تعمّ المجتمع العربي حالة من القلق، الخوف وعدم الأمان ازاء جرائم القتل المتكررة، وآخرها التي حصلت في الطيرة ليلة أمس والتي حصلت في جسر الزرقاء.
في الطيرة تم إطلاق النار على الشاب محمود حجاج وخطيبته ريما أبو خيط وقتلهما، وفي جسر الزرقاء تم إطلاق النار على مجموعة شبان مما أدى إلى إصابتهما ومقتل الشاب رداد فيصل.
خيبة امل جديدة
وفي صفحات الفيسبوك، وفي الشارع، عبر الأهالي عن استنكارهم الشديد واستيائهم من هذه الجرائم، وفي حديث لـ"بـُكرا"، قالت الناشطة الطيراويّة ردينة كوري: نغضب ننفعل نندهش نتألم اكثر مع تكرار هذه الجرائم ، وكالعادة ملفات مغلقة وواقع اسود ممتد بغيبوبة منذ سنوات ولا احد يعلم متى سينتهي . خيبة امل جديدة ومجتمع تخطى كل الحدود ليعطي نفسه بأن يكون القاضي والجلاد ونتناسى من المذنب ومن الجاني وننشغل بإنتهاك المجني عليه ، جريمة اقل ما يقال عنها وحشية بشعة . الشرطة والمجتمع يتحملون مسؤولية هذه الجريمة وسابقاتها ، إهمال الشرطة المتعمد والسماح بإنتشار السلاح بأسهل الأساليب ما هي إلا وسيلة اخرى لإعدام هذا المجتمع وحقوقه والمجتمع بسكوته وتكتمه على المجرم خوفا من أن يصيبه الأذى شريك ايضا".
وتابعت:" مجتمعنا العربي يعيش الان بظروف صعبة بعد قانون القومية والشرطة بتقاعصها المتعمد تشارك بأتمام وإنجاح هذا القانون ، فنجد المجتمع غارق بهذه الجرائم والوحشية وناسيا تماما قضيتنا الاهم قوميتنا وموقعنا بالبلاد".
وأنهت كلامها قائلة:" كم اصبحت الروح والحياة رخيصة وكم تعظم جبروت المجرم . يختفي كل التفاؤل في نفسي مما وصلنا اليه واصبح من الصعب تغيير حال مجتمع مسرعا الى الهاوية فرحا فقد بتنا وكأن البلدان العربية تخوض سباق من يحتل المركز الاول في ازدياد نسبة الجريمة واصحبت الجرائم ضمن اخبارنا اليومية المعتادة وحتى تكرارها في اكثر من بلد في نفس اليوم وكأنه عادي ، لن اسأل ولا انتظر اجوبة لكني اطالب مجتمعنا بأن يقف حدادا على نفسه فقد مات عندما اعتمد السكوت".
لا يمكن ان نستسلم
من ناحيته، قال مدير مركز "أمان" لمجتمع أمن - المحامي رضا جابر لـبكرا:" لا يمكن ان نستسلم للشعور العام بأننا هزمنا امام غول الجريمة والمجرمين. ان هذا الشعور يغذي الجريمة القادمة. ان المجرمون الذين فلتوا من جريمتهم السابقة، لم يجدوا رادعا ولا عقاب، هم الذين يستقوون على مجتمعهم بمثل هاتين الجريمتين وسيستمروا. ان هول هاتين الجريمتين لا يجب ان يبعد المسؤولية الاساسية بلجم الاجرام وهي مسؤولية الشرطة والدولة وهما متخاذلتان. الطيرة وجسر الزرقاء بلدان يعانيان من الجريمة منذ زمن طويل وفيهما تواجد للشرطة وعليها المسؤولية القانونية لسلام وأمن مواطني هاتين البلدتين. هل هذا يعني ان يقف مجتمعنا متفرجا حتى تقوم الشرطة بواجبها؟ هذا السؤال الذي يجب ان نسأله لانفسنا كمجتمع نابض وحي. الجواب هو اننا يجب ان نواجه الجريمة وكأن الشرطة والدولة غير موجودة. علينا ان نشكل حالة اجتماعية جماعية حقيقية رافضة للعنف تنسف الحاضنة التي اعطت للجريمة قوتها، اما خوفا واما استسلاما، ونحن حتما لا نقوم بذلك. ان حالات الاجرام تمر من بيننا بسرعه البرق سرعان ما ينطفئ بعدها بركان الغضب. وتعود حالة السكون والاحباط. حالة الغضب اليوم يجب ان تستثمر الى حالة دائمة لانهاء حالة الخوف من المجرمين وانهاء حالة استقوائهم على مجتمعهم".
تصاعد وتيرة القتل بين جماهيرنا امر مقلق وأصبح يهدد وجودنا في هذه البلاد
وفي حديث له، قال د. ثابت أبو راس معقّباً على جريمة القتل التي وقعت أمس لـبكرا:"تصاعد وتيرة القتل بين جماهيرنا امر مقلق وأصبح يهدد وجودنا في هذه البلاد أكثر من قانون القومية. القتل المزدوج امس في الطيرة هو مدماك آخر يهدم في بيتنا الذي اعتقدنا انه محصن أمام رياح الفاشية في بلادنا.السؤال الذي يطرح نفسه ما العمل؟ كيف اصبحت بلداننا وقرانا وخاصة منطقة المثلث موبوءة بالعنف؟لماذا لا تتحول معاركنا الانتخابية للسلطات المحلية في بلداننا إلى معارك موحدة ضد عدو واحد هو العنف المستشري الذي يقتل أطفالنا".
أوضح د. أبو راس، أنّ العنف والجريمة هي ليست مسؤولية فردية بل مسؤوليتنا جميعا ولكي لا نقول اكلت يوم اكل الثور الأبيض علينا جميعا اخذ دورنا في هذه المعركة. تعالوا نتقرب من ابناءنا.. نحدثهم أكثر نراهم ونراقب اعمالهم. ندعوهم لنبذ العنف وللحوار كأسلوب لحل المشاكل".
وأنهى كلامه قائلا:" العائلة كانت وما زالت الحضن الدافئ لتنشأة جبل قادر على مواجهة التحديات المجتمعية التي تواجه مجتمعنا. بعد ما نقوم بواجبنا اتجاه أبناءنا نستطيع التوجه للشرطة للقيام بواجبها التام في حفظ أمننا وسلامتنا".
كأننا نعيش بالغاب
وعقّبت الناشطة نسرين مرقص على جريمة القتل قائلة لـبكرا:" الوضع اصبح مخيف، كأننا نعيش بالغاب، الاهمال من الشرطة يجعلني اشك بأنهم يتعاملون معنا ب "فخار يطبش بعضه" .لا أعرف التفاصيل ولكن قتل فتاة وشاب مثلما سمعت بانهما عريس وعروس لهي أعدام بدم بارد ومحاولة تخويف باقي النساء والصبايا من تحقيق ارادتهم واختياراتهن. خسارة اننا نمر مر الكرام على كل جريمة قتل ونبدأ باتهام القيادة بالمسؤولية!
هذه مسؤلية جماعية لكل شعبنا، التربية بالبيت مهمة جداً، والضغط على الشرطة ليس فقط لجمع السلاح وانما بالامساك بالقتلة الذين يسرحون ويمرحون بيننا. اصبح شبابنا يتباهون بحمل السلاح وهنالك تغطية وسكوت على الجريمة للأسف. أصبح المجتمع العربي يُصور كأنه مجتمع عنيف ولا تهمه أرواح الناس والعائلات التي تهدم بسبب هذه الجرائم البشعة التي تقطع حياة وأحلام شاب وفتاة".
[email protected]
أضف تعليق