أعلن عضو المجلس المحلي جسر الزرقاء، القيادي والمستشار السياسي والإعلامي سامي العلي عن خوضه المعترك الانتخابي المحلي من خلال ترشحه للرئاسة والعضوية في ان واحد.
وستجرى الانتخابات في 30.10.18 المقبل في ظل تحديات كثيرة وعديدة.
مراسل "بكرا" أجرى هذا اللقاء مع العلي ضمن اللقاءات التي نجريها مع المرشحين ليقول:" يعاني بلدنا الويلات والأزمات منذ عقود، ويعيش حصارا جغرافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، خلق واقعا مأساويا كارثيا في كل مناحي الحياة. جوٌ عامٌ من الإحباط سيطر على الناس بفعل الوضع وانسداد الأفق. عوامل كثيرة ساهمت في تدهور الأوضاع في القرية منها، سياسة التمييز والعنصرية والتهميش الممنهج والفصل العنصري، التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية بحق أهلنا، لجانب مخططات الحصار ومصادرة الأرض وتهويد المكان والتي أدت لأزمة سكنية خانقة وتفشي مظاهر سلبية مثل العنف والجريمة، ناهيك عن نسبة الفقر المرتفعة والوضع الاقتصادي المتردي وتدنِ مستوى التعليم. ولكن هناك عامل أساس غاب عن كثيرين من أهلنا وغيبته القيادات المحلية بقصد، وهو الصراعات السياسية بين معسكري الرئيسين، الحالي والسابق، اللذين تداولا إدارة ورئاسة المجلس المحلي على مدار 3 عقود. خلال الفترة المذكورة فشل الرئيسين في توحيد جسر الزرقاء على قضية واحدة أو هم واحد، لا في قضايا وجودية كالأرض والمسكن ولا في قضايا اجتماعية كالأمن والأمان ومحاربة الجريمة والعنف ولا حتى في بناء خطة من أجل النهوض بالتربية والتعليم أو خطة لحماية جسرنا من التحديات والتهديدات. عاشت البلد حتى عام 2013 استقطابا سياسيا شديدا، عبارة عن قضبين يحويان تكتلات عائلية، نعيش أضراره وإسقاطاته حتى اليوم على المستوى الاجتماعي والسياسي والتعاملي، حيث ساهم المعسكران ودون وعي أحيانا، في اتساع فجوة الانقسامات وتفكك النسيج المجتمعي وتغذية الصراعات والمناكفات وتعاظم الفتن والمظاهر السلبية وفرز الناس لمناصرين وأتباع ولأعداء ومعارضين، لخدمة مصالحهم وفي سبيل الحفاظ على الكرسي وعلى الدعم الشعبي والقوة الانتخابية بكل ثمن. في ظل هذا الواقع المؤلم والجريح والخطير، ومن منطلق المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية والدينية، قررت بالتعاون مع مجموعة شباب ورجال ونساء غيورين على مصالح بلدنا ومستقبل أولادنا وبناتنا وبدعم حركات محلية وأحزاب سياسية وطنية وعائلات، خوض الانتخابات لكسر دوامة الاستقطاب وإضعاف قوة المعسكرين وإنقاذ البلد من تداعيات ومخاطر الصراع التاريخي العميق بين الطرفين على السلطة، وخططنا فتح الجولة الانتخابية وإتاحة الترشح للرئاسة والعضوية للجميع، خصوصا وأن الترشح للرئاسة كان يقتصر على شخصين فقط، وللعضوية على 10 قوائم بالكاد يتغير ممثلوها وأعضاؤها".
وأردف:"عام 2013 كانت الانطلاقة وخضت الانتخابات للرئاسة والعضوية وأعلنت ترشحي للرئاسة قبل 45 يوما من موعد الانتخابات فقط، وكانت مجازفة وتحديا صعبا، وكنا ندرك تماما أننا لن نفوز بالرئاسة ولكن هدفنا الأساس تغيير الخارطة السياسية وإخراج البلد من الدوامة وتعزيز قوتنا الجماهيرية وبناء حركة أهلية وشعبية جديدة تنافس بمهنية وديمقراطية وحضارية بعيدًا عن الفئوية والعائلية والمنفعة الضيقة، وفق تصور ورؤية وطنية. وفعلا طرحنا أنفسنا كبديل حقيقي للتغيير وحصلنا على نسبة فاقت 25% من مجموع المصوتين في الجولة الانتخابية عام 2013 لجانب حصولنا على مقعد عضوية، وهذا بحد ذاته انجاز هام وتاريخي لحركة ناشئة ووليدة، خاضت الانتخابات في خضم تحديات كبيرة وقلة إمكانات ومقابل 4 منافسين وهم: الرئيس الحالي، مرشح جديد، رئيس سابق لم يخض المعركة لكنه لعب دورا فيها وعنصر الزمن، فالوقت كان ضيقًا، اليوم نحظى بدعم كبير والتفاف شعبي واسع من كل فئات المجتمع الجسراوي ومن كل العائلات، وخاصة النساء والشباب، وفي هذه الأيام نضع اللمسات الأخيرة على أكبر تحالف أهلي في تاريخ جسر الزرقاء، يجمع عددا من القوائم الجديدة، التي سنصنع معها وبدعمها التغيير الحقيقي ونكون البديل الذي يحافظ على الماضي ويحمي الوجود ويحسن الحاضر ويبني المستقبل ويدحر المخاطر والتحديات عن جسرنا الباقية والصامدة، لأننا وضعنا نصب أعيننا وتعهدنا أننا لن نتركها وحيدة تصارع البقاء على الشاطئ".
الأنسان المواطن والوحدة والعمل الجماعي
عن رؤيته، يقول:" رؤيتنا واضحة وهامة جدًا لمصير جسر الزرقاء، وترتكز على محورين أساسيين منهما نشتق كل التفاصيل وعليهما تٌبنى المشاريع والمبادرات والمخططات وهما: أولا، الإنسان المواطن: نشدد في رؤيتنا على بناء الإنسان قبل العمران، خلافا للرؤساء الذي استثمروا بالبنيان وهمشوا الإنسان. المواطن يجب أن يكون في المركز وفي صلب العمل البلدي والرؤية السليمة تهتم في كيفية تنمية المواطن وتوفير الظروف والخدمات اللازمة ليعيش بكرامة وبجودة حياة، رؤية توفر له حياة صحية وآمنة وفرص التقدم والتطور والإبداع وتحافظ على حرياته وخصوصيته وعلى حقه بالحيز العام وبالحيز الخاص وعلى حقوقه المدنية والقومية، وتؤمن مستقبله وتحمي وجوده وتحافظ على تراثه وثقافته ولغته وتاريخه وتفخر بها ولا تخضع لكل مخططات الأسرلة والترويض والعربي الجيد، ثانيا، الوحدة والعمل الجماعي، جسر الزرقاء عانت من غياب للوحدة منذ 3 عقود، وضرورة المرحلة في ظل التحديات الكبيرة والخطيرة وتستدعي وحدة صف وعمل جماعي ومشترك لتحصيل حقوقنا كمواطنين عرب في ظل حكومات إسرائيلية يمينية متطرفة وعنصرية، ولحماية وجودنا وأرضنا وبيتنا في ظل هجمة الهدم والمصادرة السلطوية. كما أن للعمل الجماعي مردود اجتماعي واقتصادي، فهو يعزز النسيج المجتمعي ويخفف من الفتن والنزاعات ويقوي المناعة المجتمعية بوجه المظاهر والعادات السلبية التي تهددنا وعلى رأسها الجريمة والعنف. الوحدة مناعة الصمود والثبات من أجل البقاء والنماء. وطبعا نسعى من خلال رؤيتنا تحويل جسرنا لجوهرة الشاطئ على ساحل فلسطين، ليلمع بريقها وتكون في صدارة البلدات العربية".
تغيير بشتى المجالات
حول التغيير الذي ينوي احداثه، يقول:"جسر الزرقاء تحتاج لتغيير في كل المجالات ومناحي الحياة، وهذا في جوهر رؤيتنا والتغيير عملية وسيرورة طويلة، وفيها نشدد على النهوض بالتربية والتعليم، والصحة، والأرض والمسكن وتحسين الأوضاع الاقتصادية وبناء المشاريع والمبادرات السياحية واستثمار الموقع والمقومات المميزة لبلدنا من شاطئ بحر ومواقع أثرية وغيرها من أجل المواطن والقرية، وهذه أمور يطرحها كل المرشحين ولا تقتصر على أحد دون الآخر. ما يميز برنامجنا من أجل التغيير هو أننا وضعنا خطة لكسر الحصار عن القرية بكل مستوياته مع جدول زمني وطرحنا خطط بديلة لتوسيع مسطح القرية وتطوير شاطئ البحر والحفاظ على مزايا قريتنا الحسناء. التغيير الذي نطرحه لا يقتصر فقط على الجغرافيا والخدمات، بل نسعى لتعزيز الانتماء لدى الأجيال لبلدهم وثقافتهم الفلسطينية العربية الإسلامية والولاء لشعبنا ومجتمعنا، وتعزيز الكبرياء والثقة بالنفس والفخر في قلوب المواطنين وطرد الأفكار المسبقة والصورة الدونية، وذلك من خلال التشديد على روايتنا وتراثنا وتاريخنا وهويتنا الجسراوية العربية الفلسطينية، وإبراز مميزاتنا وقدراتنا وكوننا أخر قرية عربية صامدة على الشاطئ رغم التحديات والأزمات والضائقة. التغيير وفق تصورنا يشمل أيضا إصلاحا لتحسين أداء العمل البلدي المهني وتعزيز قيم الشفافية والإدارة السليمة واجتثاث الفساد الإداري والمالي والأخلاقي السياسي، لأن العمل البلدي المحرك الأساس للقرية ومن خلاله يمكن تحسين المجالات المختلفة وتطوير الخدمات، خاصة إذا اعتمد العمل البلدي على تصور مهني ووطني ومستقبلي واضح المعالم. المجلس المحلي يحتاج لنهضة وتقوية وضخ قدرات وخامات مهنية ومبدعة جديدة لأقسامه المترهلة، على المستويين السياسي والمهني، أي قيادة جديدة من رئيس وأعضاء، وموظفين مهنيين مخلصين بالعمل ويرفعون مستوى الخدمات والإنتاج، وهذا محور أساس في عملية التغيير المنشود. وطبعا إعادة جسر الزرقاء وبقوة حضور للهيئات الوطنية التمثيلية للمواطنين العرب، من لجنتي متابعة وقطرية وغيرها، خاصة بعد غيابها سنوات".
وجه العلي رسالة للناخب عبر "بكرا" جاء فيها:" للناخب والناخبة ولأهل بلدي أوجه رسالة وطنية جسراوية بحرية موشومة بالفخر والعزة والكبرياء والانتماء والمسؤولية والصدق وأقول: بعد 3 شهور سنقف جميعا أمام لحظة فارقة في تاريخ بلدنا، وصوتك هو من سيحدد مستقبل أولادنا وبناتنا، صوتك من سيقرر هوية قيادة بلدنا، لذا صوّت لمن يستحق، صوّت لمن يصون هويتك وتاريخك وتراثك ولغتك ويفخر بروايتك، صوّت لمن يحمي أرضك وبيتك وبحرك، صوّت لمن يدافع عن كرامتك وعزتك وكبريائك، صوّت لمن يناضل من أجل مستقبل الأبناء والبنات ويحارب كل ما يهدد أمنك وحياتك، صوّت لمن يوحد صفوفنا ويسمو بجسرنا. ارفع رأسك يا أخي فأنت جسراوي، وارفعي رأسك يا اختي فأنت جسراوية. شمّروا عن سواعدكم وهبوا لنصرة بلدنا فقد دقت ساعة العمل. أيها الناخب كُن شريكا فاعلاً ومركزيا في صنع التغيير الحقيقي مع البديل الحقيقي لقيادة البلد، آمن بالتغيير واعمل على تحقيقه، كن مع التحالف الأهلي الأقوى والأوسع، صوّت لروح الشباب الشامخ ونبض الشعب الصامد الكادح، صوّت لـ "إحنا التغيير" من أجل غد أفضل وبُكرا أحسن".
كيف ستتعامل مع سياسة تضييق الخناق؟
وأنهى كلامه قائلا:" سياسة الخنق والإقصاء والحصار تحتاج لخطة نضال وطنية مدروسة وممنهجة، مسنودة لجدول زمني وأهداف واضحة، ويرافق الخطة استراتيجية نضال تضمن كسر الحصار وصد سياسة تضييق الخناق. وضعنا خطة بالتعاون مع جهات حقوقية وتخطيطية ومؤسسات مجتمع مدني وأشركنا الموطنين، وسنطرحها ونقارع بها المؤسسات الحكومية والرسمية والمخططات المفروضة علينا، لأن مواجهة سياسة التضييق والعنصرية لا تقتصر فقط على المستوى التخطيطي والحقوقي، بل تحتاج للعمل الشعبي والإعلامي وكذلك الرسمي والقضائي إذا اقتضى الأمر، مع التعويل على المستوى الشعبي والمهني طبعا. المحاور الرئيسية للخطة تتمحور في توسيع مسطح القرية بمساحة 3 ألاف دونم، كسر الحصار بإزالة الحواجز الجغرافية من الجدار الفاصل بيننا وبين مدينة الأثرياء قيساريا، إزاحة شارع الشاطئ رقم 2، تحويل إدارة المحمية الطبيعية شمال القرية للمجلس المحلي، ضمان المكانة التاريخية للصيادين على الشاطئ ووضع صلاحية إدارة الشاطئ وتطويره بيد السلطة المحلية، منح المجلس والقرية حق تسويق الأراضي المسجلة اليوم بملكية "سلطة أراضي إسرائيل" والواقعة بنفوذ القرية، ربط القرية بشارع الشاطئ، شق مدخل جنوبي للقرية، بناء مراكز تشغيل ومراكز تجارية وثقافية ومبادرات سياحية، وتحسين الصورة النمطية الدونية عن القرية وتحويلها وتسويقها كماركة سياحية قروية عربية مميزة ووحيدة على الشاطئ. هذه الخطة بمحتواها تدعمها استراتيجية نضال وعمل، كفيلة بكسر الحصار ومواجهة سياسة تضييق الخناق. وأخيرًا أقول "جسر الزرقاء أخر بصمة فلسطينية صرف، باقية على ساحل وطننا منذ النكبة، فلا تتركوها وحيدة على الشاطئ تلاطم الأمواج العاتية، لنبذل ما بوسعنا كي تكون جوهرة الشاطئ".
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
كلنا مع سامي وبكرا اكيد بكون احسن كفانا استبداد وعنصريه وحصار بلدنا بدها سامي العلي لينقذها من الدمار ...