قام وفد واسع من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ولجنة الحريات المنبثقة عنها، يتقدمه رئيس المتابعة محمد بركة، بزيارة الأسير سمير سرساوي في بيته في ابطن مهنئا، بتحرر بعد 30 عاما في غياهب السجون. وأكد المتحدثون في اللقاء على أهمية قضية الاسرى، كونهم قدموا تضحيات جسام، من أجل حرية شعبهم واستقلاله.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، في كلمته، إن مشهد استقبال الأسير سرساوي في بلده وعائلته، مليئة بالمشاعر الإنسانية، وخاصة حينما عانق والدته بعد 30 عاما. وقال، إننا في لجنة المتابعة ولجنة الحريات، نسعى الى تعميق العمل من أجل قضايا الأسرى، فأنتم جزء أصيل من شعبنا، ونريدكم من خلال تضحياتكم وتاريخكم، أن تساهموا في ما نقوم به من أجل خدمة شعبنا وجماهيرنا الصامدة في وطنها.
وتابع بركة، إننا نلتقي في العمل الوطني النضالي المشترك، لأننا حددنا أن التناقض الأساس هو أننا كلنا مجتمعين، في مواجهة الحركة الصهيونية والاحتلال والاضطهاد، وإذا ما غلّبنا هذه الحقيقة التي لا خلاف عليها، فباعتقادي أن هناك مساحات واسعة للعمل المشترك.
وقال بركة، إن لجنة المتابعة تجمع كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل، وفيها كل التوجهات، وكل المنابت الفكرية والاجتماعية، ولكننا قررنا أن نعمل سوية في ما نتفق عليه. ويجتهد كل منا في ما نختلف عليه، لذلك اعتقد أن هذا الوقت لنتكاتف جميعا من أجل شعبنا، خاصة في هذه الأيام التي هي للأسف أسوأ مما كان. فنحن نقف امام سلسلة من التحديات: استمرار الاحتلال وجرائمه، واستمرار الانقسام، وما يسمى بـ "صفقة القرن"، ومحاولات لشطب قضية اللاجئين واغتيال القدس، وكل هذا وغيره يحتاج لمواجهتنا، والتصدي لكل مشاهد التشرذم والانقسام.
وقال عبد القادر خطيب، باسم هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، وباسم نادي الأسير الفلسطيني، إننا نرى أخا أسيرا محررا، كان في السجون صلبا صامدا، ومثالا للمناضلين في سجون الاحتلال، وللثائرين ضد ظلم الاحتلال، ومحبوبا من كل اخوانه الأسرى. فقد دفع ثمنا غاليا من أجل ما هو أغلى، الوطن. وقال، ما زال لدينا في السجون، أكثر من 6 آلاف أسير، ونحن نأمل تحررهم جميعا، وأن نرى شعبنا كله محررا من أجل الدولة والاستقلال والعودة.
وخصّ الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة من لجنة المتابعة، تحيته الأولى لوالدة الأسير سرساوي، التي منّ الله عليها بأن تتكحل عيناها برؤية ابنها محررا بعد ثلاثة عقود كاملة في غياهب السجون. وقال، هذا هو حالنا على مدى السنين، أنه في كل يوم يُزج بعشرات الفلسطينيين في السجون، في حين يخرج منهم الى الحرية بعد أحكام جائرة طويلة الأمد. وقال، إن هذا هو حال شعبنا ما مظلوما مقهورا، ولا يمكن ان تطوى هذه الصفحة، الاحتلال قائما، الذي يعتبرنا خارج معادلات وطننا.
وقال خطيب، إن شعبنا الفلسطيني يقدم الشهداء والأسرى والجرحى، لأنه صاحب قضية، وهي قضية لا يمكن أن تنسى. وفي الوقت الذي نسعد فيه بتحرر أخينا سمير، فإن سعادتنا ستكتمل ونحن نحرى كل اسرانا محررين.
وتوقف د. إمطانس شحادة امين عام التجمع الوطني الديموقراطي في كلمته عند سياسية الملاحقة والقمع التي تقوم بها المؤسسة الاسرائيلية للأسرى السياسيين، والي كل من يحاول سرد روايتهم ونقلها الي ابناء شعبنا. اي ان المؤسسة لا تكتفي بالتنكيل بالأسرى، انما ايضا بأهلهم وكل من يتضامن معهم، كما كان في حال الأسير وليد دقة، عندما عملت وزارة الثقافة لمنع مسرح الميدان من عرض بمسرحية الزمن الموازي، التي تسرد قصة وليد، وكذلك في الاشهر الاخيرة عندما عملت الشرطة والمخابرات لمنع مؤسسات عامة او قاعات خاصة من استضافة حفل لإشهار كتاب سر زيت الزيتون للأسير وليد دقة.
وحيا المهندس منصور دهامشة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته، الأسير سرساوي، ومن خلاله كل الأسرى الذين في سجون الاحتلال، وما دفعوه من ثمن غالي وباهظ، حريتهم، من أجل حرية شعبنا واستقلاله. وقال دهامشة، إنه أمام هذا الاحتلال الوحشي، فإن طريق شعبنا مرصوفة بالتضحيات من أجل زوال الاحتلال، وكل ما يمثله، ولن يكل ولن يتراجع مهما زاد الاحتلال شراسة ودموية كما هو حالنا اليوم، ونحن متأكدون من أن نصر شعبنا آت لا محالة.
وروى الأسير المحرر سمير سرساوي، عن واقع السجون، وقال، إنه ما بين آلاف الأسرى، ما يزال حوالي 26 أسيرا، منذ ما قبل اتفاقيات أوسلو. وقال إنه حصل فشل على مدى السنين، في كل الصفقات في تحرير جميع هؤلاء الأسرى، لتحرير كافة هؤلاء الأسرى، فقد تم تحرير القسم الأكبر، وبقينا 26 أسيرا حتى الآن في السجون.
[email protected]
أضف تعليق