تدور في أم الفحم بالآونة الأخيرة، نقاشات وجدالات والجدل اثر الكشف عن نقل ملكية الارض التي بنيت عليها المدرسة الاهلية لجمعية التوعية على الرغم من ان الاتفاقية اللتي ابرمت بين الجمعية والبلدية قبل 18 عاماً نصّت على اعارة الارض للاستعمال بهدف خدمة الجمهور لمدة 49 عام.
وأعرب البعض عن استهجانهم من هذا العمل بذريعة ان هذه الارض لكلّ ام الفحم والاراضي العامة في ام الفحم ملك للجميع وليس للجمعيّات.
وانفرد مراسل "بكرا" بالحصول على مستندات توثّق اعطاء الاراضي لجمعية التوعية دون مقابل.
خطير جدًا
وفي تعقيب له، قال عضو بلدية ام الفحم عن المعارضة - وجدي حسن جميل جبارين بحديثه مع بكرا:" حقيقة ان هذا الامر الخطير وصلني قبل مدة وجيزة عن طريق احد المحامين الفحماويين الذين يتابعون هذا الموضوع، وهو امر ان صح، خطير جدا، فاراضي ام الفحم لكل اهلها، ولا يجوز نقلها بيعا وشراء لايا كان، فردا او جمعية، والادهى ان عملية البيع هذه كما وردت في الوثائق الرسمية، مع جمعية التوعية، تمت بلا مقابل...عدة دونمات بقيمة عشرات ملايين الشواقل تم بيعها، وليس تأجيرها، بلا اي مبلغ مالي".
وأنهى كلامه قائلا:" ان هذه المسألة خطيرة جدا، سيما وان عملية البيع -ان صحت-تمت خلال حكم هذه الادارة الحالية. وسنتوجه لهذه الادارة للاستجواب واخذ ردها على هذا الموضوع، وبنفس الوقت سنتابع التوجه القضائي الذي بادر اليه المحامي الفحماوي، وسنعمل بكل طاقتنا على اعادة هذه الاراضي وغيرها لملكية كل اهالي ام الفحم".
شفافية
وفي تطرّقه للموضوع، قال مرشّح جمعية الغد المشرق لرئاسة ام الفحم - تيسير سلمان، بحديثه مع بكرا:" انا مع الشفافية والوضوح في كل الامور ومن حق الجمهور ان يعرف كل شيء . إن كانت هذه الخطوة والاتفاقية قانونية فهي قانونية ،وإن كانت غير ذلك فيحب على المسؤولين ان يعطوا الأجوبة".
وفي تعقيب له، قال مدير المدرسة الاهليّة والمرشّح لرئاسة بلدية ام الفحم - د.سمير صبحي بحديثه مع بكرا:" المدرسة الاهلية لم تقدم خدمة كبيرة للوسط العربي ولام الفحم؟؟؟ انا على يقين ان اخوتي في جمعية التوعية سيكون لهم رد وافي وشافي علما انّ الكل يعلم ان عملهم لوجه الله".
وأنهى كلامه قائلا:" نحن نقدّس التمثيل ونحتقر العمل باخلاص!!!!الله المستعان".
رد الجمعية
من ناحيته، قال محامي جمعيّة التوعية - محمد وليد معلواني بحديثه مع بكرا:" كما تعلم ان وفق القانون ووفق مرسوم وزارة الداخلية هناك ما يسمى (נוהל הקצאות) الذي يتيح للبلدية التعاقد مع جمعية مثل جمعية التوعية لاقامة وادارة مؤسسة تربوية تعليمية، مقابل رسوم رمزية. وبناء عليه، فقد تم توقيع اتفاق ما بين بلدية ام الفحم وجمعية التوعية، يقضي بمنح الجمعية الحق في إدارة وتفعيل المدرسة الاهلية على قطعة الارض التي تم إقامة المشروع عليها. مثل هذه الاتفاقية تلزم الطرفين الحصول على موافقة وزير الداخلية لهذا الاتفاق، بعد استكمال كافة الاجراءات القانونية وبعد الحصول على موافقة المجلس البلدي في البلدية وكل هذا الخطوات تم تنفيذها ، خطوة بخطوة، ولم يكن أصلا بالامكان الحصول على إذن وزير الداخلية لهذه الاتفاقية لو كانت تشوبها أي شائبة أو أي خلل إجرائي أو من أي نوع كان".
أكمل معلواني حديثه قائلا:" الاتفاقية تنص على استعارة وليس ملكية لذلك في نهاية المدة الزمنية الجمعية تعيد الارض والبناية حتى الى البلدية. جمعية التوعية في نهاية المطاف كان عندها وما زال مشروعا تربويا تعليما من الدرجة الاولى تحقق في اقامة المدرسة الاهلية الثانوية وما زال يتحقق ان شاء الله باقامة المدرسة الاعدادية وحتى الابتدائية ، نعم حلم الجمعية بناء صرح تعليمي يليق بمدينة ام الفحم وسنستمر على العمل من اجل تحقيق هذا الحلم اللذي سيعود في النهاية لاهالي ام الفحم قاطبة".
اكدّ محامي جمعية التوعية على انّ: " لسنا من اللذين يناكفون الادعاءات بادعاءات اخرى، الاوراق مفتوحة للجميع وهٓمُنا الوحيد النهوض بمجتمعنا بما يليق به وبما نستطيع ان نعمل كل في موقعه. الباب مفتوح للجميع ان يبادر ويقيم الجمعيات ويتقدم بمشاريع تعيد الفائدة على بلدتنا ام الفحم ونحن سنكون اول الداعمين".
وحول سؤال مراسلنا " لماذا تم التسجيل بالطابو على انها ملكية وليس استئجار"، ردّ قائلا:" الملكية بمعني الاستعارة لمدة زمنية محددة جدا حتى تعود للبلدية في انهاء المدة الزمنية . لذا التسجيل في الطابو وفق الاتفاق الذي نص في بنوده على ان الحديث يدور عن استعارة".
وفي حديثه معنا، قال المحامي محمد حسن جميل جبارين بحديثه مع بكرا:" لقد وضحنا منذ نشر الموضوع أننا مع المحافظة على حقوق جمعية التوعية وفق الاتفاقية الموقعة مع البلدية منذ العام ٢٠٠٠ ولكننا قلنا وما زلنا نقول ان تسجيل ملكية الارض باسم الجمعية يعد تطاولا على الحق العام ضف الى انه يتنافى مع بنود الاتفاقية المذكورة. ما قاله الاخ محمد معلواني زميلي لا يمت للحقائق بصلة لأن سند التمليك والذي تم بموجبه تسجيل الارض لملكية جمعية التوعية يتحدث وبشكل واضح عن تمليك وليس اعارة ،،، ولو صحت اقواله فلماذا لم يتم التسجيل بواسطة سند استعارة ؟ كنت اتوخى من الاخ محمد والذي اثق في نزاهته واستقامته ان يقول ،، لقد سقط سهوا او لقد اخطأنا في التسجيل واننا نعد اهلنا ان نجري تعديل التسجيل في دائرة تسجيل الاراضي - الطابو-".
أشار المحامي محمد الى ان:" يقول الاخ محمد معلواني ان تخصيص قطعة الارض هذه جاءت وفق مرسوم تخصيص الاراضي العامة ( נוהל הקצאת קרקעות) وهذا ايضا غير صحيح بتاتا، لأن المرسوم المذكور صدر في عام ٢٠٠١ بينما كانت الاتفاقية في العام ٢٠٠٠. ثم لو افترضنا جدلا ان تخصيص هذه القطعة كان وفق المرسوم ، ( وهو بالطبع ليس كذلك) اذا لماذا تم الاتفاق على ٤٩ سنة اعارة وليس ٢٥ كما ينص المرسوم ؟ ثم ان المرسوم يمنع تسجيل الارض المخصصة في الطابو على اسم الجمعية وتبقى ملكيتها فقط للبلدية".
وأنهى المحامي محمد حسن جبارين اقواله :"لم يكن الموضوع يتعلق ابدا بجمعية التوعية او بالمدرسة الاهلية التي نعتز ونفتخر بطلابها وطالبتها المتميزين ، بل بسياسة تمليك الاراضي اللتي انتهجتها ادارات البلدية في العقود الثلاث الاخيرة".
[email protected]
أضف تعليق