اكد المحلل السياسي الأردني عريب الرنتاوي ل بكرا ان الهجوم الأخير الذي وقع بمدينة السلط الأردنية لن يحدث أي تغيير في مواقف الأردن وسياساته تجاه التنظيمات الارهابية.

وقال الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية ، تعليقا على الهجوم في مدينة السلط الأردنية " هو ليس الأول ولا الاخير , الأردن بحكم موقعه الجغرافي يمر بأزمتين من سوريا والعراق , مهد الخلافة وموطنها ومكان نفوذها الرئيسي, المقصود خلافة بغداد. خلال الازمة العراقية ظهر عدد من الأردنيين كبيئة حاضنة لتنظيمات داعش والنصرة, جزء منهم رجعوا من العراق للأردن والجزء الاخر ربما يعود في مرحلة مقبلة وجزء لم يغادر البلاد. وبالتالي هؤلاء يتمكنون بين الحين والأخر من القيام بتنفيذ عمليات إرهابية من هذا النوع".

وأضاف الرنتاوي " المشكلة الجوهرية ان البعض منهم هم عبارة عن خلايا نائمة او فئات منفردة او جماعات ليس لها ماض في هذا المجال ومهما تتخذ من إجراءات امنية في نهاية المطاف بمقدور هذه الجماعات الإرهابية ان تنجح في تنفيذ عمليات إرهابية كما حدث في الكرك واربد والان في السلط ولكن لا يجوز أن تثير حالة من الهلع والفزع."

واكمل الرنتاوي " في نهاية المطاف هذه العمليات لن تعيد الحياة لداعش ولا للتنظيمات الإرهابية بل تدلل على انها تلقت ضربات قاضية في سوريا والعراق , وهي في الواقع تعتقد ان مثل هذه العمليات قد تعوض من خسائرهم الجسيمة , وللبرهنة على انها ما زالت على قيد الحياة وهي موجودة وقادرة على احداث اثر والحاق الضرر بمعسكر خصومها من بينها الأردن الذي كان من البداية جزء من التحالف الدولي ضد الإرهاب وشارك في الاعمال العسكرية والقتالية والاستخباراتية ضد داعش سواء في سوريا او العراق".

خسائر مؤلمة

وأضاف ان "الخسائر كبيرة والنتائج مؤلمة لكن مثل هكذا عمليات قد تترك اثر استراتيجي او اثر بالغ وتسبب قلق وانزعاج " لكنها لن تحدث أي تغيير لا في المواقف ولا السياسات ولا التوجهات الأردنية.

وسئل اذا كانت الاحداث الأخيرة في الأردن تندرج في اطار المؤامرة لعدم قبوله بصفقة القرن وقال الرنتاوي: "اذا كان الحديث عن تنظيم داعش وراء عملية السلط فهو يعمل مع الامريكان , لذا لا اعتقد ذلك, وبراي هذا مسار منفصل عن مسار صفقة القرن, ومهما بلغ الخلاف الأردني الأمريكي يبقى في اطار الخلاف السياسي ولا يصل لممارسة ضغوط بربرية من هذا النوع على الأردن."

واردف قائلا " انا لا اؤمن بنظرية ان داعش والنصرة تنظيمات خلقتها الولايات المتحدة وإسرائيل وانها اذرع تابعة للولايات المتحدة, اعتقد ان هذه التنظيمات تعمل بشكل مستقل."

ورأى الرنتاوي انه من الطبيعي ان يظهر الملك الأردني عبد الثاني في سياق مؤتمر صحفي ويحذر من انه سيتم محاسبة كل من يمس بأمن الأردن بعد عملية من هذا النوع وسقوط عدد من الشهداء والعدد الكبير من الجرحي في صفوف الأجهزة الأمنية .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]