مدير مركز " أمان" لمجتمع أمن - المحامي رضا جابر يقول لـبكرا: العنف والجريمة لهما مرافد عديدة ولكن يجب أن نركز على مستويين: الاول، التعامل بجديّة مع الحاملة الاجتماعية والاقتصادية للعنف والجريمة عن طريق برامج جدية في كل مناح الحياة وخصوصاً تنظيم مجتمعنا على مستوى الشارع والحارة وصعودا الى مستوى البلد والمنطقة. وذلك يأتي عن طريق إعداد برامج تربوية، حلّ مشاكل، تأهيل وإنتاج فرص عمل وإستقطاب الشباب".
هيئة وطنيّة
يتابع جابر حديثه قائلا:" في هذا السياق اقترح تشكيل الهيئة الوطنية للبناء المجتمعي وظيفتها تقديم برامج عينية مدعومة بحثيّاً في كل مرافق الحياة وتنفيذها. مؤسسة ميزانيتها تقتطع من ميزانية السلطات المحلية".
أوضح المحامي، انّ هذا المستوى هو مستوى المدى المتوسط والبعيد ولكنه جوهري ومهم لمناهضة العنف والجريمة".
مستوى الدولة وأجهزتها
تطرّق المدير الى المستوى الثاني قائلا:" المستوى الثاني: مستوى الدولة والشرطة وتعاملها مع الإجرام والإجرام المنظم وخصوصا المرفد الإقتصادي لهذه التنظيمات. هنا يجب أن نكون أكثر حزماً وأكثر مبادرة وأكثر ابداعاً في تقديم برنامج متماسك وجريئ للضغط على الشرطة والمؤسسات الاخرى. وخصوصا الإستفادة من تقرير مراقب الدولة الاخير ونحن بحاجة لخطاب يبتعد عن الإستجداء وتحويلة الى خطاب من نقطة قوة قانونيّاً وشعبيّاً. في هذين الأمرين عملنا ضئيل".
وتساءل جابر:" هل نستطيع مواجهة العنف والجريمة بخطاب الهزيمة والانبطاح والوعيل وكيل الاتهامات على مجتمعنا. مجتمع سقف خطابة بهذه الصورة وبهذه الهزيمة النفسية لا يستطيع ان يطلب من الدولة ومؤسساتها أيّ مطلب الا كإستجداء وشحذه. امّا أن نغيّر خطابنا من هذا الخطاب الى خطاب قوة وعمل وإستنهاض مجتمع وقدراته واما نحن لسنا أهل ليس لمواجهة العنف فقط بل لسنا اهلا لكي نكون مجتمعا".
شدّد جابر على انّ:" كل كلمة نقولها وكل جملة وكل مقالة وكل مقابلة وكل خطاب يجب أن يستند على القدرات والإمكانيّات والخير الهائل في مجتمعنا.هكذا نخاطب الأخر ونخاطب أنفسنا".
مشروع الأحياء
وأنهى كلامه قائلا:" هكذا نبني نفسيّة مواجهة مقاومة لوضعها وليس نفسية مستسلمة خائفة وبيدها الراية البيضاء. أولادنا يتربّون على هذه النفسيّة والخطر أكبر مما يمكن للعنف ان يفعل بنا جسداً..لذلك كل الإقتراحات التي أقدّمها هي إقتراحات واسعة النطاق ولكنها مرتبطة بواقع محدد ورقعة عمل محددة وهذا الربط هو المطلوب: مشاريع ضخمة ولكنها ترتكز بفعلها على حيّ وأشخاص لذلك مشروع الاحياء، مشروع الهيئة الوطنية للبناء المجتمعي ومشروع المؤسسة الاقتصادية العربية. كلها " ميغا" مشاريع ولكنها مرتكزة على منطق الربط مع أرض الواقع".
[email protected]
أضف تعليق