تحصد آفة العنف سنوّيا عشرات الضحايا في المجتمع العربي باسرائيل واخر هذه الجرائم كانت جريمة قتل الشابة زبيدة منصور البالغة من العمر 19 عاماً من الطيرة.
وقتل 17 شخصاً منذ مطلع العام 2018 في قرى ومدن الداخل.
ويتذمر المجتمع العربي من انتشار هذه الآفة بشكل فاق امكانية السيطرة عليه، وتتذمر النساء بشكل مضاعف كون جرائم قتل النساء كلها تستغل ضعفهن .
فشلنا كأهل وكمجتمع بكلّ مركباته
من ناحيتها، قالت مديرة حقوق النساء بمجلس نعمات - سمر سمارة من الطيرة بحديثها مع بكرا:"نحن فشلنا كأهل وكمجتمع بكلّ مركباته، لا اريد الحديث فقط عن تقاعس الشرطة كما المرّات السابقة، اريد ان اتحدّث عن تقاعسنا كأهل اتجاه تربية وحماية اولادنا عن تهكمنا على بعضنا البعض وتحريضنا على بعض ناهيك عن الاسماء المستعارة اللتي تحرّض وتمسّ فينا من خلال صفحات الفيسبوك وكميّة الاعجابات اللتي يحصلون عليها، اريد ان اعقّب عن سهولك تداول قطع السلاح بين اطفالنا اللتي تتراوح اعمارهم بين 9 سنوات الى 12 ويتحدّثون بلغة التهديد وتباهيهم بالسلاح وللأسف ان مجتمعنا يحكم على الفتاة من خلال صورة او منشور فيسبوكي ويقيّم فتاة من خلال كمية القماش اللتي تغطّي جسدها واتأسف بان مجتمعنا يقرّ الموت لفتاة فقط لانها اختارت نهج حياة مختلف عنهم ومريح لها والحلّ لهذه الافة يكمن في عدم تدخّلنا ببعضنا البعض والخوض بالامور الشخصية وعندها لعلّ وعسى من الممكن ان يتغيّر شيء".
وأختتمت كلامها قائلة:" لا توجد عصا سحريّة والامور لن تتغيّر بيوم وليلة ونحن نراقب من وراء شاشات التواصل الاجتماعي.. تعبنا كثيرا والألم يخنقنا".
سرطان انهك الجسد واضعفه
وفي حديث لها، قالت المربّية رشا اغبارية بحديثها مع بكرا:" ظاهرة العنف المستشري المخيف الذي يحيط مجتمعنا كاخطبوط كسرطان انهك الجسد واضعفه وككل مرة قضية سرية وممنوع النشر تضل القصة في متاهات حكايات البشر الفارغة والبعيدة كل البعد عن الرواية الحقيقة، شهد مجتمعنا قتل الشباب والرجال ورجال الدين والاطفال والنساء ...ولم تسلم قبل يومين بنت في عمر الورد يتمية الابوين مما يثير الذعر لدينا باي مجتمع نحن واي افراد قست قلوبهم ...واي قيادة تخلت عنا وأي امن فر هاربا وبقينا متخبطين بهذا الوضع".
وأنهت كلامها قائلة:" اسلامنا وديننا الحنيف وكل الديانات قامت بتحريم قتل النفس ومن يسلب روح هي امانة للرحمن سيكون حسابه عسير افلا ندرك ولا نتقي الله فما ذنب هذه الوردة اليتيمة التي قست عليها الحياة وفقدت والديها وقال الله تعالى في كتابه العزيز " اما اليتيم فلا تقهر " صدق الله العظيم.قصة حزينة مجردة من الانسانية تضاف الى سجل تاريخنا ونقف حائرين امام هذه الحادثة .كما هي الاحداث السابقة نتحدث عن وجع كبيرعن وجع انسانة عانت واكملت مسيرتها بكل ارادة وطموح وفي لحظة واحدة قتلت احلامها وحياتها بلا مبرر نتمى ان تكون هي الجريمة الاخيرة بحق نسائنا وبناتنا وبكل الجرائم التي بتنا نشهدهاواوجه رسالة الى مجتمعنا نحن امام منحدر خطير اتقوا الله واجعلوا بيوتا ممالك تربية لاولادنا راقبوهم وادعموهم واشغلوهم بكل ما هو ايجابي فكلكم رعية وكلكم مسؤول عن رعيته".
انتهى وقت التباكي على حالنا بكفي
وفي تطرّق لما حصل، تقول المربّية الين اشقر بحديثها مع بكرا:"انتهى وقت التباكي على حالنا بكفي. علينا حماية البلد واهلها من خفافيش الليل وغربان النهار .اوجدواا حلول .. إكتفينا لا نريد خطابات ولا شجب ولا استنكار، اين المشكلة بتواجد دوريّات حراسة مزوّدة بكاميرات مراقبة بمداخل الاحياء والبلدان وان تكون هذه الحراسة تابعة للبلدية بمعنى موظّفين يحصلون على حقوقهم ويعطوا البلد حقّها بالامن والامان وان تكون حراسة ليليّة وبعد كل هذه الاحداث المؤلمة يجب التنفيذ وبمصداقية.ويجب ان تشكل لجنة من وجهاء البلد ومثقفيها وشيوخها لمتابعة الموضوع حتى تنفيذه وبأسرع وقت".
ذكورية العربي سبب موتنا
من جانبها، قالت الناشطة عبير سعادة بحديثها مع بكرا:" الى متى هذا العنف!!!ان القتل بحد ذاته إجرام بحق البشرية أجمع تضغط الزناد وتقتل روح بريئه خلقها الله ،، لا علاقة لها من بعيد ولا من قريب ، يجب الأخد بعين الاعتبار ارواح الفتيات التي تقتل بلا اسباب وجهيه !وايجاد طرق للتوعية ومحاربة هذه الظاهرة هي واجب علينا فردا فردا، لأن الجريمة ليست من قيمنا ولا من تعاليم دياناتنا، لأن في الجريمة انزلاق للمجتمع وتمرد على العادات والتقاليد وكسر كل قواعد المحبة وتلطيخ الايدي بالدم . فبارتكاب الجريمة النكراء وحمل المسدس ! فأنا نلبس ثوب الرذيلة والعار.للأسف فإن الشرف في مجتمعنا مقرون بجسد المرأة، فالشرف لدى البعض معناه المرأة وتصرفاتها وسلوكها؟!!وماذا عن الرجل؟ أليس من واجبه الحفاظ على شرف عائلته بتصرفاته وسلوكه وجسده؟الشرف هو الثقة، ويستدل به على الأمانة المادية والمعنوية لذا:يخسر الألماني شرفه اذا غاب الاتقان عن عمله ويخسر الياباني شرفه اذا تهرب من عمله ويخسر البريطاني شرفه اذا عامل الناس بعنصرية وفي اغلب دول العالم المتحضر يخسر الانسان شرفه اذا اختلس او خان الأمانة او عرقل القضاء او شهد زور او سرق او اغتصب او قتل.
بإمكان العربي ان يقتل ويدفع دية او فصل، من دون اي احساس انه فقد شرفه".
جرائم القتل لا ترحم أحدا
اما الشابة ولاء محمد البالغة من العمر 19 عاماً فقد قالت بحديثها مع بكرا:" أمسى ثمن ارواحنا أبخس من ثمن السلاح، وأبخس ايضاً من ثمن رصاصُه. في الماضي، حينما كانت تحدث جريمة قتل، كنّا جميعاً نتعجّب ونُرهب كونها حادثة "فريدة" تحدُث بوتيرة متباعدة. بينما في أيامنا هذه، أصبح أسهل ما يكون هو قرعُ باب وإطلاق رصاصة، أصبحت الرصاصات تصيب جميع الشرائح، كباراً وصغاراً، شيوخاً وشباباً، شبان وفتيات! حتى في حُرمة بيتك تُقتل!".
وخلُص تعقيبها بالقول الى انّ:" هذه حادثة من بين سلسلة جرائم متتالية بوتيرة قصيرة تحدث في وسطنا العربي، جرائم بدون ايجاد مجرمين. أناشد الشرطة في البت في الموضوع وتكوين رادع وحد للجرائم وتسليم المجرمين للعدالة وجمع الاسلحة الغير شرعية لإعادة الأمان الذّي افتقدناه طويلاً إلى شوارعنا".
[email protected]
أضف تعليق