تتواصل فعاليات مهرجان مقدسة وسط اقبال شديد من الجمهور , حيث امتلأت القاعة في جمعية الشبان المسيحية بالقدس لمشاهدة عرض بعنوان “ماء حي" الذي جمع بين اربع مغنيات من البحر الأبيض المتوسط

التركية و اليونانية و الإيطالية و المصرية.

وقالت ريمان بركات منسقة المهرجان في القدس الشرقية ان طاقة من الأنوثة و الأصوات الجميلة التي امتزجت ما بين الحضارات في حوض البحر الأبيض المتوسط مضيفة ان الجمهور تفاعل جدا مع طبلة ايتامار دوآري الذي سحر الجمهور بإيقعاه الطبل.

وفكرة العرض هو انه تربط بين النساء والبحر الأبيض المتوسط قصة حبٍ عتيقة. إذ كانت حوريّات البحر تنفثُ سحرهنّ في المياه التي تصل بين الجزر اليونانية الكلاسيكية، فسيطرنَ أيضاً على الشواطئ الرومانية، وما زالت حوريات البحر تسحر سكان ساحل حوض الشرق الأوسط والبحارة الذين يجوبونه.

فإن المياه التي تربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا تحمل الأغاني والقصص والإلهام المتبادل بين أهالي شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي وُجدت نقطة التقاء وأصبحت المياه: مياهاً حية!

اصطفى عازف الإيقاع إيتامار دواري أربعة موسيقيات بارعات من منطقة حوض البحر المتوسط ليجتمعوا معاً هنا في القدس. كل منهنّ جلبت شاطئها، وأمتعتها الموسيقية والثقافية وتعويذتها الخاصة حيث امتزجت الأمواج والعواصف مع المحيط الساكن.

واعتلت خشبة المسرح أربعة عازفات منفردات ادين الأغاني الشعبية لوطنهن:

من تركيا: مهتاب دمير - ولدت في الأناضول وعازفة شهيرة للكمنجة التركية.

من إيطاليا: ماريا مازوتا، مقيمة في مقاطعة سالينتو في جنوب إيطاليا وفنانة دف.

من اليونان: ريا إلينيدو - ولدت في سالونيكا، تقوم بمزيج فريد من موسيقى ريمبيتيكا والموسيقى الشرق أوسطية.

من إسرائيل: حايا سمير، التي ادت أغنيات من الأيام الأولى من المشهد الثقافي المحلي بصوتها الفريد من نوعه.

"تأملات في الرحمة والتقبّل"

ومن الفعاليات الاخرى للمهرجان كان العرض العالمي الأول لإنتاج حديث من عازف البوق أفيشاي كوهين والاساتذة الهنود تحت عنوان "تأملات في الرحمة والتقبّل".

وتتلخص فكرة العرض بما يلي : جاب أكبر وأعظم المسارح في نيويورك ولندن، وكان والمدير الموسيقي لمهرجان القدس للجاز، ولكن تواجد عازف البوق افيشاي كوهين على شواطئ غوا في الهند، دفعه لإيجاد المعنى والإلهام والسكينة لذلك اختارها مكاناً استقر فيه هو وعائلته منذ سنين.

يلملم عمله الجديد والمثير للاهتمام بين جميع العوالم التي تكوّن عالمه الخاص ويجمع بين موسيقى الجاز الغنية والمثيرة مع التقليد الكلاسيكي القديم للموسيقى الهندية

تعدّ فرقة كوهين من أبرز وأرقى الفرق الإسرائيلية التي غزت الساحة الفنية في نيويورك، وقد ضمّوا إليهم ثلاثة فنانين هنود إلى تشكيلتهم، كل منهم هو سليل من عائلة موسيقية عريقة. ومعاً يخلقون عملاً يربط بين الحواف ويجسّر الفجوات ويتعدّى الاختلافات.

بالإضافة للبوق والبيانو والبيس والطبول انضمت آلة السارانجي على مسرح جمعية الشبان المسيحية السحري، وهي آلة وترية قديمة من شمال الهند، بالإضافة إلى البانسوري وهي فلوت خيزران تقليدي بالإضافة إلى الطبلة بإيقاعات هندية.

وقد غاصت الفرقة معاً في حالة تأمل عميق، تارةً بتروّي وتارة بحيوية، وانتقلت بين موضوعات الرحمة والتقبّل والشمولية. التأمل، وهو مفهوم سائد في الثقافة الهندية وموسيقى الجاز انعكس في هذا اللقاء الرائع بين الفنانين من شتّى الخلفيات والمواقع المتباعدة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]