يخرج في هذه الفترة عشرات الالاف من الطلبة في مختلف مراحلهم التعليمية الى العطلة الصيفية بعد عام دراسي شيّق.

وتكثر في العطلة الصيفية، حوادث الغرق واصابات الاطفال لأسباب عديدة.

عدم الجهوزية 

مراسل "بكرا" اعدّ تقريرا حول هذا الموضوع فتحدّث مع ممرض وناشط في موضوع سلامة الاولاد ومستشار في موضوع التنمية الصحية المستدامة وبناء شراكات - نسيم عاصي الذي قال لـبكرا:"دولة إسرائيل غير جاهزة لمواجهة خطر إصابات الأطفال في فترة الصيف وأولياء الأمور لا يدركون وتنقصهم المعرفة بتواجد هذا الخطر الذي قد يؤدي إلى إصابات ووفيات الأولاد.في كل سنة نواجه ارتفاع بنسبة إصابات الأولاد في فترة الصيف. منذ انتهاء فترة الشتاء وحتى كتابة هذه الأسطر اصيب العديد من الاطفال بحوادث وتوفي عدة أطفال منهم من احترق ومنهم من وقع ومنهم من غرق ومنهم من دهس ومن وقع عن الدراجة ..الخ، بالإمكان الإشارة بان فترة الصيف هي احد اخطر الفترات على مدار السنة وهي فترة قاتلة لأولادنا. معطيات ؤزارة الصحة تشير بأنه في فترة صيف يرتفع عدد اصابات الاولاد مقارنة مع فترة الشتاء في السنوات 2016-2015 توفي ما يقارب 55 في فترة الصيف كل سنة حيث يشكلون اكثر من 30% من مجمل عدد قتلى الأطفال من الحوادث في نفس السنة وتوجه الى غرفة الطوارئ في فترة صيف 2016 ما يقارب 30000 طفل بسبب الإصابات. لهذا نرى بان دولة إسرائيل غير مهيأة لامان الأولاد في فترة الصيف".

تابع عاصي حديثه:" نسبة الاطفال العرب الذين يموتون جراء الاصابات في فترة الصيف اعلى من نسبة وفات الاطفال اليهود باكثر من ضعفين من هنا علينا كمجتمع وضع موضوع سلامة الاطفال على اجندة العمل وعلينا مطالبة الحكومة ببناء خطة عمل استثنائية للحد من إصابات الأطفال في فترة الصيف، ونطالب الأهل الكرام بالأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي قد تواجه الأطفال في فترة الصيف واخذ الحيطة والحذر.في الايام القريبة ستبدأ فترة السباحة. جميعنا ندرك بان هذه الفترة هي فترة للاستجمام والمرح تخفي في طياتها الكثير من المخاطر كالغرق من هنا علينا أن نعمل على تغيير أنماطنا العائلية".

سبل الحدّ من الإصابات

حول سبل الحدّ من هذه الاصابات، يقول:" نطالب الحكومة لتبني خطة قطرية لسلامة الأطفال من خلالها يتم بناء خطة شاملة لمنع إصابات الأطفال في الصيف وتشمل البنود التالية:على السلطات المحلية بناء مشاريع تثقيفية لرفع الوعي الجمهوري لمشكلة إصابات الأولاد في الصيف وخاصة الغرق، على الوزارات الحكومية بناء خطط إعلامية بوسائل الإعلام الحكومية وإعطاء زمن كافي للبث الهوائي من اجل إدراج موضوع سلامة الأطفال في الصيف في وسائل الاعلام، زيادة تواجد الشرطة في الطرقات لتطبيق قوانين السير، فحص عدد المنقذين في اماكن السباحة، في حالة تواجد اطفال في برك السباحة الاهتمام بتواجد منقذ وعدم الاكتفاء بعدد المرشدين ومخالفة اصحاب اماكن الاستجمام التي ليس لديها الترخيص المناسب".

وأردف:"اعداد البيوت لتواجد الاطفال بداخلهم في فترة الصيف لتقليل المخاطر مثل وضع حواجز واقية على الشرفات لمنع سقوط الاطفال، ابعاد الكراسي والكنبايات بعيدا عن حافة الشرفة وعن الشبابيك، مراقبة الاطفال مراقبة فعالة وعدم تركهم لوحدهم في ساحات البيوت، حين لا يتواجد الاهل في البيت الاهتمام بتعيين شخص بالغ لمراقبة الاطفال في البيت وعدم تركهم لوحدهم، في اماكن الاستجمام العامة كالمراكز التجارية ، الحدائق العامة والشواطئ علينا ان نتذكر بان سلامة الاطفال هي من مسؤولياتنا كبالغين، حين نذهب لنزهة الى الشاطئ يجب تحديد من هو الشخص البالغ والمسؤول عن مراقبة الاطفال في كل لحظة، في فترة الصيف علينا الاهتمام بشكل خاص بعدم ترك الاطفال ولو للحظة في مركبة مغلقة، حين الذهاب الى شواطئ السباحة، علينا التوجه الى شاطئ مرخص يتواجد به منقذ وغرفة اسعافات اولية، خلال عملية السباحة علينا كبالغين مراقبة الاطفال مراقبة فعالة (مسافة اليد هي السافة القصوى لبعد الطفل عنا) والانصياع لاوامر المنقذ، في حال تم استعمال برك السباحة المنزلية علينا مرافقة الاطفال دائما وعلينا نفريغ هذه البرك مباشرة بعد الاستعمال، الاهتمام بتعليم الاطفال فوق جيل 5 سنوات السباحة ولكن حتى لو تعلم الطفل السباخة علينا مراقبته خلال عملية السباحة، عدم التواجد تحت اشعة الشمس ما بين الساعة العاشرة حتى الساعة الرابعة واستعمال الدهون الواقية والطاقية وشرب السوائل والحذر من الافاعي والحشرات الضارة، علينا ارشاد اولادنا بعدم ادخال الايدي داحل حفر وعدم قلب الاحجار الكبيرة".

حالات غرق 

من ناحيته، قال مدرّب السباحة - منذر جبارين بحديثه مع بكرا:" سنوّيا في فصل الصيف نشهد الكثير من حالات الغرق ونسمع عن مآسي كثيرة بسبب هذه الحوادث.هذه الحوادث تعود الى اسباب كثيرة منها، عدم اتقان السباحة، السباحة في اماكن تحظر فيها السباحة وعدم الامتثال لتعليمات المنقذين".

وزاد:" الاسباب التي ذكّرتها اعلاه ادّت الى فتح الكثير من بيوت الاعزاء، فقد فقدت ام الفحم قبل بضعة اعوام شاب من خيرة شبابها اثر تعرّضه للغرق. يجب ان يعي شبّاننا ان الامتثال لتعليمات المنقذين لا ينتقص منهم اي شيء بل هو لسلامتهم وامنهم".

ووجّه جبارين رسالة عبر "بكرا" قال فيها:" من هنا اوجّه رسالة لكافة الشباب في مختلف اماكن تواجدهم، امتثلوا لتعليمات المنقذين ولا تسبحوا في اماكن غير معدّة لذلك فحياتكم اغلى من اي شيء وتجنّبوا القفز الذي سيؤدي الى اصابات اثر التزحلق ومن ثم الاغماء".

وأختتم كلامه قائلا:"ادعو الاهل ايضاً لمراقبة اولادهم في هذه العطلة وعدم تركهم خلال تواجدهم على مقربة من منتجعات سياحية او حتّى بحيرات وبرك سباحة واتمنّى ان لا نسمع في هذا الصيف عن ايّ حادث غرق مميت".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]