للعام الرابع على التواليّ، ومع التشديد هذه المرة على التحرش الجنسيّ، كنوع من اشكال العنف الممارس ضد النساء، تطلق جمعيّة "كيان"- تنظيم نِسوي، غدًا الأحد، حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة والتي تبدأ بتاريخ 25.11.18 وتنتهي بتاريخ 10.12.18.

وتأتي هذه الحملة امتدادًا للحملة العالميّة تحت ذات الاسم، التي تعود تاريخيّا إلى عام 1991، عندما قررت 23 ناشطة من شتّى أنحاء العالم، بعد تخرّجهن من مركز القيادة العالمية للنساء في جامعة "روجترز" في ولاية نيوجيرسي وعودتهن إلى بلادهن، تنظيم هذه الحملة التي تستمرّ لـ 16 يومًا لمناهضة أنواع العنف ضدّ المرأة كافة، خاصّة العنف الجنسي، وذلك من أجل رفع الوعي وحشد الجهود، والدعوة لمناهضة عدم المساواة والتمييز بين الجنسين. وتتبنى اليوم الكثير من الأطر الاجتماعيّة والجمعيّات، عالميًا، هذه الحملة، وتحييها سنويًا في ذات الميعاد، حيث تنضم "كيان" إلى هذه الأصوات محليًا.

وتُركز "كيان" هذا العام على مناهضة كافة اشكال التحرّش الجنسي ضد المرأة، سواءً في العمل أو التعليم أو البيت، حيث ترفع الشعار "لوينتا الطابق مستور؟"، وتؤكد على أنه حان الوقت لنقول كفى "لكنس التحرش تحت السجادة"، أو لـ "نخلي الطابق مستور".

وتؤكد "كيان" ضمن حملتها على ضرورة خلق بيئة آمنة لنسائنا، حيث يعد التحرش آفة، لا زال مجتمعنا يرفض التبليغ عنها أو التعامل معها "خوفًا من الفضيحة" أو "من الملاحقة المجتمعيّة"، والتي تكون بغالب الأحوال اسوأ من التحرش ذاته بالنسبة للضحية، التي تُفّضل الصمت على هذه المواجهة.

وسترافق الحملة عشرات النشاطات والفعاليات التي تستهدف ابناء الشبيبة بالأساس وايضًا نساء ناشطات في الأطر ومؤسسات متنوعة، مما يساهم في رفع الوعي المجتمعي وتعزيزه لرفض هذه الآفة التي لا زالت تتستر بعباءة العادات والتقاليد.

ومن المتوقع أنّ يقوم "طاقم "كيان" بالتعاون مع منتدى "جسور النسائي" بتنظيم عدة ورشات لنساء وطلاب مدارس، كما وستقوم "كيان" باستهداف شباب وفتيات من بلدات عربية أخرى.

هذا إضافة الى حملة توعية مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تشمل نشر معلومات ومواد عن التحرش الجنسي وفيديوهات توعوية، توضح معنى التحرّش، خاصةً في العالم الإفتراضيّ، حيث يتنوع التحرش في العالم الافتراضي بدءً من إرسال مضامين جنسيّة، من كلمات أو صور أو فيديوهات، إلى محاولات اختراق حسابات فتيات ونساء بأهدافٍ مختلفة.

كما وسترافق الحملة وقفات احتجاجية تنظم في عدة بلاد، يتم خلالها توزيع منشورات مناهضة للعنف ضد النساء، وتوزيع روائح عطرية للسيارات كتب عليها شعارات الحملة، بهدف اشراك اكبر شريحة من المجتمع، خاصةً الرجال والشباب من اجل رفض هذه الآفة.

إلى ذلك، سترافق الحملة عرض قصص لنساء قد تعرّض للتحرش الجنسي، وعن تداعيات الحادثة واسقاطاتها عليهن بشكل شخصيّ، وعلى العائلة بشكل عام.

كما وستتضمن الحملة ورشات خاصة عن التحرش الجنسي في أماكن العمل والتي من المفترض أن تنظم في أماكن عمل مختلفة بالتعاون مع اماكن العمل وكيان.

عمل كيان ...

وفي تعقيبٍ لها، قالت رفاه عنبتاوي، مديرة "كيان" أن "كيان" لطالما عملت على طرح موضوع العنف ضد النساء عامة وموضوع التحرّش الجنسي خاصة، على الأجندة اليوميّة على الرغم من التعتيم الذي يجري عادةً حول هذا الموضوع.

وأضافت أن "كيان" قدمت، ولا زالت تقدّم، الاستشارة والمرافقة القانونيّة المجانيّة للمُعتدى عليهن، إضافة إلى تقديم المحاضرات والورشات لفئات مختلفة من المجتمع بهدف كنس الظاهرة، إلا أنّ هذه المرة تقرر التعامل مع الموضوع بشكل مكثف، مع استهداف كافة الفئات العمريّة ومع التركيز على التحرش الجنسي في مواقع التواصل الاجتماعي.

واختتمت بالتوضيح انّ "كيان"، وللعام الرابع، تنضم إلى الحملة العالميّة لمواجهة العنف ضد المرأة، حيث اطلقت العام الفائت (2017)، حملة "كلو عنف" المشددة على انواع العنف التي تواجهها النساء، من جسدي واقتصادي ومجتمعي وديني، فيما اطلقت عام 2016 حملة "كوني Anti". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]