غيب الموت، فجر اليوم، في العاصمة الفرنسية باريس، الفنان التشكيلي الفلسطيني سمير سلامة عن عمر ناهز 74 عاما.

ولعب الرسام والفنان التشكيلي الفلسطيني الكبير طوال حياته الحافلة، دورًا هامًا في تأسيس قسم الفنون التشكيلية والإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية.

ولد سلامة في مدينة صفد، في نفس يوم وفاته، 16 أغسطس 1944م، وبعد النكبة الفلسطينية، اضطر إلى الانتقال برفقةِ أسرتهِ إلى الجليل، ومنها إلى قرية بنت جبيل في لبنان، ثم تابع مشواره إلى بيروت ثم دمشق حتى استقرت العائلة في درعا.

بدأ سمير سلامة رحلة الرسم مبكرًا، ونالَ التشجيع من مدرسيه، وكان للفنان السوري أدهم إسماعيل دورا كبيرا في اكتشافه وتعليمه فنون الرسم، كما أسهم في ترشيحه بكلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق.

أنهى سلامة دراسته الجامعية عام 1972م، ثم انتقل إلى بيروت، حيث التحق بدائرة الإعلام الموحد التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وشارك في ذلك الوقت في معارض جماعية في بيروت، وكذلك في معارض عالمية عديدة باسم فلسطين، وقام بتأسيس قسم الفنون التشكيلية في دائرة الإعلام الموحد، وأسهم في نشاطات الإطار النقابي للفنانين التشكيليين الفلسطينيين برئاسة إسماعيل شموط الذي أصبح الأمين العام الأول لاتحاد الفنانين التشكيليين العرب.

في باريس 

عام 1975م انتقل الفنان الراحل إلى باريس لمتابعة دراسته العليا في كلية الفنون الجميلة المقابلة لمتحف اللوفر، وحين تسلم بطاقة إقامته اكتشف في أوراقه أن مكان منسوب لمدينة إسرائيلية، فاعترض على ذلك حتى تسلم بطاقة جديدة بدون اسم إسرائيل، وخاض بعدها حربا لاعتماد اسم مدينته "صفد" كمدينة فلسطينية، في جواز سفره الفرنسي، وكان ذلك سابقة مهمة، نجح في تحقيقها.

عمل الفنان الراحل في مجال التصميم والجرافيك في قسم المطبوعات العربية في مقر اليونيسكو، ثم عمل مدرسًا لمدة 3 سنوات في برنامج الرسم المفتوح في جامعة جوسيو في باريس، وشارك في عددٍ من المعارض الفنية الخارجية في المغرب ومصر والأردن وغيرها، كما شاركَ أيضًا في المعارض الداخلية في المدن الفرنسية.

وأقام سمير معرضًا دوليًا من أجل فلسطين في بيروت بإشراف التشكيلية منى السعودي، ثم انتقل إلى طوكيو في اليابان، قبل أن يعود إلى بيروت وتتعرض لوحاته للتدمير، بفعل قصف الطيران الحربي أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982م.

عاد إلى فلسطين في بداية عام 1996م، وتسلم في رام الله قرارًا رئاسيًا بتعيينه مستشارًا في وزارة الثقافة، فعمل لمدة عامين في التصميمات الفنية لمستشفى خان يونس التابع لجمعية الهلال الأحمر، قبل أن يعود إلى رام الله للإشراف على دائرة الفنون وصالة الحلاج وبعض المعارض، وظل في وظيفته برتبة مدير عام حتى التقاعد عام 2004، ومنحهُ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسام الثقافة والفنون والعلوم (مستوى التألق)، تقديرًا لسيرته ومسيرته الثقافية والفنية، ودوره في تأسيس قسم الفنون التشكيلية والإعلام الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]