أظهرت دراسة بحثية أجراها مركز " طاوب" (للبحوث الاجتماعية ) أن النساء العربيات العاملات يكسبن أجوراً متدنية جداً ، وأعدادهن قليلة ، ويتركز عملهن في حقل التربية والتعليم – بعيداً عن مجال الهايتك .
وتبين من هذه الدراسة التي أعدّت بمناسبة يوم المرأة العالمي – ان النساء العربيات يحققن نجاحات اكبر من الرجال في امتحانات "البجروت" (التوجيهي) بمعدلات تضاهي نظيراتهن اليهوديات (من غير المتدينات) ، مع الإشارة الى أن أعداداً متزايدة من الطالبات العربيات يتوجهن لدراسة العلوم والهندسة ، سعياً للفوز بأجور ومرتبات عالية ، وقد بلغت نسبة العربيات المتوجهات لدراسة هذه المواضيع 70 % من مجمل الطالبات المستحقات شهادة" البجروت " ، بينما النسبة لدى اليهوديات – 39 % فقط.
ما زالت النسبة عالية في مجال علوم التربية
ويستدل من الدراسة ان نسبة العربيات في الجامعات والكليات قد سجلت ارتفاعاً كبيراً خلال الفترة الممتدة ما بين 2007- 2013 ، لا سيما النساء العربيات البدويات والدرزيات "لكن نسبة الخريجات الحاصلات على الألقاب الأكاديمية ما زالت متدنية نسبياً " – حسبما تظهر الدراسة .
وقسّمت الدراسة النساء العربيات إلى فئات مذهبية واجتماعية ، عملاً بسياسة التفرقة المعهودة في إسرائيل ، فأشارت إلى أن ما يقارب 50 % من اليهوديات والمسيحيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 30- 33 عاماُ حائزات على القاب أكاديمية ، بينما النسبة لدى المسلمات -23 %
ويستفاد من هذه الدراسة البحثية ان موضوع الدراسة الأوسع اقبالاً عليه من جهة الطالبات العربيات هو موضوع التربية والتعليم بمختلف تفرعاته ، حيث ان نسبتهن في هذا المجال تقارب 45 % - مقابل 16 % فقط لدى اليهوديات.
وفي مجال العمالة والتشغيل بينت الدراسة ان نسبة النساء العربيات العاملات ، اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 25-54 عاماً ، ليست عالية ، مقارنة بالتوقعات ، وحققت زيادة طفيفة (14 % ) خلال الفترة الواقعة ما بين عام 2000-2016 : من 21 % الى 35 % ، بينما بلغت النسبة لدى اليهوديات – 80 % .
ما بين التطور والعوائق
واللافت – حسبما تبين من الدراسة- أنه سجل ارتفاع ملحوظ في نسبة النساء العربيات العاملات ، ممن تتراوح اعمارهن ما بين 45-54 عاماً ، من غير الحاصلات على الألقاب الأكاديمية ، حيث بلغت نسبتهن 20 % ، بعد ان كانت 10 % فقط عام ألفين . ومن جهة أخرى يستدل ان نسبة الأكاديميات العربيات العاملات ما زالت تراوح منذ عشر سنوات عند حدود 75 % .
وفيما يتعلق بالفوارق في الأجور بين العرب واليهود – يستفاد من الدراسة ان الفوارق طفيفة بين خريجي الجامعات( من ابناء الشعبين ) العاملين في مجالات الطب والصحة والتربية والتعليم ، بينما هي واسعة بين العاملين في مجالات الهندسة والحاسوب والإدارة وادارة الاعمال .
واللافت أيضا في هذا السياق تحديداً ان الأكاديميات اليهوديات العاملات في مجال الحاسوب يكسبن رواتب أعلى من نظيراتهن العربيات بنسبة 60 % .
وتعقيباً على هذا البحث ، قال المدير العام لمركز "طاوب" ، البروفيسور آفي فايس ، انه على الرغم من مناحي وأوجه التطور في أوضاع النساء العربيات ، الا أن هنالك عقبات وعوائق متنوعة ومتعددة تحول دون مساهمتهن المأمولة في تحقيق المزيد من النّماء للاقتصاد الإسرائيلي ، ولهذا السبب يتعين على الحكومة ان تبذل الجهد اللازم للنهوض بمكانة وأوضاع المرأة العربية في كافة المجالات – كما قال .
[email protected]
أضف تعليق