أثار قرار رئيس مجلس كفار فراديم سيفان يحيئيلي بإلغاء حميع المناقصات المستقبلية لتسويق الاراضي في البلدة كون نحو نصفها حصل عليها مواطنون عرب، أثار ضجة وحالة من الاستياء.
ويأتي القرار عقب طرح طرح مناقصة فيها 125 قسيمة بناء وفاز بها عرب بنحو 50 في المائة منها بشكل قانوني، ما أدى الى حدوث حالة من الغضب عند البعض.
دولة إسرائيل قد بنت اكثر من 700 بلدة يهودية للمواطنين اليهود منذ تأسيسها ولم تبن أي شيء للعرب
د.ثابت ابو راس قال بحديثه مع بكرا:" الموقف العنصري لرئيس مجلس كفار فرديم هو نتاج للجو العام في إسرائيل. نتاج لثقافة الخوف وسياسة التخويف من الاخر وفي هذه الحالة الاخر هو المواطن العربي والتي أصبحت تذكرة لفوز في انتخابات محلية أو قطرية. المواطنون العرب، وبسبب ضائقتهم السكنية في بلدانهم وارتفاع سعر قسائم البناء وقلة الخدمات، يستمرون في "الهجرة" الى البلدات اليهودية المجاورة".
تابع ابو راس حديثه قائلا:" هناك طبقة وسطى عربية ومهنيون عرب يزداد عددهم يبحثون عن جودة حياة لا يجدونها في قراهم. باعتقادي أن عدة بلدات يهودية مرشحة ان تكون بلدات مختلطة ومنها نهريا والعفولة وبئر السبع اضافة لنتسيرت عيليت وكرمئيل التي أقيمت على أراضي عربية.
من حق المواطن العربي السكن في كل مكان يريده في بلاده. ويجب أن نتذكر أن دولة إسرائيل قد بنت اكثر من 700 بلدة يهودية للمواطنين اليهود منذ تأسيسها ولم تبن أي شيء للعرب".
واختتم كلامه قائلا:" اذا أرادت حكومة إسرائيل التخفيف من ظاهرة انتقال العرب للسكن في بلدات يهودية عليها توسيع مناطق نفوذ السلطات المحلية العربية حل القضايا التخطيطية العالقة والتعامل بمساواة تامة مع المواطنين العرب وسلطاتهم المحلية".
سياسة التمييز العنصري تطال جميع مناحي الحياة في البلاد
المحامي نضال عثمان من الائتلاف لمناهضة العنصرية قال بحديثه مع بكرا:"ان سياسة التمييز العنصري تطال جميع مناحي الحياة في البلاد والعنصريون لا يختفون وانما يتبدلوا بظرف المكان والزمان، قبل سنوات اعترض سكان في كريات ملاخي على تأجير شقق لمواطنين من اصول اثيوبية، قبل شهرين وصلتنا شكوى حول محاولة سكان عمارة في تل ابيب منع صاحب بيت في العمارة من تأجير بيته لافارقة من طالبي اللجوء، قبل اكثر من عام خرجت مجموعة في العفولة تطالب بالغاء مناقصة فاز بقسائم بناء ضمنها الكثير من المواطنين العرب وتوجهوا للمحكمة لالغاء المناقصة وهذه المرة نرى رئيس مجلس محلي يرضخ على ما يبدو لتوجهات بعض من سكان بلدته رغم ان كان له في التصريح الاول قبل ايام توجه موضوعي نوعا ما. ما قام به مجلس كفار فراديم هو توقيف وعدم الاستمرار بتسويق قسائم ونشر مناقصات جديدة بسبب فوز الكثير من العرب بقسائم في المناقصة الاخيرة، طبعا التوجه عنصري وممكن مواجهته بشكل منظم من المواطنين العرب واليهود ولكن المواجهة لا تعني التظاهر فقط".
الجليل هو البديل للعيش المشترك
عضو ادارة الائتلاف لمناهضة العنصرية - باسل طنّوس، قال بحديثه مع بكرا:"موضوع البناء والمسكن في إسرائيل هو موضوع سياسي مريض حين يكون الحديث عن العرب اما بخصوص تصريحات سيفان في يحيئيلي فهي ليست جديدة علينا بتاتا . نحن في ترشيحا ناضلنا من أجل تغيير خارطة المرحلة ج وحتى من أجل الغاءها لأنه تسد الجهة الغربية لتطور ترشيحا الطبيعيكنا قد اعترضنا على الخارطة ولم نفلح في تغييرها أو الغاءها. وفي أحد اللقاءات مع سيفان يحيئيلي رئيس مجلس كفار هفرديم اقترحنا عليه أن يعلن عن المرحلة ج حي مشترك لليهود والعرب وان يقوم ببناء مدرسة ثنائية اللغة وطبعا لم يستحسن الاقتراح لأنه انسان مغلق وعنصري".
وانهى كلامه قائلا:" هذا التصريح اليوم يؤكد مجددا بأن العنصريين لا يفكرون لمصلحتهم هم فبعد هذه الضجة سيكف أمثاله عن القدوم من مركز البلاد لشراء القسائم وبناء البيوت وستبقى المنطقة مشتركة لمن يريد ويعرف ويستطيع العيش بشراكة . الجليل هو البديل للعيش المشترك".
سينجحون بنهاية الامر
عضو حركة نقف معا - يوڤال شيلا، قال بحديثه مع بكرا:" كإنسان ولد في معلوت وترعرع في كفار ڤراديم منذ نعومة أظافره لمدة 10 أعوام، اؤمن بان اندماج العرب واليهود هو ما يميّز الجليل وهذا الاندماج لا يدعو للخوف او حتى القلق. الحياة المشتركة للعرب واليهود هي مستقبل هذا المكان وللاسف ان رئيس المجلس خضع للخوف من التغيير وكان عليه ان يتصرّف بمسؤولية وحكمة وان يؤدي بجمهوره الذي يمثلهم الى التآخي والاندماج الناجح مع تعليم مشترك ثنائي في المستقبل".
واختتم كلامه قائلا:"انا أشدّ على يد الأصدقاء في كفر ڤراديم الذين يدعمون الحياة المشتركة وينبذون العنصرية وانا اؤمن ان هؤلاء سينجحون بنهاية الامر".
الصندوق الجديد لإسرائيل "كيرن حداشا" قال في بيان له:" رئيس المجلس المحلي، كفار هفرديم، سيفان يحئيلي، قرر وقف المناقصات لتسويق قسائم الأراضي بعد أنّ اكتشف ولمفاجئته أنّ نصف الذين فازوا في المناقصات من العرب. "(انا) مسؤول عن الحفاظ على الطابع الصهوني- يهودي- علماني لكفار هفرديم"، علل من خلال رسالة للسكان وفي ذات الوقت نجح في خلق تناقض لتصريحه بقوله: "كل مواطن في إسرائيل مدعو للسكن في بلدتنا. هذه القيمة القانونية، هذه القيمة الأخلاقية. هذا الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا أن نحقق ايضًا في داخل كفار هفرديم مساواة اجتماعية، دون تفرقة دينية عرقية أو جندرية". وهذا ما يُسمى بلغتنا اتباع ازدواج في المعايير. كيف يعقل أنّ رئيس بلدة يتصرف بشكل عنصريّ ومميز بالوقت الذي فيه هو مقتنع أنه قيمي ومتنور؟ لربما الإجابة نجدها في تصريح لأحد سكان كفار هفرديم، د. الياس حداد : "المواطن البسيط في دولة إسرائيل يتغذى من تصريحات وزراء ورؤساء الحكومة. المشكلة أنه في كل يوم اثنين وخميس هنالك وزير يصرّح ضد العرب". وعليه، هذه التصريحات لا تتجذر في وعي المواطن البسيط فقط، إنما مسؤولين مثل يحئيلي.
للتذكير: المحكمة العليا قررت عام 2000 أنّ سياسة تأجير الأراضي لليهود فقط تعد تمييزًا ممنوعًا. هذا بعد التماس تقدّمت به عائلة قعدان من باقة الغربية والتي طلبت أنّ تسكن في بلدة كتسير وتم رفض طلبها على خلفية عنصرية. المحاميان دان يكير ونيطع زيف، من جمعية حقوق المواطن، مثلا في حينه الزوج قعدان، وهما خريجين لبرنامج الحقوقيين المدار من قبل صندوق إسرائيل".
واختتم البيان:" اذّا حقيقة، في كفار هفرديم لا يرفضون التسويق للعرب، انما يقومون بوقف التسويق كليا للجميع. نأمل ونؤمن أنّ في بلدة كفار هفرديم سينجحون بالتغلب والترفع عن الخوف، لأنه هذه فرصتهم في التحوّل إلى مثال يحتذى به في مجال تعزيز الحياة المشتركة والتعايش الحقيقي في إسرائيل. منظمة "نقف سوية"، والمدعومة من قبل صندوق إسرائيل، تنظم يوم الأربعاء مظاهرة امام منزل بيت رئيس المجلس في البلدة. انضموا إلى سكان كفار هفرديم وقوموا بدعمهم هناك: مرفق رابط للحدث".
[email protected]
أضف تعليق