فارق الكاتب عاموس عوز، الحياة، يوم أمس وهو من أكبر المدافعين عن حلّ الدولتين.واشتهر عاموس بمناهضته للإحتلال وبحمله الفكر اليساري. وفاته شكّلت صدمة على حاملي الفكر اليساري في الداخل.
طريقة عاموس عوز الادبية
مستشار اعلامي وعلاقات عامة - سعيد بدران قال لـبكرا:" لقد تعاملت مع اسم عاموس عوز كما اتعامل مع اي اسم لاديب آخر وبدون النظر لهويته او لونه أو ديانته.رغم كونه رمزًا لليسار الاسرائيلي الآ ان ذلك لم يجعلني ازداد اعجابًا بشخصيته او انتاجه، رغم اني احترم مواقفه التي تعتبر مواقف شجاعة وملفتة للانتباه في ظل عهد يتميز بالاجواء العنصرية ودحض الآخر في المجتمع الاسرائيلي".
تابع بدران:" رحيله لم يحرك بي ساكنًا ولم يكتنفني الحزن بتاتًا فهو لا يعني لي شيئًا بحياتي اليومية العامة والشخصية، ولكن لفت انتباهي الكم الهائل من التطرق لموته في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة من العرب وهذا آثار استغرابي وخاصة كمية الترحم عليه".
وأنهى كلامه قائلا:" ولا أدري لماذا وللحظة شعرت أن مجتمعنا يعيش المشهد الثقافي والسياسي بكل جوانبه وكأنه كان يعيش على "طريقة" عاموس عوز الادبية.وللأسف لم أشاهد هذا الكم الهائل من الاهتمام عند رحيل قامات أدبية عربية وإسلامية كما شاهدت مع رحيل عاموس عوز".
سيطرة حكومة اليمين
النائب د. يوسف جبارين قال لـبكرا:"عاموس عوز نادى بالسلام المبني على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، ونادى بالمساواة بين المواطنين في البلاد، وبهذا فقد كان صوتًا مميزًا جمع بين الابداع وبين الرؤية السلامية. برحيله يفقد المجتمع الاسرائيلي داعية سلام حقيقة، لكن الفقدان الأكبر هو ان صوت عوز أصبح اليوم هامشيًا في ظل انتشار افكار اليمين العنصرية والاحتلالية وسيطرة حكومة اليمين على الحكم".
وأنهى جبارين: "ما نادى به عوز كان الأمل الحقيقي للمجتمع في اسرائيل، وبدون اعادة الحياة من جديد لما طرحه عوز فلا امل للسلام والاستقرار بالمنطقة. على المعارضة السياسية في اسرائيل أن تمتلك الشجاعة وتطرح بقوة افكار عوز في خطابها السياسي، قبل فوات الأوان".
أشهر كتّاب الرواية
من ناحيته، قال د. ثابت أبو راس لـبكرا:"عاموس عوز هو من أشهر كتاب الرواية في اسرائيل لكنه اشتهر ايضا بكونه احد اشجع واقوى واعلى الاصوات في المجتمع الاسرائيلي ضد الإحتلال وموبقاته والحاجة الى سلام اسرائيلي فلسطيني يعتمد على الدولتين، اسرائيل وبجانبها فلسطين.
أكثر من ذلك فعاموس عوز معروف بمواقفه المبدئية الداعية الى المساواة والديمقراطية الحقة في اسرائيل والى الحاجه الى بناء مجتمع ومستقبل مشترك للمواطنين اليهود والعرب في البلاد".
أضاف:" تحدّثت اليه اولّ أمس وكان يرقد في المستشفى حيث دعوته لإلقاء كلمة في افتتاح احتفال مرور ٣٠ عاما على منظمة مبادرات ابراهيم التي اقف على راسها حيث سيعقد هذا الاحتفال في ١٠ نيسان ٢٠١٩. سررت لتلبيته الدعوة وبسرعة واتفقنا على اتمام الحديث بعد مغادرته المستشفى بعد اسبوع".
خسارة للعرب
يستطرد أبو راس كلامه قائلا:" وفاة عاموس عوز هي خسارة للأقليّة العربية واليسار الاسرائيلي. سنفتقد هذا الصوت العقلاني وخاصة في هذه الايام حيث تنتشر مظاهر العنصرية والفاشية في المجتمع الاسرائيلي. كم سنكون بحاجة للصوت الذي نعت "مستوطني التلال" في الضفة ب"النازيين الجدد".
خلُص حديثه بالقول الى انّ:" مؤسف انّ القلائل من بيننا يتناسون البعد الإنساني في شخصيّة الكاتب التقدمي الدولي عاموس عوز وكل ما يذكرون من شخصيته هو كونه صهيونيّاً ويحب بلاده. وردي على ذلك ان حبوا شعبكم وبلادكم مثله بل أكثر منه".
عاموس عوز حمائمية
من ناحيتها، قالت الكاتبة جميلة شحادة لـبكرا:
بالأمس فقدنا عاموس عوز، لكن برأيي هو باقٍ لأن الأديب وبالذات من كان مثل عاموس عوز، لا يموت لأنه حي بإرثه الأدبي ومواقفه فمواقف عاموس عوز اعتبرها حمائمية بمعنى الدعوة الى السلام والديموقراطية، وما أحوجنا اليوم لمثل هؤلاء الأشخاص من المجتمعين اليهودي والعربي بمعنى أنّه كان يدعو الى السلام".
الكاتب أنطوان شلحت قال لـبكرا:" منذ بداية ستينيات القرن العشرين الفائت، وأساسًا في إثر حرب حزيران (يونيو) 1967، يُعتبر الكاتب الإسرائيلي الأكثر شهرة ومكانة عاموس عوز أحد الوجوه البارزة في حركات السلام الإسرائيلية، التي ترفع لواء تقليص رقعة الاحتلال الصهيوني في فلسطين. وفي عام 2003 كان من المبادرين إلى "وثيقة جنيف". وفي عام 2008 كان في عداد المؤسسين لـ"حركة ميرتس الجديدة"، معترفًا بأن حزبه السابق (العمـل) "أنهى دوره التاريخيّ". وبالإضافة إلى أعماله الأدبية، فإن عوز نشر الكثير من المقالات في الشأن السياسي العام في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية، وفي هذه المقالات كلها ظلّ يجاهر بصهيونيته العمالية وتضاده مع "اليسار المناهض للصهيونية".
عوز يبدو الأكثر إخلاصًا لـ "اليوتوبيا الصهيونية"
واختتم كلامه قائلا:" غير أن معاينة سريعة لأدب عوز، بما في ذلك سيرته الروائية، سرعان ما تشي بأن الغاية الأهم المضمرة لدعوته إلى السلام هي غاية متمحورة من حول الذات، وفحواها تجميل الكينونة الإسرائيلية، ضمن وجهة "تأخذ في اعتبارها الحاضر أساسًا، وليس الماضي التاريخي فقط"، على حدّ قوله. بكلمات أخرى فإن عوز يبدو الأكثر إخلاصًا لـ "اليوتوبيا الصهيونية"، وفقما هجس بها مؤسس هذه الحركة بنيامين هرتسل في أواخر القرن التاسع عشر، من خلال تجاهل وجود الشعب الفلسطيني، الذي استحال إلى تجاهل حقوقه فيما بعد. لذا فإنه يواصل تقاليد أسلافه من "دعاة السلام"، الذين سبق أن استأنفوا على مآل هذه "اليوتوبيا" من موقع الحماسة لها، لا من موقع البديل الراديكالي".
[email protected]
أضف تعليق