تعمّ مدينة ام الفحم وصفحات التواصل الاجتماعي الفحماوية حالة من السخط والغضب العارم ازاء جريمة القتل التي وقعت امس وحصدت روح شفيق ابو مقلد وابن اخيه فرسان ابو مقلد.
ويطالب اهالي ام الفحم، الشرطة بالوقوف عند اسباب كل الجرائم التي وقعت واعتقال الجناة. وتشهد المدينة، اليوم اضرابا عاما وشاملا في شتّى المؤسسات بدعوة من البلدية واللجنة الشعبية.
لا امن ولا امان
رصد مراسل "بكرا" ردود الفعل الغاضبة على الفيسبوك ومعظمها اجمعت على انه لا امان في ام الفحم التي عرفت منذ القدم بـ"ام النور".
نبيل كيوان كتب على صفحته بالفيسبوك ما يلي:" ما يحدث بام الفحم هو ارهاب بكل اشكاله واعدامات ميدانية".
امّا طالب الحقوق محمود اغبارية فقد كتب:" يارب رحمتك يارب الطف في بلدي... ام الفحم يا وجعي".
وفي تطرّق لما حدث، كتب وجدي جبارين على صفحته:" البلد بدها وقفة زلام لا عجب ان البلد لم تقف واستمر القتل والدمار".
من ناحيته، كتب محمود كيوان، انّ المسلسل سيستمر طالما الشرطة عاجزة عن فكّ رموز جرائم القتل.
المربّية اسراء محاميد كتبت:" اصبحت حقيقتنا اسوأ من اسوأ كوابيسنا... فبات القتل على مدّ البصر ابناؤنا وطلابنا يقتلون امامنا فثوروا يابشر".
فيما كتبت الين اغبارية:" بلدي تنزف... اللهم سلّم ... اللهم سلّم".
اما ادم جيجيني قال في منشور له، انّ ام الفحم ام القتل وليست ام الفحم".
وكتبت النائب وائل يونس حول الموضوع منشورا جاء فيه:" واأسفاه على ما يحصل في بلداتنا وقرانا، وخاصة ما يحصل في ام الفحم هذا الصرح الوطني العريق الذي كان مثالا يحتذى به في الهدوء والاصالة في الكرامة والشّهامه ، نستنكر بشدّة ما حصل قبل ساعات عدّة من جريمة نكراء راح ضحيتها رجل وابن اخيه يندى لها الجبين ويعجز اللسان عن وصف مثل هذه الجريمة البشعة ! انقلب الفرح والسرور الى حزن وعزاء في رمشة عين !يجب على الجميع وقفة رجل واحد للوقوف امام هذه الآفة التي تحرق الاخضر واليابس ! وتقلق كل رشيدٍ ينتمي لهذه الامّة !!".
خيمة اعتصام
افاد مراسل "بكرا" الى انه جرى تنظيم تظاهرة قبالة مركز الشرطة احتجاجا على الاوضاع ومن خلالها تم الاعلان عن النيّة بنصب خيمة اعتصام مقابل الشرطة عقب انتهاء الجنازات.
وفي حديث له مع مراسلنا، قال النائب يوسف جبارين، ابن مدينة ام الفحم وعضو لجنة الدستور والقضاء البرلمانية، قال:"نحن الآن امام امتحان حقيقي وتحد كبير امام العنف الدموي الذي يجتاح مجتمعنا. اعلان الاضراب اليوم هو خطوة مطلوبة ازاء غياب سلطات تنفيذ القانون وتقاعسها، وادعو كل اهلنا الى انجاح هذا الاضراب وتحويله الى نقطة تحول في احتجاجنا ضد العنف وضد الجريمة".
وأكّد جبارين: "لا يستطيع وزير الشرطة جلعاد أردان غسل يديه من هذه الجرائم، حين تتملص الشرطة وتتقاعس في أداء واجبها القانوني بكل ما يتعلق بجرائم اطلاق النار والعنف المستشري. لا تحقيقات جدية ولا لوائح اتهام، ولا مجهود يذكر لجمع السلام المنتشر مثل الذباب".
خلُص تعقيب النائب جبارين بالقول الى ان: "لقد اعترف الوزير ردًا على توجهي انه من بين اكثر من 521 ملف تحقيق تم فتحه في ام الفحم بقضايا إطلاق نار في السنوات الثلاث الأخيرة تم تقديم ست لوائح اتهام فقط، اي ما نسبته 1% فقط من من مجمل ملفات التحقيق. هذه النسبة الصادمة إن دلت على شيء فهي تدل على تخاذل الشرطة وتقاعسها عن أداء دورها بل وتآمرها على عافية مجتمعنا وعافية شبابنا، وإن لم تعمل السلطات الرسمية على إثبات نيتها وجديتها في محاربة العنف والحد منه، فإننا نواصل توجيه إصابع الاتهام نحوها بأنها معنية باستمرار هذا العنف والاحتراب الداخلي في مجتمعنا".
الحادث ما هو الا سلسلة من مسلسلات العبث بأمن المواطن الفحماوي
وفي تعقيب للمربّي يونس جبارين قال بحديثه مع بكرا:" الحادث المأساوي الليلة والذي اودى بحياة زهرتين يانعتين ما هو الا سلسلة من مسلسلات العبث بأمن المواطن الفحماوي .نعزي انفسنا بهذا الحدث الجلل،واقدم التعازي لال الفقيدين ،وادعو من هنا الى ضبط النفس .ان ديننا الحنيف وجميع الديانات السماوية تمنع،وتحرم القتل والعنف على انواعه وتعتبره تماديا ،واهانة لكرامة الانسان وحريته.ان كل من يرفع يده،او غضبه على الأخر يغضب الله.وهو مرفوض بكل المعايير الانسانية والدينية.ان ما وصلت اليه المدينة من انعدام وانحسار الأمان فيها يجعلنا ومن حقنا ان نفكر في كل الاتجاهات.ولو حصلت عمليات اطلاق النار والقتل والتخريب في العفولة الجارة ،هل سيقف المواطن هناك حائرا ام ستقوم الدنيا ولا تقعد؟انني من موقعي كرجل تربية وناشط اجتماعي ارى لزاما على بلديتنا الموقرة ان ترفع صوتها عاليا ،وان تتخذ خطوات من شانها اعادة الامان الى المواطن .واناشد المعلمين تخصيص ولو قسم من الحصة للحديث في امور تربوية وليس فقط الاهتمام بانهاء المادة.يا اهلنا في ام الفحم تعالوا سويا لنعيد للبلد مجدها وعزها!تعالوا نبني ونعيد العلاقات بين العائلات نحترم الرأي الاخر ولا نلغيه. نتسامح نحب بعضنا بعضا كما كانت ام الفحم.معا لانجاح الاضراب".
[email protected]
أضف تعليق