نيلي اقديس ابنة مدينة يافا، ووسام ناطور ابن دالية الكرمل، ونادية جبر ابنة قرية أبو غوش، يرون ببنك إسرائيل كبيت ثانٍ لهم لا سيّما أن الاختيار وقع عليهم من بين مئات المرشحين من الوسطين اليهودي والعربي دليلا على أن الكفاءات والقدرات هي العامل الحاسم في نهاية المطاف للقبول للعمل في بنك اسرائيل
اختيار موظفين عرب في بنك إسرائيل لعدد من الوظائف المهنية في الآونة الأخيرة، جاء من بين مئات الأشخاص يهودًا وعربًا الذين قدّموا ترشحهم لإشغال نفس الوظائف، دليلا على أنّ الكفاءات هي الضمان للنجاح والتقدّم المهني، وبالذات في بنك إسرائيل الذي يعتبر حاضنة للكفاءات والتعدّدية، والمسؤولين فيه يدعون، من كل منبر، أبناء المجتمع العربي من مختلف التخصصات عدم التردّد في تقديم ترشحهم لمختلف الوظائف الشاغرة التي يتم نشرها في موقع الانترنت لبنك إسرائيل.
نيلي اقديس، ابنة مدينة يافا، خريجة قسم القانون والاقتصاد في جامعة حيفا وقد تخصّصت في فترة التدريب في المجال المصرفي، وهي تعمل منذ 3 سنوات في بنك إسرائيل في وحدة توجهات الجمهور في قسم الرقابة على البنوك، وتتضمّن وظيفتها التي تتطلب مقدار كبير من المهنية والمسؤولية، مراجعة ومعاينة توجهات وشكاوى الجمهور والبت في مشاكلهم مقابل البنوك وشركات بطاقات الائتمان وفحص عمل البنوك والتأكد أنّها لا تخالف تعليمات الرقابة على البنوك.
وتقول نيلي أنّ عملها يمنحها إمكانية التأثير واتخاذ القرار فالتزامها لا يكون تجاه القوانين الجافة وانّما لها اعتباراتها المهنيّة، بحسب نيلي، هذا العمل يمنحها الكثير من الاكتفاء الذاتي بالذات أنّها نجحت في الاندماج في إحدى أهم المؤسّسات العامّة في إسرائيل، كما أنّه يتيح لها امكانيّة التأثير والمشاركة في اتخاذ القرار لتحسين وتعزيز الإنصاف في العلاقة ما بين البنوك والزبائن. وهي تطمح للوصول إلى منصب إداري من منطلق الشعور الحقيقي بأنّها تعمل على تأدية رسالة هامّة وهي تضع نصب عينيها اختراق السقف الزجاجي الذي يحول دون وصول النساء العربيّات إلى مناصب إدارية مرموقة، وتؤكد نيلي أنها لا ترى أنّ أي شخص عربي يمكن أن يجد صعوبة في الاندماج في البنك، وفي حال وجد أحدهم صعوبة سيلقى بكل تأكيد المساعدة والدعم من الجميع.
وسام ناطور، ابن قرية دالية الكرمل، خريج جامعة حيفا في العلوم السياسية وعلم الاجتماع، وحاصل على اللقب الثاني في العلوم السياسية، ومتخصص في موضوع الرقابة العامة، بالإضافة إلى حصوله على لقب ثانٍ آخر في إدارة الاعمال من كلية نتانيا للإدارة. عمل سابقًا في أحد البنوك الكبرى، وقد بدأ عمله في بنك إسرائيل، في نهاية العام الماضي، في دائرة مشاركة معطيات الائتمان، التي تقوم بوضع الخطط لبناء نظام الائتمان الهادف الى تشجيع المنافسة في مجال الائتمان، سواء داخل الجهاز المصرفي أو لدى المؤسّسات غير المصرفيّة. هذا النظام يتيح المجال امام الزبائن للحصول على ائتمان بشروط أفضل، كما هو متبع وسائد في الدول المتقدّمة، إذ يمكّن هذا النظام المقرضين من معرفة الزبون جيّدًا وبالتالي تقديم عروض جذابة له، ما سيساهم في تغيير الوضع القائم اليوم في سوق الائتمان، والذي بحسبه فقط البنك الذي يدير الحساب يعرف الزبون جيّدًا وبإمكانه أن يقدّم له عرضًا مناسبًا.
ويختص وسام في إطار عمله في تنظيم ومراقبة شركات الائتمان، ويقول:" في هذا العمل انا أشعر انني في مرحلة هامة في حياتي المهنية، بحيث أتيحت لي فرصة استغلال تجاربي ومعلوماتي ودراستي، وتوظيفها لصالح مشروع مبتكر، له تأثير كبير على القطاع الاقتصادي بأكمله في الدولة. وأقدم هنا، شكري الخاص، للمسؤولين في بنك اسرائيل، على دعمهم لي بشكل عام، والمساعدة في التغلب على أي عائق وتوفير الجو المريح والداعم".
نادية جبر، ابنة قرية أبو غوش، متزوجة وأم لطفلة حديثة الولادة. هي أيضًا قصة نجاح خاصّة، لا سيّما أنّها لا تملك أيّة شهادة أكاديميّة ونجحت بفضل عزيمتها بالوصول إلى بنك إسرائيل. بعد إنهاء المدرسة الثانوية، حصلت نادية على تأهيل مهني في مجال التجميل وعملت سنة ونصف في هذا المجال، وبسبب ظروف العمل الصعبة انتقلت للعمل كحارسة أمن، وهي مهنة والدها، وصادف أن كان عملها في المبنى الذي يقع فيه بنك إسرائيل، فبدأت بالاهتمام بالبنك والبحث عبر موقع الانترنت عن أي وظيفة شاغرة مناسبة فيه، حتى وجدت وظيفة في قسم العملة في وحدة العد والتصنيف لا تتطلب شهادة أكاديميّة، لم تتردّد في الترشح لها ونجحت في اجتياز كافة الاختبارات ومقابلات العمل، وبالفعل تمّ قبولها. تقول نادية أنّ داخلها كان صوتان، صوت يقول لها لا يوجد لك أي احتمال بالقبول وصوت آخر يقول لها أنّها قادرة، في نهاية المطاف لم تنجح في الحصول على العمل فحسب بل سرعان ما تمّ ترقيتها لتكون مسؤولة عن طاقم العمل في وحدة العد والتصنيف. وتفكر نادية اليوم بالدراسة الأكاديميّة لعلّ ذلك يساعدها في الحصول على وظيفة مرموقة في البنك.
[email protected]
أضف تعليق