تطرق الجنرال احتياط عاموس يدلين إلى الوضع القائم في غزة قائلا: " نحن أمام خيارين مع غزة، وهما، الأول: التوصل لتهدئة طويلة المدى، والثاني: الدخول في عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة".

وأوضح يلدين، أن الخيار الأول المتمثل بالتهدئة الطويلة المدى لا يمكن تحقيقه في ظل الظروف الحالية، حيث أن التهدئة ستتضمن رفع الحصار عن غزة وإعادة إعمار غزة وإنعاشها اقتصاديا وإعادة السلطة الفلسطينية لتتصدر الحكم في غزة، والتي ستتضمن أيضا صفقة تبادل أسرى للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المعتقلين لدى حماس في غزة ، والتي ستكون مشروطة بمنع استمرار تعاظم قوة حماس العسكرية، بحسب ما صرح به لصحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيلية.

وبحسب الصحيفة ذاتها، قال يدلين: "يقف أمام التهدئة الطويلة مع حماس ثلاثة حواجز ملموسة، الحاجز الأول: حماس لن تتنازل عن ذراعها العسكري بما في ذلك وقف تعزيز وتعاظم ترسانتها العسكرية، الحاجز الثاني: السلطة الفلسطينية ترفض العودة لتصدر الحكم في غزة، والحاجز الثالث: حماس تضع شروط غير معقولة لعقد صفقة تبادل أسرى مع اسرائيل".

أما فيما يتعلق بالخيار الثاني المتمثل بالحرب أو العملية العسكرية الواسعة النطاق والتي سيتخللها إقدام حماس على إطلاق الصواريخ البعيدة والقصيرة المدى بكل ما أوتيت من قوة تجاه البلدات الاسرائيلية بما في ذلك القذائف التي تحمل رؤوسا متفجرة ثقيلة ، كما أنها ستقدم على تنفيذ عمليات تسلل إلى الأراضي الاسرائيلية عبر الأنفاق أو البحر أو الطائرات الغير مأهولة أو الطائرات الشراعية.

وفي المقابل سيتخلل مثل هذه العملية العسكرية إقدام اسرائيل على ضرب مئات الأهداف التابعة لحماس والعودة لسياسة الاغتيالات بالإضافة إلى تنفيذ مناورات برية داخل أراضي القطاع بحجم أكبر مما كان عليه الحال خلال حرب 2014.

ولفت يدلين إلى أن كلا الطرفين "اسرائيل" وحماس غير مستعدين للدخول في مثل تلك المواجهة العسكرية، حيث أن حماس تدرك محدودية قوتها العسكرية، وفي المقابل اسرائيل لا ترغب في دخول حرب جديدة مع غزة لعدة اعتبارات بما في ذلك تهديد إيران وحزب الله في الشمال ، بالإضافة إلى أنها تريد إكمال بناء الجدار الحاجز المضاد للأنفاق على حدود قطاع غزة ، علاوة على أن اسرائيل ترفض أساسا فكرة العودة لاحتلال قطاع غزة من جديد .

وتابع يدلين: " في ظل تعثر المساعي للتوصل لتهدئة طويلة وفي ظل رغبة الطرفين بعدم الدخول في حرب جديدة، فإن المناورة السياسية المقبلة بين اسرائيل وحماس ستدور بين ثلاثة خيارات تخيم عليها الضبابية وعدم الوضوح، الخيار الأول: وقف إطلاق النار، والثاني: جولة تبادل رسائل نارية، والثالث: تسوية جزئية .

وأوضح يدلين، بأن وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحماس الذي تم تحقيقه عشية حرب 2014 يشوبه الحذر وعدم الاستقرار في ظل اصرار حماس على مواصلة إطلاق البالونات الحارقة والمظاهرات الشعبية الأسبوعية على الجدار الحدودي مع قطاع غزة ، الأمر الذي يؤدي بين الفينة والأخرى إلى اندلاع مواجهات محدودة لتبادل النيران المدروسة بين اسرائيل وحماس ، وبالتالي يبقى أمام اسرائيل خيار واحد لتحقيق استقرار بعيد المدى وهو يتمثل بخيار " التسوية المرحلية أو الجزئية " .

وأشار الجنرال الاسرائيلي إلى أن إسرائيل لديها أربعة اهداف استراتيجية في غزة وهي،إعادة الهدوء لمستوطنات غلاف غزة بناء على قاعدة إنعاش توازن الردع أمام حماس، وفصل قطاع غزة عن المسؤولية الاسرائيلية ، من خلال إعادة السلطة الفلسطينية للقطاع، أو من خلال توسيع المسؤوليات الملقاة على عاتق الجانب المصري أمام قطاع غزة، والسماح بإعادة إعمار القطاع والحيلولة دون وقوع أزمة استراتيجية، ونزع غزة من السلاح، او على الأقل الحيلولة دون استمرار تعاظم القوة العسكرية للفصائل الفلسطينية في غزة.

وأوضح يدلين بأن هذه الخيارات الاستراتيجية لا يمكن تحقيقها في الواقع إلا من خلال مواجهة عسكرية قوية لا تصل إلى درجة احتلال القطاع، وإنما تقتصر على تنفيذ ضربات جوية ومناورات برية بشكل أوسع وأقوى مما كان عليه الحال في حرب 2014 ، مضيفا بأن مثل هذا الخيار ستدفع اسرائيل فيه ثمنا غاليا في سبيل تحقيق أهدافها الاستراتيجية في قطاع غزة .

وفي السياق، قال يدلين: " أنا مع التوصل إلى تسوية سياسية مع حماس بدون الحاجة للعمل العسكرية ، ولكن في حقيقة الأمر يجب على الجميع أن يعترف بأنه طالما لم يتم علاج قضية استمرار تعاظم قوة حماس العسكرية فإن المواجهة العسكرية مع قطاع غزة ستأتي عاجلا أما أجلا ويجب الاستعداد لذلك".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]