اكد د. عبد الله معروف أستاذ دراسات بيت المقدس في جامعة 29 مايو اسطنبول ان عملية ابعاد حراس المسجد الأقصى واستهدافهم في الفترة الأخيرة تعتبر محاولة إسرائيلية لضرب الجدار الأخير في الدفاع عن المسجد, موضحا ان حراس المسجد واجهوا اكثر من مرة إجراءات إسرائيلية للضغط والتشديد عليهم في محاولة لتصفية عملهم فعليا ضمن برنامج إسرائيلي واضح لتصفية عمل دائرة الأوقاف الإسلامية بالمسجد المبارك ونقل السيادة والإدارة الكاملة في المسجد للحكومة الإسرائيلية.

واعتبر د. معروف في حديث لـ بكرا محاولة الاحتلال الإسرائيلي الان الضغط على الحراس بإبعادهم او منعهم من مرافقة وفود المقتحمين المستوطنين اليومية في المسجد هي محاولة فعليا لإنهاء عملهم تماما ونقل الاشراف الداخلي للأمن في المسجد بالكامل الى ولاية الشرطة الإسرائيلية , وقال هذا الاجراء سيكون له تداعيات في غاية الخطورة على المسجد خاصة ان قضية وجود الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن في المسجد نقطة أساسية في الدفاع عن المسجد لأنها جزء من الوضع القائم في المسجد وهذه القضية من الناحية القانونية دوليا تعتبر واحدة من اهم الدفاع عن الأقصى وهي تعتبر من العقبات الرئيسية امام الحكومة الإسرائيلية في الوقت الحالي.

تغيير القواعد المتبعة

ورأى ان سياسة الاحتلال حاليا تأتي ضمن فرض الامر الواقع وتغيير القواعد المتبعة في المسجد مشيرا الى ان الاحتلال يعمل على تغيير الوضع القائم في القدس منذ سنوات لكن بما ان هذه الدولة تقوم أساسا على الفكرة الإعلامية ان صح التعبير فإعلاميا امام العالم وقانونيا إسرائيل محرجة في قضية المسجد الأقصى وتستطيع ان تغير الوضع القائم فيه دون ان يكون هناك ذرائع, متوقعا ان تكون السياسة الإسرائيلية في الوضع الحالي فيما يخص الحراس مرتبطة بقضية إيجاد ذريعة إسرائيلية للتدخل في شؤون المسجد من الناحية الأمنية اثر محاولاتها التدخل من الناحية الإدارية.

وقال شاهدنا مؤخرا الشرطة الإسرائيلية تقتحم قبة الصخرة المشرفة بحجة التفتيش واليوم تم اقتحام الجامع القبلي دون تنسيق مع الأوقاف بحجة التفتيش أيضا, هذا كله ينبع من فكرة أساسية تحاول سلطات الاحتلال تثبيتها في القدس وهي ان الإدارة والسيادة في المسجد ينبغي ان تكون مشتركة مع سلطات الاحتلال, لافتا ان اشتراكها في إدارة الأقصى هي الخطوة العملية الأولى لسحب السيادة والوصاية الأردنية على المسجد الأقصى.

الخطر في الاقصى هو الاحتلال

ورفض د. معروف مقولة ان المسجد الأقصى في خطر لأنه يفهم من ذلك ان الخطر لم يقع بعد , والحقيقة ان الخطر وقع والخطر الحقيقي في المسجد الأقصى هو الاحتلال , لذا ينبغي ان لا نظن بان الأقصى بخير وانه في خطر بل يحتاج الان الى انهاء الاحتلال والى علاج.

نعول على المقدسيين

وسئل كيف يتم ذلك في ظل الوضع العربي والإسلامي المتفكك فأجاب بالقول نحن لا نعول على النظام العربي في أي وقت من الأوقات , هذا النظام لم يكن له أي اثر إيجابي في القدس وعلى الشعب, لكن ما زلنا نعول على الشعب في مدينة القدس , الذي اثبت في هبة باب الاسباط عام 2017 انه قادر على ان يغير قوانين المعادلة بالكامل على راس الاحتلال, المقدسيون يملكون العدد والامكانيات الشعبية التي يخشى منها الاحتلال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]