انطلاقاً من حاجة مدينة القدس الملحة للدفع بعجلة التنمية المستدامة في المجتمع المقدسي، عقدت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، مؤتمر بعنوان "قمة الشارع" الشبابية، والذي سلط الضوء على قضايا العملية التنموية في القدس في سلسلة من الجلسات الحوارية التي تناولت مفهوم وسبل التنمية في جوانب عدة أهمها: التوجهات التنموية لقطاع الشباب، تنمية الهوية الوطنية، العملية التنموية في القطاع الثقافي، التوجهات التنموية لمؤسسات المجتمع المدني الفنية، التنمية الاقتصادية ومدى تأثير المنح والمساعدات الدولية، تنمية القطاع السياحي.
وانطلقت أنشطة المؤتمر والجلسات الحوارية المنظمة في قرية الخان الأحمر شرق القدس؛ بمشاركة واسعة من الجمهور الفلسطيني والشباب الوافدين الى القرية من معظم المدن الفلسطينية وسط تواجد مجموعة من القيادات الوطنية وصناع القرار الذين شاركوا في افتتاح "قمة الشارع" وأكدوا على أهمية تعزيز الوجود في القرى المهددة بالتهجير، وإحياءها بصورة متواصلة بالأنشطة الوطنية وتعزيز المشاركة الفاعلة للشباب الفلسطيني ودعمهم في قيادة عجلة التنمية والتمكين.
وفي كلمته الافتتاحية قال رئيس هيئة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، إن الفكرة من عقد المؤتمر في تجمع الخان الأحمر هو تعزيز صمود الخان الأحمر وأهله والمساهمة كجزء لا يتجزأ من مدينة القدس، بالإضافة إلى افتقار أهالي القرية لكافة سبل الدعم و التنمية والتمكين الثقافي والاقتصادي، مع وجود فئات مهمشة وضعيفة غير المنضوية في نطاق العمل المؤسساتي ولذلك تم اختيار تجمع الخان الاحمر لعقد هذا المؤتمر.
وأوضح مركز الضغط والمناصرة في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، خليل أبو خديجة أن الهدف الأساسي من هذا المؤتمر إشراك الشباب الفلسطيني بكل الأدوات المتاحة في مراكز صنع القرار في المؤسسات الحكومية والمدنية، بالإضافة إلى إعادة روح العمل التطوعي إلى الشباب في مدينة القدس، وأيضا إعادة بناء الثقة ما بين القطاع الشبابي وقطاع المجتمع المدني الفلسطيني في القدس. مؤكداً أن المؤتمر يركز على ثلاثة محاور أساسية وهي المشاركة السياسية، وثمن التنمية، والتنمية العمياء".
مضيفًاً آن المؤتمر عرض توصيات خرجت من استطلاعات الرأي للشباب المقدسي، وأيضا استنتاجات متعلقة بعمل مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى التركيز على الهوية الفلسطينية من خلال اعتماد يوم وطني للزي الفلسطيني حول العالم
ونظمت "قمة الشارع "الشبابية في بلدات القدس العربية كبلدة سلوان، وجبل المكبر، والبلدة القديمة، وكفر عقب، ومخيم شعفاط، حيث تركزت في ثلاثة محاور رئيسة عكسها شباب وشابات مدينة القدس من خلال عقد مجموعات بؤرية في البلدات الخمس اضافة الى استبيان متخصص تم العمل على تحليله واستنباط نتائجه على مراحل ومستويات مختلفة، وتحديداً من خلال استقراء آراء الشباب والشابات في المدينة حول التنمية في القدس وارتباطاتها بالهوية الفلسطينية في المدينة.
وناقش الحضور المشارك محاور المؤتمر مع الجهات المختصة والمتحدثين في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثقافية، واستنبطوا النتائج وسبل المشاركة الفاعلة للمقدسيين في التخطيط وصياغة التوجهات التنموية لاسيما الشباب المقدسي، وكيفية العمل ضمن مؤسسات المجتمع المدني والتحالف معها لتعزيز التنمية ومجابهة سياسية التهميش، والتجهيل والافقار، وتعويض نقص الدعم المالي لبعض القطاعات؛ وسط تذبب المنح والمساعدات الدولية المتخصصة في قطاعات محددة والمقيدة لنتائج التنمية وفقاً لشروطها.
وضمن جملة من النتائج والاستنباطات لخّص المتحدثين أهم النتائج بضرورة بناء روابط وأدوات تواصل وتوسيع شبكة التعاونيات بين مؤسسة المجتمع المدني في القدس وترتيب اعمالها في منظومة موحدة ذات رؤية واضحة تسعى لتحقيق التنمية للمجتمع بعد عملية التمكين، علاوة على أن تكون المؤسسات المجتمعية الحاضنة والمرجعية لأفكار الشباب المقدسي واشراكهم في العملية التنموية الثقافية، الاقتصادية، السياحية. وطالب المتحدثون بضرورة رسم خطة للتنمية الثقافية والفنية وتقليل الاعتماد الفلسطيني على منح المساعدات الانسانية التي تفرض شروطاً لا تتوائم واحتياجات المجتمع الفلسطيني.
[email protected]
أضف تعليق