يبدو أن المنافسة الميؤوس منها مع مصانع النسيج الرخيصة التكلفة في الدول النامية – هي التي اضطرت ادارة مصنع "دلتا" العريق في كرمئيل ، الى اغلاق آخر خطوط انتاج الجوارب ، نهاية العام الحالي ، وفصل 80-70 عاملاً وعاملة من وظائفهم ، وهم من العرب واليهود.
ويعتبر خط الانتاج في كرمئيل واحداً من عدة خطوط لشركة "دلتا" في اسرائيل ، وقد أسسه عام 1975 ، رجل الاعمال الراحل دوف لاوطمن ، سويةً مع اثنين من المستثمرين ، وبلغت ذروة انتاجه من الاقمشة والانسجة (400) طن شهرياً ، لكنه بدأ يتراجع ويخسر ، لاكثر من سبب ، لا سيما اشتداد المنافسة مع مصانع النسيج الرخيصة التكلفة في مختلف دول العالم ، واضطرار ادارة المصنع الى نقل العديد من خطوط الانتاج الى خارج البلاد ، للصمود أمام المنافسة . 

ويشار الى أن من يمتلك السيطرة على "دلتا" منذ عشرة أعوام ، هو رجل الاعمال ايزك داباح ، فأوقف معظم أنشطتها في البلاد ، وأبقى على مقرها في البلاد ، وعلى أنشطة البحث والتطوير ، نظراً للتفوق في هذا المجال 

مصر والاردن وتركيا
ويستدل من سجلات الشركة في العام الماضي (2017) ان عدد عمالها وموظفيها في اسرائيل يزيد عن (1300) مستخدم ، معظمهم في حوانيت "الريتايل" المنتشرة في انحاء البلاد ، بينما الباقون في مقر الشركة في قيساريه وفي اعمال البحث والتطوير .
وتعمل خطوط انتاج "دلتا" حالياً في مصر وبلغاريا وتايلند وفيتنام وتشيخيا وتركيا وسلوفاكيا ، بالاضافة الى تعاون الشركة مع مقاولين ثانويين لانتاج الجوارب في الصين وتركيا والباكستان وبلغاريا ، ومقاولين آخرين لانتاج الملابس الداخلية وأصناف أخرى من الاقمشة والملابس في مصر والاردن وعدد من دول الشرق الأقصى ، وخاصة الصين وبنغلادش.

وفي مطلع العام الحالي أغلقت "دلتا" فرعها في الاردن ، وكان يعمل فيه (340) عاملاً وعاملة ، ووزعت خطوط انتاجه على فيتنام والصين.

وتبلغ القيمة الاجمالية لشركة دلتا (في البورصة) (7،2) مليار شيكل ، وسجلت نمواً فائقاً ، لكن السوق الامريكية ، خاصة ، تأثرت سلباً بسبب اغلاق عدد من متاجرها نظراً لاتساع نمط الشراء بواسطة الانترنيت. 

وأنهى مصنع "دلتا الجليل" النصف الاول من العام الحالي بربح صاف بقيمة (7،14) مليون دولار ، بزيادة (300) ألف دولار مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي ويعمل في هذا المصنع وملحقاته وتفرعاته (1500) شخص . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]