ألقت رونق ناطور، المديرة العامة المشاركة لجمعية سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة في البلاد، كلمة مساء أمس السبت في مظاهرة تل أبيب ضد قانون القومية العنصري، وذلك بمشاركة الألوف وبدعوة من قوى اليسار وحقوق الانسان، ومن بينها جمعية سيكوي.
وأكدت ناطور بأن مساعي الحكومة هذه ستفشل في نهاية المطاف بفرض وطن حصري لليهود دون سكاهم في إسرائيل، كما حذرت من أن المقصود بهذه السلسلة من التشريعات هو اشغال المواطنين بصراعات تنسيهم العدو الأساسي وهو الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني.
ومما جاء في خطاب ناطور: "لا يوجد أي فلسطيني من مواطني اسرائيل الذين يتظاهرون اليوم هنا، لم يسأل نفسه: لماذا نحن كأقلية أصلانية وكمواطنين نعاني التمييز منذ قيام الدولة وحتى اليوم، ننتفض ضد قانون القومية؟ لماذا نعارض قانونا أتى لمصادرة مساواة غير قائمة أصلا؟ فما دام انتماؤنا وملكنا لهذا المكان غير مرهون بأي تشريعات ومهما كان مصدرها، لماذا كل هذا الضجيج؟ لماذا نقف اليوم هنا من مختلف الشرائح بعدما تمكنت هذه الحكومة والحكومات السابقة، من قطع مشوار طويل بشرعنة القوانين العنصرية، المعادية للديمقراطية والمناهضة للأقلية العربية في البلاد، مثل قانون النكبة ومنع المؤذن وكمينتس والمزيد؟
"على ما يبدو فأننا بتنا ندرك كلنا بأن جنون الرموز اليهودية للدولة وتفضيلها على الرموز الديمقراطية في قانون أساس، والغاء المكانة الرسمية للغة العربية والمس بحقوقنا الأساسية كأقلية أصلانية، تشكل اللغة العربية جزءا من هويتنا وارثنا وثقافتنا، وشرعنة التمييز العنصري والفصل في أماكن السكن على خلفية قومية أو دينية وبشكل جارف حتى دون أي شرط. إننا ندرك بأن تكريس البنية الهرمية بين اليهود وكل من هم سواهم في هذه الدولة يعني المحاولة للقضاء على أي أمل باقامة حياة مشتركة وتحقيق المساواة.
وواصلت ناطور "لماذا نحن هنا اليوم؟ لأننا ندرك بأن هذا القانون، كغيره في سلسلة القوانين العنصرية الأخرى، يهدف أساسا إلى فرض خطاب التفرقة والكراهية بهدف اقناعنا بأن العدو هو داخلي، بينما العدو الحقيقي هو الاحتلال، الحصار على غزة والمس اليومي بحقوق اخوتنا الفلسطينيين. الخطاب والاحتلال واللذان قد يقوضان البيت الذي نسكنه كلنا. هذه الحكومة تخاف من الحياة المشتركة ومن أسس البيت المشترك التي نعمل في سيكوي و"نقف معا" وأطر مشتركة أخرى للمواطنين العرب واليهود، وننجح بالكثير من الايمان وبالعمل اليومي ببنائها. وكلما نجحنا أكثر بتعزيز هذه الشراكات فإن الحكومة تكون أكثر خوفا من فقدان السيطرة، كونها تبني قوتها على اسس الترهيب والتفرقة.
وأنهت ناطور خطابها بالقول: "تحاول هذه الحكومة اقناعكم، أيها اليهود، بأن لغة هذا المكان، اللغة العربية، هي لغة مخيفة، وبأن احياء النكبة والاعتراف بالغبن التاريخي الذي تسببت به الدولة لنا كفلسطينيين هو أمر خطر وبأن سكني أو سكننا نحن الفلسطينيين، ومعنا أقليات أخرى، بجواركم هو أمر مخيف، لذا يجب منعنا من ذلك.
"كل القوى الموجودة هنا اليوم، تعمل دون توقف من أجل بيت مشترك الجميع. ولن نتوقف أمام اصرار هذه الحكومة السيئة بالتحريض والتفرقة بيننا. جئنا هنا، في هذا المساء، كي نقول للحكومة أنها في نهاية المطاف، ستفشل. إذ أننا لن نتنازل وسنواصل العمل معا من أجل بناء البيت المشترك، ومعا سننتصر."
[email protected]
أضف تعليق