يخيّم الحزن والاسى على ام الفحم عقب جريمة القتل الازدواجية اللتي حصلت امس الثلاثاء.
وتشهد صفحات التواصل الاجتماعي الفحماوية نقاشا حادا حول هذه الجريمة وتداعياتها وخلفيّتها.
واعدّ مراسل "بكرا" تقريرا مع أناس الذين يدعون الى عدم اصلاح العنف بالعنف.
منزلق اخلاقي
وفي حديث لـمؤسس مبادرة "تمكين" - ايهاب جبارين، قال بحديثه مع بكرا:" لا يخفو على أحد المنزلق الأخلاقي الذي آل اليه مجتمعنا، والتصعيدات التي نشهدها في الأونة الأخيرة من إستفحال العنف، وحال من يقتصر القضية على أم الفحم لوحدها فالقضية قضية مجتمع وما أم الفحم إلا مرآة لمجتمعنا، النيران العشوائية هي أمر مسلّم به في كل القرى والبلدان العربية".
تابع جبارين حديثه قائلا:" بتنا بين المطرقة والسندان، فمن جهة نتطلع من الشرطة الأسرائيلية والمؤسسات أن تساعد من الحد لهذه الظاهرة على أرض الواقع وليس مجرد تحليلات وأرقام، فغالبا الحكومة تمارس صلاحياتها لدى مجتمعنا في كلشيء الا بما يتعلق بالأمن، تحديدا لطالما القضية بين عربي وعربي، حيث لا رادع قانوني للحد من هذه الظواهر".
اكدّ جبارين على انّ:" ومن جهة أخرى نحن في أزمة قيادية في ظل إنعدام الخطاب السياسي وتمكين الفرد والتعددية في المجتمع، فعلى الصعيد المحلي، انتماؤك العائلي هو ما يحدد لك الكثير من المزايا، ومن ضمنها هل أنت في " دار حرب" أم " دار سلام".وعلى الصعيد القطري إنحصار قضايانا في كل ما يخص الأرض والمسكن فقط، وانعدام وجود اطر ثقافية لتعزيز مكانة الفرد وتمكينه من تحديد حيز خاص به تحدد هويته الخاصة لتكن جزءا من هوية متعددة لمجتمع حضاري".
وأنهى كلامه قائلا:" نحن في تمكين أخذنا على عاتقنا ومسؤوليتنا إيجاد هذا الحيز وهذا البديل للخطاب العائلي، ليس فقط هذا العام، وليس فقط في إطار موسمي حسب الحاجة كما أعتدنا حتى اللحظة.كلي أمل أن يحل الأمن والأمان وأن نعود الى رشدنا وصوابنا قبل فوات الأوان".
المسؤولية
وفي تطرّقه لجريمة ام الفحم المزدوجة، قال المحامي رضا جابر معقّبا بحديثه مع بكرا:" تحديد الجواب للسؤال: على من تقع المسؤولية المباشرة لما حدث ويحدث في ام الفحم هو الطريق لتحديد ما يجب ان نقوم به.والمسؤولية المباشرة هي لمن يملك سلطة فرض النظام والقانون، التحقيق والقبض على الجاني. من يملك سلطة استعمال قوة/ عنف القانون في مجتمع مدني، ومن يملك هذه السلطة مستفردا فيها هي الشرطة والشرطة وحدها! دور المجتمع، دور المدرسة، دور رجال الدين، دورنا جميعا هو مهم ولكنه لا يمكن ان يخترق حلقة عنف الاجرام الا باستعمال ادوات الدولة ومؤسساتها. لذلك بدون اغفال دورنا كمجتمع، ونحن لا نعمل اي شئ جدي فيها والتقصير واضح، يجب ان نركز الجهد والضغط وبصورة جريئة على فشل الشرطة بعملها. ليس هروبا من المسؤولية بل تحديدها وتسليط الجهد اتجاهها. الجريمة هي نتاج عوامل شتى يجب معالجتها وأهم مغذ لها غياب الردع والمحاسبة وهذا مسؤولية الشرطة مباشرة. وعلاقتنا مع الشرطة او الاصح علاقة الشرطة معنا مركبة وشائكة ونتيجة عملها تؤكد بان آخر اهتماماتها لجم الجريمة".
خلُص تعقيب المحامي جابر بالقول الى ان:" هنا المسؤولية وهنا أول الحل. الفكرة: الجريمة مسؤولية الدولة ممؤسساتها، الحاضنة الاجتماعية هي مسؤولية مجتمعنا. نحدد المسؤول ونعمل امرين : نقدم للشرطة تصورا واضحا عن ما يريده المجتمع العربي ونضغط عليها جماهيريا وسياسيا ان تقوم بواجبها بالمقابل ننظم مجتمعنا الى حارات واحياء تقوم بواجب حل مشاكل الناس وتعزيز الانتماء للمجتمع ببرنامج وطني ثقافي يجمع الجميع".
ضبط النفس
من ناحيته، قال رئيس اللجنة الشعبية في ام الفحم - المهندس زكي اغبارية عمّا حصل بحديثه معنا:" أولا رحم الله الضحيتين والشفاء العاجل للمصابين. لا يسعنا في هذا المقام إلا أن أتوجه لاهلنا بضبط النفس والتحلي بالصبر وافساح المجال لأهل الخير حتى تسير الأمور إلى بر الأمان والتهدءة. في هذه الظروف المطلوب من أهالي أم الفحم أن يتوحدوا بكل أطيافهم واطرهم الشعبية والبلدية على إيجاد حلول عملية للخروج مما نحن فيه من فقدان للأمن والأمان .هناك تحركات كثيرة ومباركة تحتاج للتجميع من أجل استثمارها على الوجه المطلوب".
اصلاح النفس والتحلي بالخُلق واجب علينا
وفي حديث مع الناشط الشبابي علاء حسين محاميد قال بحديثه مع بكرا:"نحن ضد العنف وضد جرائم القتل كافةً نقف كمجتمع حضاري وواعي ضد الجريمة وجانب الضحية ونتضامن معها بكل ثقة وعزيمة ،مع ذلك ندعو الى اصلاح ذات البيّن والالتزام بقيمنا وشيمنا الفحماوية في عدم اصلاح العنف بالعنف ادعو الجميع الى الانضباط والتحلي بالاخلاق التي ميّزتنا عبر العصور، اصلاح النفس والتحلي بالخُلق واجب علينا لنواصل مسيرتنا في التقدّم والتحضّر!".
وأختتم كلامه قائلا:" اصابع الاتهام متجهه ضد الشرطة التي لا تقوم بعملها،وهنا السؤال؟ هل ما زلنا نؤمن بالشرطة التي لا تعالج العنف والقتل!".
حالة ام الفحم
وقال الناشط الشبابي علاء اغبارية بحديثه مع بكرا:"ام الفحم وصلت لحالة لا تحسد عليها من عنف وقتل وفوضى ، وكأن قانون الغاب يسري عليها، مع هذا كلّه يجب علينا رأب الصدع وضبط النفس، فلا يمكننا ان نزيد الجراح الاما ، وأن نواجه العنف بالعنف والقتل والقتل، وإلّا رجعنا لأيام الجاهليّة والثأر ، وعليه يجب ان نجد سبلا اخرى كي ننهي سفك الدماء .يجب تعاون البلديّة وضغطها على الشرطة كي تقوم بواجبها، وهذا للأسف ما لا تفعله.أهلي في أم الفحم اوصكم من هنا بضبط النفس والتروي وعدم أخذ البلد لهاوية أكبر وجحيم لا يطاق ".
[email protected]
أضف تعليق