قررت عائلات مقدسية ولجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس ومؤسسات وقفية في الداخل الفلسطيني الاعتراض على مشروع إسرائيلي سيقام على أراضي مقبرة مأمن الله الإسلامية في القدس الغربية.
وكانت جهات إسرائيلية قد وضعت مؤخرا لافتة حول المشروع على أراضي المقبرة وامهال الجمهور 60 يوما لتقديم الاعتراضات.
وقال المهندس مصطفى أبو زهرة رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس ان المشروع الإسرائيلي سيحتوي على اقامة بنايات كبيرة على ما تبقى من المقبرة , مضيفا انه خلال الحفريات في المقبرة سيتم العثور على رفات جثامين أهلنا واجدادنا وعلماءنا وشهداءنا والتابعين ليتم وضعها في صناديق ثم في مخازن , علما انه يوجد الان 400 صندوق تحتوي على جثامين موجودة في مخازن البلدية.
واكد ان المقبرة من اهم مقابر المسلمين في العالم نظرا لما تمثله من ارث إسلامي عظيم مدفون فيها علماء الامة وشهدائها.
وأشار أبو زهرة انه جرى اطلاع هيئات تعنى بالتراث الإسلامي وجهات وقفية في الداخل حول المشروع وأهدافه إضافة الى مجموعة من أهالي القدس اجدادهم دفنوا في المقبرة ولجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس حيث عبروا جميعهم عن استعدادهم لتقديم اعتراض عليه.
وطالب أبو زهرة بضرورة ممارسة الضغوط على منظمي المشروع من اجل إيقافه والكف عن الاعتداء على مقابر المسلمين.
يذكر ان مقبرة مأمن الله "ماميلا" في القدس، هي أعرق واكبر مقبرة اسلامية تاريخية في القدس، بل وفي عموم البلاد، بدأ الدفن فيها منذ الفتح الاسلامي للقدس، واستمر الى عام 1948م، حيث وقعت مع حدوث النكبة الفلسطينية عام 1948، تحت السيطرة الاسرائيلية، وفي أدبيات التاريخ المقدسي تقدر مساحتها - كما ذكر المؤرخ عارف العارف في كتابة المفصل في تاريخ القدس والمسجد الاقصى- ، بـ 200 دونم ( 200 ألف م2)، فيما يقدر مساحتها مع بدايات السيطرة الاسرائيلية بنحو 160 دونما.
صادرت المؤسسة الاسرائيلية أرض المقبرة، وحولت أغلبها الى حديقة عامة تحت اسم " حديقة الاستقلال"، حيث جرفت ودمرت عشرات آلاف القبور، ولم يبق الا نحو 25 دونما من أرض المقبرة، التي تتواجد فيها شواهد القبور حتى يومنا هذا.
تعرضت المقبرة بكامل مساحتها، وما تبقى منها الى عشرات الاعتداءات، وشقت من داخلها الطرق وأنشئت مواقف السيارات، ومن أبرز اعتداء هو المبادرة الى إقامة ما سمي بـ " متحف التسامح" على جزء من المقبرة، بالتعاون مع منظمة أمريكية-اسرائيلية، حيث نفذت أعمال حفريات بأعماق تصل الى 20 متر داخل الأرض.
[email protected]
أضف تعليق