اكد د. حسام الدجني أستاذ العلوم السياسية في جامعة الامة بغزة كاتب ومحلل سياسي ان سقوط 7 شهداء في غزة يوم الجمعة الأخيرة خلال مسيرات العودة مرتبط بشكل أساسي بقوة وحجم الحشد الجماهيري في منطقة حدود قطاع غزة, مشيرا الى ان هناك إرادة جديدة لدى الشعب الفلسطيني في العمل على تغيير أدوات مسيرة العودة بما يضمن الضغط على الاحتلال الإسرائيلي , لا سيما بعد تعثر المشاورات والتهدئة في القاهرة نتيجة موقف الرئيس أبو مازن الرافض لهذا الاتفاق.

وقال ل بكرا لذلك كان هناك زخم شعبي كبير في الجمعة الأخيرة , وعندما يزداد العدد تزداد حدة المواجهات وبالتالي تزداد حالة العنف المفرط التي تستخدمها إسرائيل ضد المتظاهرين السلميين , فكان هناك ارتفاع في حصيلة الشهداء والجرحى.

وأشار الدجني الى تصريح وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، أن ما يجري على حدود قطاع غزة من أحداث أمنية هو "نتيجة سياسات وزير الجيش أفيغدور ليبرمان" مؤكدا ان العامل الداخلي سيكون حاضرا وحالة التجاذب والاستقطاب الحزبي مع قرب الانتخابات الإسرائيلية كما هي العادة مرتبطة بشكل مباشر بالدم الفلسطيني, ولذلك سيحاول كل طرف المزاودة على الجيش الاسرائيلي وسيعمل ليبرمان على إرضاء المجتمع الإسرائيلي من خلال حجم الفاتورة الكبيرة التي قد يقدمها قربانا لطموحه السياسي في الانتخابات المقبلة .

اهداف إسرائيل الاستراتيجية

وأضاف ان هناك اعتبارات أخرى لا يحدد ليبرمان لوحده السياسة العامة لسلوك الجيش الإسرائيلي وحجم استخدام العنف ضد المدنيين الفلسطينيين, هناك اعتبارات عدم التصعيد في جبهة غزة , بمعنى ان إسرائيل الان أولوياتها مرتبطة في تشكيل الناتو العربي وتعزيز العلاقات ضد ايران وتعزيز علاقاتها الاقتصادية وربطها بالدول العربية كالسعودية مثلا, هذا هو الهدف الاستراتيجي لإسرائيل إضافة لبناء الجدار البري والبحري مع غزة , لذلك هي تحاول كسب مزيدا من الوقت , ولكنها بين المطرقة والسنديان, إسرائيل في حال وافقت الان على التهدئة مع حماس قد تسقط ورقة الضفة الغربية من خلال مناورة الرئيس عباس في هذه الورقة, وأيضا العكس في حال تعثرت التهدئة في غزة فأنها مقبلة على انفجار , وهذا الانفجار لا يخدم اهداف إسرائيل الاستراتيجية.

كتائب القسام .. والنفير العام

لذلك المسألة ما زالت معقدة ولكن الأيام القادمة قد تشهد تصعيدا لا سيما بعد اعلان كتائب القسام النفير العام والرد على مجزرة يوم الجمعة الأخيرة, وقد تتدحرج كرة الثلج باتجاه المواجهة الشاملة.

واتفق الدجني مع تحذير كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي من أن الوضع أقرب إلى التصعيد من الاتفاق مشيرا الى ان هناك عوامل عديدة تعزز من التصعيد , واقع الشارع الغزي الان بالغ الصعوبة من الناحية الاقتصادية , لا يوجد ما يخسره المواطن الغزي, ربما الحرب أصبحت طموحه الان ليس حبا بالحرب, المواطن الفلسطيني والاذرع العسكرية والفصائل الفلسطينية لا تريد الحرب , لكن الواقع في غزة يفرض حاله والضغط على المقاومة , واذا لم تدرك إسرائيل هذا الواقع فان سيناريو الحرب والمواجهة قريب.

ملف المصالحة

وحول توجه وفد من حركة حماس الى القاهرة قال الدجني ان جولة المفاوضات الحالية في مصر تتعلق بملف واحد وهو المصالحة, ومسار المصالحة ما زال بعيدا , ويدرك الرئيس أبو مازن ذلك, القاهرة تخشى ان يفرض الرئيس أبو مازن عقوبات جديدة على غزة, قد تصل الى القطيعة وهذا يعني انفصال غزة عن الوطن.

وتابع عندما يجبي الرئيس أبو مازن والسلطة في الضفة مليار و300 مليون دولار سنويا من قيمة المقاصة التي تجبيها من معبر أبو سالم من خلال إسرائيل , ويمنع أي دولار يدخل غزة , فانه بعد اقل من شهرين او ثلاثة لن يكون هناك سيولة نقدية في قطاع غزة وهذا يعني ان غزة مقبلة على امراض اجتماعية كبيرة , وستكون على موعد من الانفجار, إسرائيل هنا ستكون الأكثر تضررا من هذا الانفجار,

وسيأخذ شكلين الانفجار العسكري وان تنتصر المقاومة , هذا سيكون كارثة على إسرائيل, وسيناريو الهزيمة أيضا سيكون كارثة على إسرائيل, لانه في حال كان هناك هزيمة عسكرية للمقاومة في غزة سيكون هناك تدفق جماهيري كبير باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة كما حصل مع سوريا في أوروبا وتركيا , وما لم تقرأ إسرائيل هذه المعادلة وتتحمل مسؤوليتها كقوة احتلال اعتقد ان الضرر الاستراتيجي على إسرائيل قادم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]