضل لجميع المواطنين من المهمّ جدّاً ان يتعرّف الطالب العربي واليهودي على جغرافيا منطقة سكناه وعلى المجتمع الذي يعيش في هذه المنطقة وان يتعلّم على الموارد الطبيعية الموجودة في هذه المنطقة ومميزات المجتمعات والفئات التي تعيش في هذه المنطقة واليوم بعد تطوير هذا المضمون هنالك مشروع كبير يسمّى " نتعلّم سويّا" الذي يقوم على تمريره المعلّم العربي واليهودي مرّة في المدرسة اليهوديّة والأسبوع الذي يليه في المدرسة العربيّة باستعمال اللغتين فبالإضافة الى الربح من تعليم مضمون الجغرافيا المناطقية التي طوّرناها، نكسر بذلك الفصل التام بين الطلّاب اليهود والعرب الموجود بالواقع".


وأسهب:" انتقلت چفعات حبيبة للعمل مع السلطات اليهوديّة والعربيّة وتطوير مشاريع تعود بالفائدة على جميع السكّان مثل: مشروع مبني على مصالح متبادلة فهناك عمل مشترك بين هذه السلطات حول قضايا تهمّ السكان اليهود والعرب مثل العمل على قضايا جودة البيئة ومحاولة اقامة مناطق صناعية مشتركة وتوزيع الضرائب على السلطات اليهودية والعربية وتطوير شبكة مواصلات متطورة بين البلدان العربية واليهودية مما يسهلّ ويحسّن من فرص العمل وغيرها. چفعات حبيبة لا يمكن ان تتكلم عن مجتمع مشترك والفوارق بين المجتمعين كبيرة ومن هذا المضمار، طوّرنا مشاريعاً التي تهدف لتطوير المجتمع العربي ولتمكينه مثل: مشروع براعم هايتك الذي يعطي الطلّاب العرب، الامكانيّة من الصف التاسع ان يتعلّموا هندسة الحاسوب وعندما ينهي الثاني عشر يكون بحوزته لقب اولّ في علم الحاسوب ومشروع أخر لتقوية مهارات اللغة العبرية عند الطلّاب العرب عن طريق مشروع معلّمين يهود يعلّمون اللغة العبرية المحكية للطلّاب العرب وذلك من اجل زيادة فرصهم بالقبول للمؤسسات الاكاديمية في البلاد ولزيادة فرص العمل لهم في المستقبل".

خارطة الطريق

عن "خارطة الطريق"، يقول:" چفعات حبيبة عملت في السنوات الأخيرة على مشروع خارطة الطريق ضمن المجتمع المشترك وفي هذا المشروع شارك الكثير من الخبراء اليهود والعرب في مواضيع الأرض، التربية، الاقتصاد، الثقافة وغيرها وكلّ مجموعة عملت على موضوع من هذه المواضيع، كتبت مستنداً مع توصيات التي أخرجناها للتصويت ولمشاركة الجمهور ونعمل جاهدين اليوم على أن تتبنى الحكومة هذه التوصيات وتبدأ بتنفيذها الواقع".

وأنهى كلامه قائلا:" چفعات حبيبة اليوم موجودة وتعمل بالحقل بشكل دائم ولها علاقات مع المؤسسات الاكاديمية ولها شراكة مع مؤسسات مدنيّة من المجتمعين وچفعات حبيبة طوّرت حرمها الجامعي واليوم توجد مدرسة عربيّة في چفعات حبيبة تدعى " السنديانة". وفي عام 2018، تم افتتاح المدرسة الدوليّة للمجتمع المشترك ونصف طلابها من اليهود العرب والنصف الأخر من شتّى أنحاء العالم وتعنى هذه المدرسة بتعليم مضامين التي تحثّ على المساواة وعلى السلام العالمي ومحاربة التمييز والعنصريّة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]