قال رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا إن الاحتلال الإسرائيلي يعمل ليل نهار على طمس معالم مدينة القدس وتشويه طابعها وتزوير تاريخها.
وأضاف أن القدس مستهدفة في مقدساتها وأوقافها وأبناء شعبها، ويُراد لنا كفلسطينيين أن نتحول إلى ضيوف في مدينتنا، في حين أن الفلسطينيين ليسوا ضيوفًا في القدس، بل هم أبناء هذه الأرض المقدسة وسدنة مقدساتها.
جاء ذلك خلال استقباله الاثنين وفدًا من رؤساء البلديات في فرنسا، والذين يزورون الأراضي الفلسطينية المحتلة في هذه الأيام، حيث وضعهم في صورة ما يحدث في مدينة القدس.
وأكد حنا أن القدس تتعرض لهجمة شرسة غير مسبوقة في ظل الانحياز الأمريكي والغربي لـ "إسرائيل"، وأن التعديات على المقدسات والأوقاف والمؤسسات الفلسطينية في المدينة إنما تتم بشكل ممنهج.
وأشار إلى أنه من المحظور أن يُعقد في القدس أي اجتماع أو مؤتمر أو لقاء يحمل الطابع الوطني، لافتًا إلى أن شرطة الاحتلال اقتحمت مؤخرًا احتفالًا بمناسبة اليوم الوطني لروسيا وتم اعتقال عدد من الأشخاص.
ولفت إلى أن الشخصيات الوطنية المقدسية مهددة بالملاحقة والاعتقال، ونحن ممنوعون من أن نجتمع معًا وأن نقيم أي نشاط أو ندوة أو مؤتمر في القدس، حيث اقتحمت السلطات الاحتلالية خلال الأشهر الأخيرة عدة مناسبات في القدس وأفشلتها بطرق غير إنسانية وغير حضارية.
وتابع "مهما استهدفونا واضطهدونا وتطاولوا علينا، ومهما حاولوا طمس معالم مدينة القدس وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها، فإنهم سيفشلون في ذلك حتمًا، لأن هنالك شعب فلسطيني موجود على الأرض ولا يحق لأحد أن يتجاهل وجودنا ويشطب حقوقنا ويلغي انتماءنا وتشبثنا وجذورنا العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة".
وأكد حنا أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة، حيث تسعى الإدارة الأمريكية الحالية وحلفائها لإبرام صفقة مشبوهة هدفها تصفية القضية الفلسطينية.
وقال "نحن على يقين بأن هذه الصفقة لن تمر، لأن هنالك شعبًا فلسطينيًا حيًا يعشق الحرية والكرامة، والتي ناضل وما زال يناضل في سبيلها ومن أجلها قدم التضحيات الجسام".
وأردف قائلًا "مخطئ من يظن أنه يمكن تجاهل وجود الشعب الفلسطيني ومخطئ من يظن أنه قادر على شطب فلسطين من على الخارطة، ومخطئ من يظن أيضًا أنه قادر على اقتلاع القدس من الوجدان العربي الفلسطيني المسيحي الإسلامي".
ووجه رسالة للوفد الزائر، قائلًا "نتمنى منكم أن تُدافعوا عن القدس، وأن تتعرفوا خلال زيارتكم على ما تتعرض له المدينة وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني بشكل عام".
وأضاف "هذا الظلم الذي يتعرض له شعبنا، وهذه الممارسات التعسفية يجب أن تتوقف إذ يحق لشعبنا أن يعيش بحرية وأمن وسلام في هذا الوطن وهذه الأرض المقدسة".
[email protected]
أضف تعليق