"كحايل الرينة" فرقة دبكة ريناوية بارزة، أسستها امرأة محجبة، لم تسمح بأن يكون حجابها عائقا امام تحقيق رؤيتها السامية على الرغم من الأفكار المسبقة ونظرة المجتمع. بدأت كفرقة صغيرة ومن ثم تحولت الى جمعية، بعد ان قررت مؤسستها فيفيان عثامله إنشاء وتطوير ما هو في صالح الرينة، متحدية كل العوائق والظروف المحيطة ورافضة التسليم بالأمر الواقع.
تعمل فيفيان عثامله بصول مديرة جمعية كحايل ومديرة فرقة الدبكة "كحايل" في مركز بيت قانا في بلدتي الرينة منذ 12 عاما وام لأربعة أطفال. ومن أبرز الناشطات النسائيات والاجتماعيات في الرينة حدثت "بكرا" عن مسيرتها حتى اللحظة وعن مكانة المرأة في الرينة والمجتمع عامة، ورؤيتها المستقبلية.
قالت في البداية: قبل أربعة سنوات أسست فرقة "كحايل" للدبكة الشعبية، فبعد ان تم اغلاق مركز سان رينه للطفولة المكان الذي كنت اعمل به سابقا بقرار من المجلس بسبب إشكاليات في الميزانيات وجدت نفسي بعيدة عن امر احب القيام به، لذلك بالاستمرار في إعطاء دروس للدبكة للأولاد الذين كانوا في المركز، حيث رأيت انه من واجبي الاستمرار بهذا الامر بشكل مهني لذلك أسست الفرقة بعد ان تأكدت بانه لدي عدد من الفتيان والفتيات يملكون انتماء قوي للفرقة نفسها ويريدون تطويره، وقمنا بتسجيل الفرقة في سجل الجمعيات بشكل رسمي واصبحنا جمعية رسمية باسم "كحايل الريناوية"، وحاليا نقوم على تطوير الفعاليات المتنوعة في الجمعية، فعاليات تطوعية وتربوية تعنى بكل البرامج التوعوية وقريبا سنعلن عن انطلاق المشاريع للجمعية، سنبدأ بدورات للقادة الشباب التي ستعطي الدعم المعنوي والتثقيفي التربوي، السياسي، وفي كل المجالات على الصعيد المحلي وأيضا سنوسع نشاطاتنا الى خارج الرينة لأننا نعمل حاليا على تطوير مشاريع على صعيد بلدات أخرى.
فكرت ان اخوض التجربة السياسية
وعن مكانة المرأة في بلدة الرينة قالت عثامله: هناك طاقات نسائية واضحة تبرز في السنوات الأخيرة، من خلال مهن كثيرة وجمعيات نسائية تعمل وتدعم ماديا عائلات كثيرة، والمشاريع التجارية الموجودة أيضا في الرينة تدعمها نساء، انا أرى انه على النساء ان تقود الثورة في الرينة حتى تصل هي الى المكانة التي تريدها.
وتابعت مفسرة لـ "بـُكرا": فكرت في وقت سابق ان اخوض التجربة السياسية وان ارشح نفسي في الحكم المحلي، ولكن أولا يجب ان املك خطط استراتيجية مبينة تكون من ورائها رؤية واهداف واضحة وليست عبثية وعائلية، كانت هناك محاولات ومبادرات ان انضم الى قائمة شبابية وأتمنى لهم كل الخير خلال الانتخابات القادمة، لكنني أرى بانه يجب ان نبني أسس نسوية واضحة وثابتة أولا حتى نخوض التجربة بنجاح، وان لا يكون التمثيل النسوي فقط من اجل التمثيل وجمع الأصوات بل حتى تصبح المرأة شريكة في اتخاذ جميع القرارات المهمة، حيث تملك النساء نظرة استثنائية في أمور عديدة.
حاولوا وضع العثرات في طريقي
وعن الصعوبات التي تواجهها وواجهتها خلال مسيرتها قالت: عادة التوجهات لإقامة مشاريع في الرينة تكون للسلطة المحلية وهذا امر طبيعي، لأنه الجسم الأكبر الذي وجد لغاية دعم الرينة وأهلها، بينما السلطة المحلية في بلدي لم تدعمني لأسباب أجهلها ممكن ان تكون سياسية او عائلية، بل الأنكى من ذلك انه تم وضع عثرات امام طريق "كحايل"، الا ان هذه العوائق كانت وسيلة لنتعلم ونتقدم أكثر، من جهتي نحن استمرينا في مسيرتنا نحو اهدافنا ورؤيتنا التي تتمثل بتطوير الرينة ثقافيا وتربويا. وبطبيعة الأمور فأن كل مشروع في بدايته يواجه هذا التحدي والسخرية من البيئة المحيطة ومحاولة احباط الرؤية ولكن المثابرة والتصميم تجعل الجميع يدعم في النهاية، وانا كوني امرأة محجبة وتوجهت الى مجال الدبكة لاقى استياء ورفضا كبيرين في البداية حتى من محيطي القريب بينما اليوم نحن قوة شبابية في الرينة وكادر يقوم على أكبر مشروع وبعد سنوات شباب "كحايل" هم سيكونون في السلطة وعماد الرينة في مكان التأثير واتخاذ القرارات.
واردفت: اعتقد ان بلدتي الرينة تشهد تقدما على صعيد الجمعيات وليس المؤسسات، ربما هناك مشاريع صغيرة تقوم عليها السلطة المحلية، واعتقد إذا كانت هناك مشاركة بين كل الجهات الموجودة في البلد ممكن ان نصل الى المكان الذي نريده بشكل أفضل.
اطمح الى تأسيس مركز ثقافي تربوي
وعن مشاريعها المستقبلية قالت: حاليا اعمل على استنساخ "كحايل" في جميع البلدات العربية، منها أيضا مدينة حيفا حيث سنعلن قريبا عن مفاجئة وانا اطمح الى تأسيس مركز ثقافي تربوي يعطي الخدمات التربوية لكافة الأجيال من جيل عام في كل المجالات الثقافية التي تطور الرينة.
ووجهت فيفيان في ختام حديثها كلمة للمرأة في شهرها وقالت: المرأة عي عنصر أساسي في تكوين المجتمع الموجودون به لذلك أقول لها ان تبقى صامدة وان تتحدى بالرغم من كل الظروف والعثرات التي يضعها امامها الذكور في المجتمع وأحيانا النساء، اطلب من كل امرأة ان تثابر وتتحدى نفسها وان تتحمل حتى تصل الى هدفها.
[email protected]
أضف تعليق