نظم مركز دراسات القدس بجامعة القدس وبرج اللقلق ونادي الموظفين في القدس في حرم جامعة القدس بباب الملك فيصل –أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك- ندوة لمناقشة كتاب "قضايا مقدسيّة" لمؤلفه الكاتب المقدسي نبيل حمودة، بحضور ومشاركة محمود أبو غزالة رئيس نادي الموظفين بالقدس، كوثر شاهين مديرة مكتب مركز دراسات القدس.
واستعرض الكتاب الكاتب والباحث عزيز العصا. أشار العصا إلى أن العناوين الداخلية في الكتاب، وهي مجموعة من المقالات المنشورة في صحيفة القدس المقدسيّة، ذات صلة بالشأن العام للقدس؛ هذه المدينة، التي تعيش في حالة من الضجيج والصخب والحرب الحقيقيّة التي تطال الساكن والمتحرك فيها. وارتأى العصا بأن الكتاب يتكئ على ثلاثة مرتكزات، هي:
الأول: أن "القدس في خطر وعلى أهلها المواجهة!"؛ مبينًا المخاطر التي يتعرض لها المقدسيون من خلال الإجراءات الاحتلالية، التي تعيق حياة المقدسيين وتعزلهم عن محيطهم الطبيعي في محافظات الضفة الغربية.
الثاني: "أن القدس جوهر الصراع ومعيار الانتماء"؛ إذ يذكّر "نبيل حمودة" المقدسيين وأحرار الأمة بأن القدس هي ذاكرة الأمة، وذاكرة الأمة هي تاريخها، ويرفع شعار"القدس للجميع والجميع للقدس". وفي هذا الجانب أورد العصا ما قاله رجل الدين المسيحي "د. رفيق خوري"، تحت عنوان "القدس في قلب القلب"؛ ليعلن للعالم أجمع بأن قلب الشعب الفلسطيني ينزف وينزف، منذ اليوم الأول لدخول الاحتلال إلى القدس في حزيران من العام 1967م، وأن عزل الفلسطينيين عن عاصمتهم يشكّل موتًا محقّقًا على أكثر من صعيد، فهو موت نفسيّ، وموت روحيّ، وموت اجتماعي، وموت دينيّ، وموت وطنيّ، موت اقتصاديّ. وأما الحركة الصهيوينيّة ومن خلفها "الصهيونيّة المسيحية" وغيرها، فيرون بأن القدس هي "المدينة التي تثير جنون الجميع"، ويروجون لما يطلق عليه "متلازمة القدس"، التي تعني حالة نفسية مضطربة تتمثل بعواطف دينية روحانية جياشة تصيب الحجاج المسيحيين الذين يزورون المدينة المقدسة، ويؤمنون بأن روح المسيح وأرواح شخصيات توراتية أخرى تدخل أجسادهم، مدّعية أن من حرق المسجد الأقصى المبارك كان مصابًا بهذا المرض. وفي ذلك تبرير من الاحتلال لاطلاق أيدي المستوطنين تخريبًا في القدس، تحت تلك العناوين.
وأما المرتكز الثالث للكتاب، فيرى العصا بأن الكاتب قد "وظّف المنهج التربويّ في التوجيه والإرشاد"؛ عندما أورد عددًا من الأساطير والقصص والحكايات التي تحاكي واقع القدس والحال الذي يعيشه المقدسيون أخر خمسين عامًا من الاحتلال.
من جانبه، أشار الكاتب حمودة إلى أن القدس كانت تسكنه في تلك الحقبة التي اضطرته الوظيفة ولقمة العيش إلى أن يكون خارجها. من هنا، جاء هذا الكتاب كتعبير عن حالة الانتماء لهذه المدينة المقدسة، ودعا الكتّاب والباحثين إلى تكثيف الكتابة عن القدس والتوثيق لما يجري على أرضها من إجراءات احتلالية موجعة.
وانتهت الندوة بمداخلات الحضور، التي أجمعت على ضرورة المحافظة على النسيج الاجتماعي المقدسي، والوحدة بين أطيافه المختلفة، مستذكرين صمود المقدسيين في تموز من العام 2017م، الذين أفشلوا الإجراءات الإحتلالية بخصوص دخول المصلّين المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك.
[email protected]
أضف تعليق