يتزامن عيد الفطر لهذا العام مع ما يسمى صفقة القرن والتي من المزمع الكشف عنها بشكل فعلي خلال الأيام القادمة، علما انه وبحسب محللين سياسيين وقياديين قد بدأ بالفعل تطبيق الصفقة منذ ان أعلن ترامب القدس عاصمة لإسرائيل الذي تجانس مع سياسات أخرى مثل العقوبات التي تفرضها السلطة على قطاع غزة عدا عن السياسات الإسرائيلية والحصار الذي يشهده القطاع منذ أكثر من عشرة سنوات والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الفلسطينيون في الضفة والقطاع والقدس أيضا هذا العيد. وعلى الرغم من فتح معبر رفح كافة أيام العيد ومحاولة التخفيف على شعب غزة فان الحصار يبقى سيد الموقف في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.
سياسة تجويع لتركيع غزة وتمرير صفقة القرن!!
رأفت عليان قيادي في حركة فتح قال ل "بكرا": هذا العيد يختلف عن الأعياد السابقة فبالإضافة الى الحصار الذي تمارسه إسرائيل على قطاع غزة في هذا العام هناك أيضا إجراءات عقابية تمارسها السلطة ضد أهلنا وشعبنا في قطاع غزة وهذا انعكس سلبا على الحياة بشكل عام والقى بظلاله على استقبال اهلنا وشعبنا لشهر رمضان وعيد الفطر، إضافة الى ذلك وبما يتعلق بغزة بالتحديد فقد ارتكبت إسرائيل مجزرة في الأسبوع الأول من شهر رمضان ضد أهلنا في قطاع غزة خلال مسيرات العودة كلما يعطي انطباع بان الاقتصاد الفلسطيني في غزة يتعرض لتصفية حقيقية يشارك فيها جميع الأطراف وفي مقدمتهم فضلا عن الاحتلال حركة حماس التي تختطف قطاع غزة وتجعل ما يقارب مليوني فلسطيني رهينة للمواقف السياسية التي تريدها حماس.
وتابع عليان: الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يعيش على مساعدات يومية دون اقتصاد، كل الوعودات التي وُعدت بها غزة من اعمار على مستوى قمم عربية او إسلامية انتهت على ارض الواقع بالانقسام الذي تقوده حماس لأنه لا يمكن ان يكون هناك عملية اعمار الا من خلال حكومة فلسطينية شرعية تعترف بها دول العالم وهذا ما ترفضه حماس على ارض الواقع وتضع العقبات امامه. ما يؤثر سلبا على المواطن الفلسطيني واقتصاده وإمكانية عيشه بكرامة.
ونوه قائلا: الأخطر بما يتعلق بغزة بانه يبدو ان هناك سياسة التجويع بهدف تركيع غزة وتمرير ما يسمى صفقة القرن والتي تتحدث عن دولة في قطاع غزة وكنتونات في الضفة الغربية وارادوا من هذا التجويع الضغط الاقتصادي ان يركعوا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كي يقبل باي حل تفرضه الولايات المتحدة وإسرائيل.
ارض أكثر بعرب اقل!!
وأضاف عليان ل "بكرا": اما بالنسبة للقدس فان السياسة الإسرائيلية منذ سنوات طويلة تعمل على ضرب القطاع التجاري الفلسطيني في المدينة المقدسة من خلال إجراءات كثيرة مورست ضد تجار القدس لها علاقة بفرض الضرائب الباهظة والا رنونا ومخالفات جديدة لم يتعود عليها المواطن الفلسطيني في القدس، والهدف الاستراتيجي هو اغلاق المحلات التجارية الفلسطينية وتهجير مالكيها الى خارج المدينة المقدس ضمن سياسة التطهير العرقي التي تريد من خلاله إسرائيل ان تفرض سيطرتها الكاملة على القدس. وبعد اعلان ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة، صعدت إسرائيل من سياسة فرض العقوبات والحصار وهدم المنازل واغلاق الطرق في الاحياء العربية في المدينة المقدسة للوصول الى المخطط الإسرائيلي المعروف وهو 20/20 والذي يحمل عنوانا واضحا بالنسبة للقدس "ارض أكثر بعرب اقل".
وأضاف: هذه السياسة الإسرائيلية بالتأكيد اثرت على اقتصاد المواطن المقدسي واغرقته بالديون في ظل غياب استراتيجية وطنية لدى القيادة الفلسطينية في الية تعزيز صمود المقدسيين، وفي ظل أيضا الوعودات العربية والإسلامية في قمم كثيرة بان يكون هناك صندوق دعم القدس وتعزيز صمود المقدسيين ترك المقدسي وحده في معركة الصمود والتحدي امام تهويد المدينة المقدسة.
80% من الاسر الفلسطينية في قطاع غزة فقراء
الصحفي والكاتب محمد أبو مهادي قال ل "بكرا": لا يوجد عيد بالمعني الحقيقي لكلمة عيد، فالشعب الفلسطيني يعيش حالة غير مسبوقة من التطورات المتسارعة سياسياً واقتصادياً، تطورات اثرت على مجمل الحياة اليومية للفلسطينيين بشكل سلبي جعلت من العيد مجرد طقوس عادية خالية من البهجة والفرح.
وأضاف: في قطاع غزة الاوضاع اكثر قساوة نتيجة العقوبات الاقتصادية التي يفرضها رئيس السلطة محمود عباس منذ اكثر من عام وحصار اسرائيلي امتد نحو 12 سنة، لتضيف أعباء جديدة على الفلسطينيين حوّلت حياتهم إلى مأساة بالمعنى الحقيقي للكلمة، البطالة في ازدياد مضطرد والفقر يصاحبها والامراض الاجتماعية المختلفة، وقد اشارات تقارير مختلفة الى نسب قياسية تصل الى 60% متعطلين عن العمل وقرابة 80% من الاسر الفلسطينية في قطاع غزة فقراء، هذه التقارير تفيد ان الوضع في غزة مرشح للمزيد من التدهور وقد اثر بشكل كبير على حركة التجارة الداخلية وحرم الناس من فرص الشراء والتحضير للعيد والاستمتاع بهذه المناسبة.
ونوه: ليس الاقتصاد وحده الذي يؤثر على اوضاع الفلسطينيين بل واكب هذا الامر تصعيد اسرائيلي على الحدود مع غزة حيث فقدت العائلات الفلسطينية العشرات من ابنائها نتيجة الجرائم الاسرائيلية التي ارتكبت خلال مسيرات العودة، واصابة الآلاف من الشباب الذين فقد المئات منهم اطرافهم وتحولوا إلى معاقين حيث تعمد جيش الاحتلال الاسرائيلي احداث الاعاقات المختلفة رغم سليمة المسيرات وعدم خطورتها.
[email protected]
أضف تعليق