مع حلول شهر رمضان المبارك يتخبّط الكثير من المواطنين في هذا الشهر ولا يجيدون ادارة ميزانيّتهم الماليّة كما يجب، ويسرفوا الأموال على المقتنيات دون تفكير.
وفي هذا السياق، حاور مراسل "بكرا" الاقتصادي د.انس سليمان شريم الذي قال بحديثه مع بكرا:" رمضان فرصة حقيقة لترشيد الاستهلاك ولإعادة ترتيب أولويات الإنفاق، لكن الواقع يشهد خلاف ذلك، إذ تشاهد الأسر العربية مع مقدم الشهر الكريم يحشدون له كل الإمكانيات المادية، مخالفين بذلك الحكمة منه، إذ يقومون بشراء السلع وخصوصاً تلك التي يسمونها بالسلع الرمضانية، ناهيك ما يتبعه من مناسبات دينية كعيد الفطر المبارك، والقرب من العطل المدرسية وغيرها .. مما يدخل الأسرة في حالة من عدم التوازن، الأمر الذي يحتم على الأسر ذات الدخل المحدود للاقتراض تلبية لهذه المتطلبات.فالكل يحرص على شراء مستلزمات رمضان الأمر الذي جعل منه شهرًا استهلاكيا في كل شيء، فعندما يأتي شهر رمضان نرى أغلبية الأسر العربية ترصد ميزانية أكبر من ميزانية الأشهر العادية، وتبدأ مضاعفة الاستهلاك، ويكون النهار صوماً وكسلاً والليل طعاماً واستهلاكاً.
منطق رياضي
أكمل الاقتصادي حديثه قائلا:" ان المنطق الرياضي يشير إلى أن نسبة الاستهلاك في شهر رمضان ينبغي أن تنخفض إلى الثلث، باعتبار تخفيض عدد الوجبات من ثلاث وجبات في الأيام العادية إلى وجبتين في شهر رمضان، لكن المراقبين الاقتصاديين يتوقعون أن نسبة الزيادة في المبيعات في شهر رمضان تصل من 25% إلى 30%.، فلذا أصبحت هناك علاقة طردية في حياتنا المعاصرة بين شهر الصوم والاستهلاك الشره في المواد الغذائية والشرائية، علاوة على أن الاستهلاك المفرط لدى الأسر في رمضان يهدد حياتها الاقتصادية لأن (45%) من الوجبات التي يتم إعدادها تذهب إلى براميل القمامة.
فالاستهلاك المفرط الشره يناقض معاني الصوم، والذي من أجله شُرّع، فمن معانيه الإمساك عن شهوة البطن، وبالمعنى الاقتصادي: تخفيض الإنفاق أي ترشيده واحصائيات حديثة تشير الى أن استهلاكنا السلعي في المجتمع العربي في الراخل معدله السنوي ما يقارب 3000 شيكل ، بينما يزيد الى الضعف تقريبا في رمضان حوالي 5500 شيكل ، مما ينذر بإدخال العائلات العربية الى الاستقراض من البنوك ، مما يجعل هذه العائلات في دامة الديون ، وازمة الديون".
عن سبل تقليص المصروفات برمضان، يقول:" معرفة دافع الشراء قبل الإقدام على الشراء، فإن كان دافع الشراء هو الحاجة فبها ونعمت، أما إذا كان دافع الشراء مجرد الرغبة ولقضاء الوقت والتوسع الزائد في الكماليات فالحذر كل الحذر.
- تحضير قائمة مسجلة بالمشتريات واللوازم تعد مسبقا قبل الذهاب للشراء ويلتزم بها، لا تخضع لمغريات الحملات والتخفيضات فتشتري ما لا حاجة له.لا تذهب للشراء وأنت جائع! ذلك يؤدي إلى شراء ما لا حاجة له. ولتكن مشترياتنا بعد الإفطار .تحديد ميزانية ومبلغ محدد مسبقا لمصروفات شهر رمضان والعيد، والالتزام بها ومراجعة المصروفات أولا بأول واحرص على أن لا تكون هذه الميزانية مبالغ بها، وألا تكون سببا في عجز أو اضطرار إلى الاستقراض أو الاستدانة واحرص على تقدير معقول للكميات، وانتبه ألا تتوسع في الكماليات حتى لو رخص سعرها عن المعتاد، إنما أن يكون معيارك في الشراء هو الحاجة إلى المنتج وليس مجرد الرغبة ويجب حفظ الطعام الفائض في الثلاجة واستعماله في اليوم التالي، احذر من إلقاء الطعام".
[email protected]
أضف تعليق